الإقتباس الأول

184 9 3
                                    

بعد أن تلقت تلك الصدمة وتلك الكلمات التي مزقت قلبها خرجت تسير بين الطُرقات بجسد مُنهك تشعر وكأن الأرض تميد بها أصبحت الرؤية أمامها مشوشة نتيجة تلك الدموع التي تتدفق من مُقلة عينيها الساحرتين....
شعرت بأن أقدامها تتهوى غير قادرة على حملها؛ فجلست على أحد المقاعد بين الطُرق وعقلها يدور به العديد من الأسئلة التي لا تستطيع الإجابة عليها خرجت من تلك الدوامة على بكاء طفل بالقرب منها؛ فجففت وجهها وذهبت إليه، وجثت على رُكبتيها أمامه واضعه وجهه بين راحتي يدها تسأله بحنان
_مالك يا حبيبي.. بتعيط ليه..
نظر لها الطفل في خوف ولم يُجيب لترتفع صوت شهقات بُكائه التي مزقت قلبها ودَّت لو تجلس بجانبه تبكي هي الأُخرى على حالها..
ربتت على يده ثم ضمته لقلبها تسأله
_أنتَ قاعد لوحدك ليه.. فين ماما و بابا..
أجابها الصغير من بين شهقاته
_ماما مش معايا وبابا مسافر..
نظرت له في حيرة ثم سألته سؤال أخر
_أنتَ جيت هنا لوحدك..
أجابها الصغير ذو السبع سنوات
_لا كان معايا خالو بس سابني ومش عارف راح فين..
نظرت الفتاة حولها علَّها ترى خاله ولكن كان حولهم حشد كبير من الناس لا تعرف ما سبب ذلك الحشد فأخذت الصغير في يدها بعيدًا عن ذلك الزحام الذي قد يُهيبه وهي تجفف له وجهه من الدموع ثم أردفت في حنان
_متخافش يا حبيبي هنلاقي خالو.. تعالى معايا نروح السوبر ماركت دا نجيب بسكوت وعصير وبعدين نشوف خالو فين..
ذهب معها الصغير حيث أشارت مُمسكًا بيدها..
أحضرت له الكثير من العصائر والبسكويت ثم خرجت معه مرة أخرى إلى الطريق وجلسوا على أحد المقاعد البعيدة نسيبًا عن ذلك الزحام
صدح صوت هاتفها فأخرجته من حقيبتها ورأت هوية المتصل فربتت على يد الصغير ثم أردفت بحنان
_خلص كل البسكوت والعصير دا عما أرد على الموبايل يا حبيبي..
أمسك بها الصغير في خشية ثم أوشكت نبرته على البكاء وهو يقول
_متسبنيش لوحدي..
أدمعت عيناها ثم ضمته لقلبها وهي تقول
_متخافش أنا مش هسيبك..
ضغطت زر الإجابة ليأتيها صوت والدتها القلق
_أنتِ فين لحد الوقتي يا ليال.. اي اللي أخرك كدة يا بنتي..
أخبرتها ليال بأمر ذلك الصغير وأنها ستظل معه حتى يأتي أحد أقاربه ثم بعد ذلك ستعود للمنزل مُباشرةً..
ظلت تبحث حولها على أي حد علَّه يعرف الطفل ولكن لا أحد ينظر إليهم فالجميع مُتجمهر حول منطقة معينة لا تعلم ماذا يحدث يبدو أنه شِجار أو حادث ما على الطريق..
حولت بصرها للطفل الصغير المُمسك بإحدى عبوات العصائر بين يديه بينما اليد الأخرى مُتشبثه بيدها يخشى رحيلها..
سألته في حنان وهى تربت بيدها الأخرى فوق يده الصغيرة المُمسكة بيدها
_أنتَ اسمك اي بقى متعرفناش..
أجابها الصغير بإبتسامة جميلة تُشبه ملامحه الطفولية الساحرة
_سَليم..
ابتسمت الفتاة ثم أردفت
_وأنا اسمي ليال..
نظر لها الصغير ثم قال
_اسمك حلو أوي.. تعرفي أنتِ حلوة أوي زي ماما..
ابتسمت الفتاة ثم حملته وأردفت
_اي رأيك نروح ندَّور على ماما..
ابتسم الصغير ببراءة ثم أومأ لها..
استقلت ليال سيارة تاكسي ثم وضعت بها الصغير وجلست بجانبه وأخبرت السائق بوجهتها..
نظر لها من بين الزحام وهي تصعد سيارة التاكسي وبيدها سليم فركض نحوهم؛ ولكنه لم يستطع اللحاق بهم فصعد سيارته سريعًا خلفهم والغضب يتطاير من عينيه وكل ما يدور بعقله بأنها اختطفت الصغير....

#لقاء_وسط_الزحام
#يـارا_الجلدى

لقاء وسط الزحام Where stories live. Discover now