البداية.

1.4K 67 60
                                    

كل شخص بهذا العالم لديه مخاوف ، فهناك من يخاف من الفشل والأخر يخاف من الألم ، وغيره يخاف من الخيانه.

20ديسمبر عام 2020

كان مدرج المحاضرات مكتظًا بالطلبة ، لكن الهدوء يعم المكان ولا تنسمع الا دقات عقارب الساعة ، كانت العقارب البرونزيه تشير الى الساعة الواحد واربعين دقيقة من بعد الظهيرة .

درس الفلسفه الذي تلقيه لاليسا مانوبال يشارف على الانتهاء .

جيني كيم البالغة من العمر اثنين وعشرين عاما ، والجالسة بالصف الاول ، اول الواصلين دائما ، تحدق بتمعن وتركيز بعيني القطة خاصتها اتجاه من اسرت قلبها ، من مارست عليه سحرًا يتعاظم يوما بعد آخر .

كانت ملامحها الحادة ،عينيها السوداويتين ،نبرتها الهادئة مع مزيج من الصرامه والحنان تشغل مخيلت جيني ورائحة عطرها تخطف انفاسها وتشغل تفكيرها طوال الوقت.

لاليسا مانوبال الاستاذة الجامعية عمرها يناهز الخامسة والعشرين، المعروفه بذكائها بدمج الدروس بشيئ من المرح والدعابة جانبا واسعا من الثقافه الشعبية .
الافلام والاغاني والمسلسلات التلفزيونيه كان تجعل من كل شيء ذريعه وحجة للتفلسف .
كانت تريد ان تكون محاضرتها بالفلسفه سهلة الوصول الى ذهن المتلقي وأن لا تكون محملة بمفاهيم متبلسة و إشكالية ، فكانت كل حجة لديها او استدلال منطلقه من ارض الواقع ، فكانت تبدأ كل مداخلة لها بحدث من حياة الطلاب ، بالمشاكل الملموسه التي يعانونها ، الخوف من الرسوب ، المشاكل العاطفيه ، طغيان نظرة الآخرين ... كانت هذه الشخصية العظيمة ، تعطي للطلاب انطباع .
الإنطباع بأنهم قد هجروا المقررات الجامعيه ليعيشوا بعالم اخر معه وهذا ما زاد شعبيتها اكثر وانشهرت بين الطلبة وزاد عدد المتقدمين لحصصها لتصل حتى تسع مئة طالب .

بسروالها الجينز و بوطها الجلدي مع قميص ابيض تقف لاليسا مانوبال بجانب اللوح وسط القاعه الكبيرة تكتب بعناية جملتها المعتادة :

" لا فائدة من الفلسفة اذا كانت لا تزيل آلام الروح "

كانت عبارة الفيلسوف الاغريقي ابيقور تشكل العمود الفقري بتعليم ليسا.

ركزت جيني عينيها لتحدق على نحو افضل بتفاصيل شخصية استاذتها ، منذ ان وقعت تلك الفاجعة انكسر شيئ ما بليسا اصبحت ملامحها اكثر قسوة وفقدت نظرتها بريقها، ورغم ذالك كان الحداد والحزن يطفي على ملامحها هيئة مشرقا تشوبها لمحة من الكٱبة والتي جعلتها اكثر جاذبية في عيني العاشقة. مع استسلامها للذة الصوت الرزين والرصين الذي كان يتصاعد من المدرج ، صوت يشيع بالهدوء والسكينة ، شعرت جيني بأنها على ما يرام وهي تستمع لذالك الصوت الباعث للامان والطمأنينة ، لكن النعيمة لم يدم طويلا ، فقد انقطع بلحظه رن الجرس المعلن عن انتهاء الدرس .

The last night (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن