14:14/1

73 19 20
                                    

"إختناقك يولد أنفاسي"
"إنك إكتمال لأُحجيتي"
_"إنك آخر كلمة بقصيدَتي"

__________________________

يرتجف بخُبول يرتقب يداها المهتَرئة الحائزة على حديدة عظيمة تُضاهي حدَتها سيوف التتار

تَدّنُو له برَوّية مَمْرورة رَقَتها ندى عيونه و إنقباضه حول نفسه

تفصل بينهما أنفاس خانقة و طيفٌ المَنِيّة يسبح فوقهم، أهذه نهاية؟ أعليه الهرب ككِّل مرة؟ في حين تخبط أفكاره دوى لمسامع فحيحها
"لنَلتقي في الجحيم عزيزي"

غزته بضربة ساحقة أعلى رأسِه تستمتع بتطاير الدم بأرجاء وعلى وجهها العفِن
إهترى أرضا كورقة من شجرة مريضة تحت رجليها

" أ ظننت أنك قادر على الهروب من سحيق آريز "

أغلق حاسوبه مُتناسيا ألام الظهر و إنغلاق عينيه، الرِضى ما يشعر به وليس غيره

أخيرا أنهى الفصل الثاني من روايته المحبوبة
فلا أحد قد يستوعب أن تروق روايةَ رُعْبٍ كل الفئات العمرية و تفتك بلقب افضل كتابٍ للعام

كم هو ذكي متلاعب بالعقول
لا أحد يتحدى مهَاراته

رفع رأسه لتضرب خصلات الشمس جدار الغرفة ألم يكن الغسق قبل حين ؟
يبدو أنه سَهر الليلة و هو منغمس
قام بسَوْيِ نفسه ليشق دربه للعمل ، كم يغتبِط أن يكون مجبر على إلقاء الدروس لأولائك العهرة، لا أحد يستحق كلماته
عليهم أن يشكروا حظهم كل برهة على إلتقائهم به و حظور محاضراته التاريخية

لكن لا بأس
ربت على حقيبته فالإستمتاع بنظرتهم البائسة عند إعلامهم بإمتحان مفاجئ

لأمر جليّ أن يرهق سحابته صاحبة النظارات واسعة ، تلك الشيطانة الصغيرة لا يعلم من سلطها عليه
يَروقُ له شغفها الكبير بالتأليف لطالما غارته جودة حروفها و تطلُع زاويتها على المُهجَة

دخل بكل ثقة واهِرة أينما كل طالب متخد مجلسه و الصف آهل بهم ، فكيف لهم أُفول محاظراته و هو "السيد مين" المعروف عنه بشخصيته الباتِرة و الصارمة ذو الهالة الصاردة يطالع أدِمتهم بلا مبالاة خطى مساراته إتجاه مكتبه يضع حقيبته مضبوطة على عداد انفجار في وجوه الطلاب بأي لحظة
عاينهم بنظرة محتدمة ليردف بصوته الفاتِر المجلجل
"أتُرى من إستقصى حول السؤال الفارِط"

و كالعادة أسئلة الدكتور مين الميتافيزيقية تعجيزية ولا يوجد لها حل سويّ

كرر سؤاله لإعلانهم عن الجواب
"هل الإنسان حر ام مقيد في تفكيره؟"
إختلفت أجوبة الطلاب لتكشف جمهَرتين من يدعو أن الإنسان حر في تفكيره و الآخر مقيد

أرسَّخ الدكتور مين ناظريه على تلك شابّة المُبهمَة التي أفكارها أعز من أن يطلع عليها فردٌ حي
لكن على من؟ على دكتور مين؟

أنسة ايديا رأيكِ

خاطبها كاحل النظرة خضِل الهالة لتردف بصوت ناعم يمزج بين الرقة و القوة و ما أحب المسامع من أنثى صوتها أعمق من جوف غائر
أترى إن لم أجبك ستبقى نقاطي آمنة؟

ليهز كتفيه بلا مبالاة حامل معه عشرات من أوراق مقترب منها ليناظر الورق أمامه تارة و عين الشهد خلصتها تارة أخرى هامسا كفحيح أفعى مترصدة

فلتنسي السلام ما دام وجودكِ يسخطني

_________________________
إنتهى البارت
رأيكم و أفكاركم عن الرواية و عن أحداث قادمة

وقعاتكم عن البطل

Storms § عواصفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن