chapter 01

492 14 1
                                    


تعلم الانتظار ، هناك وقت مناسب لكل
شيء

14/07 .....22.00
موسكو

وقفت متصنمة شاردة الذهن على أحد ضفتي نهر موسكو ملامحها غير قادرة على التعبير عما تشعر به .... مشاعر ميتة ..... خالية من الحياة و العاطفة تخبئها ابتسامة خفيفة تخفي ورائها ماضي أليم ، اخذت تخطو خطواتها الأخيرة نحو الحرية التي ستنساها عما قريب كالشبح شقت طريقها نحو أحد الشوارع الشعبية القديمة ...... نسمات الهواء المنعشة داعبت شعرها الطويل و ثوبها الاسود العريض المتموج نتيجة الرياح الخفيفة المنعشة التي تعصف تارة تلو الأخرى بدت لؤلؤة ملفوفة بقماش اسود زادها فتنة و جرئة ، لم يكن في مقدورها متابعة السير فوجهتها أصبحت واضحة و الطريق مسدود أيضا لكنها لا تهتم و لن تهتم فالعمل له شروطه " إما أن ترضخ لشروطي أو انسى العمل معي" تلك كانت أحد القواعد التي لا تستغني عنها بتاتا فالواقع لن يفرض عليها اصفاد العبودية التي كسرتها قبل سنتين ..... إما الحرية أو الموت .

بخطوات بالكاد تسمع شقت طريقها نحو أحد الأحياء العتيقة أين وجدت سيارة g glass سوداء مركونة في حد الزوايا المنبوذة التي كانت بانتظارها ، لم تتردد لحظة واحدة في فتح بابها و الركوب من الخلف بجانب الشيخ الكبير الذي يكاد يبلغ الستين عاما ، التقت عينيها الحادتين بعينيه السوداء القاتمة التي لا تخلو من الغضب و الانفعال و بنبرة ٱمرة رمى كلماته

_ امامك يومان للعودة إلى إيطاليا ، الوضع أصبح حساسا و انت من ستتكفلين بحراسة الزعيم و تأمين الحماية اللازمة له و لعائلته

ببرودة اعصاب و صوت هادئ ردت

_ أعلم

_ جيد .... إذن احزمي حقائبك امامك رحلة بعد غد .

_ شروطي واضحة نفذها أو اخرس .

لم تكبد نفسها عناء الاستماع إلى اجابته فصوته كان يثير قرفها و اشمئزازها على كل الأحوال ليس أمامه خيار ٱخر إما الرضوخ لطلباتها أو استبدالها بشخص ٱخر و هذا من سابع المستحيلات ، قررت النزول و بدون سابق إنذار حملت نفسها و غادرت تاركتا إياه يلعن للمرة الألف على حظه الذي يفرض عليه تحملها ففي النهاية هي ورقته الذهبية الرابحة لجني ثروة لا تقدر بثمن و كسب ثقة زعيمه التي فقدها بسبب ابنه الخائن .

حمل هاتفه و اتصل بزعيمه الذي لم يعره اهتماما و لم يرد عليه التحية حتى

_ مرحبا زعيم .... لا يزال مصرا على قراره

_ موافق .... فقد اجعله يعود إلى صقلية و سنناقش الموضوع ... لا تنسى العملية التي يجب أن ينفذها

_ لكن يا زعيم ...

لم يكد ينهي جملته حتى فصل الخط في واجه و هذا ما زاده غضبا ...

Fiery phoenix حيث تعيش القصص. اكتشف الآن