في حب الحياة

6 0 0
                                    

في حب الحياة

تسبح الأم وسط الغابات الموحشة من الطين المبلل،وهي تتعثر بين الفينة والأخري وسط الأدغال التي تتنافس فيها جميع الكائنات تحت شعار "البقاء للأقوي"، تصل لبقعتها الآمنة، فتكون موضع استقرارها و بيتها الجديد.

يمر الصباح يعقبه المساء، النهار يعقبه الليل،ويتوالي الشمس والقمر في أخذ أدوارهم حتي يمر الزمان ويبدأ الأبناء في شق طريقهم نحو المجهول.

ضعفاء ،قابلين للكسر في أي لحظة، ولكنهم يوماً بعد يوم ،يزدادون شدة وصلابة. أما الأم فهي البئر،هي الأصل ، هي العماد...وحين يشتد عضد الأبناء ويشق كل منهم طريقه،تعاد الدورد مجدداً ليسلموا الراية الي البراعم الجديدة. مغلقة ، تلتف حول نفسها وكأنها تخاف من بطش العالم، ولكنها سرعان ما تتملكها الشجاعة لتفتح أوراقها الملونة ، وتنشر عبق رائحتها في الأرجاء .تسحر كل مارٍ بالطريق ،فيتجه كالمسحور تجاهها ليتأمل إبداع الخالق في كونه،ويشتم رائحتها العطرة. وأحياناً لا يتمالك نفسه فيقطفها، ويهديها لمن يحب.

فبعد أن تنضج الزهرة وتقطف، يستمر الأبناء و الأحفاد في استكمال مسيرة الزهرة الأم، لحمل الدفء والمودة ونشر الحب والجمال في الحياة.

بثينة

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 24, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

في حب الحياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن