😝💔

22 2 0
                                    

‎في ذاك المستشفى الذي تتحرك إليه خطواتي سريعة ً متثاقلة
‎ترقد على سرير ٍ أبيض نظيف بهي ولكنه جدا ً مزعج لنفسي وراحة بالي
‎ترقد صغيرتي ذو السبع سنوات
‎صغيرتي ذات الشعر الأسود المنسدل كالحرير على كتفيها الصغيرين والعيون
‎ذات اللون العسلي الصافي
‎وتلك البشرة النضرة بياضا ً تخللها خدين حمراوين وأنف ٌ كالسيف
‎في حده
‎والإصبع في حجمه
‎دخلت عليها حزينا ً أُظهِر لها الفرحة في كل ما أملك من حواس إلا العينين
‎فلما رأت محيا أخيها صرخت صغيرتي ذات اللسان اللدغ
‎* أخي حبيبي
‎فانكبت أقبل تلك الوجنات والعينين واليدين كالعاشق الولهان على صغيرتي
‎فأخذت بالضحك ، ضحك ٍ طفولي ينعش القلوب قائلة
‎* أخي متى تكف عن تقبيلي أخي
‎قلت
‎* صغيرتي والله ودت أن أقضي بقية عمري أقبلُ حبيبتي الصغيرة
‎قالت
‎* أخي إني أخجلُ من تقبيلك لي وخاصة إن كان أحدٌ من ( الناث ) حولي
‎فضحكت وكم كنت اضحك من تلك اللدغة في لسانها لما تضفي عليها من طفولة
‎وبرائة وجمال
‎نظرت إليَّ صغيرتي قائلة
‎* أخي
‎* صغيرتي ماذا ؟
‎* أخي تواترت لديَّ وفيَّ (أثئلة) عندما غبت عني فأحبُ أن أطرحها عليك
‎* تفضلي صغيرتي فكلي لك أذانٌ صاغية
‎* أخي
‎* صغيرتي
‎* متى الإنثان يكون في ثعادة ؟
‎قلت
‎* عندما يكون قلبه خاليا ً من هم الدنيا ومشاغلها
‎قالت
‎* وكيف يكون ذلك ؟
‎قلت
‎* لا يكونُ أبدا ً ، فالدنيا همها أكبر من سعادتها
‎قالت
‎* وما الحل ُ يا أعز َّ حبيب ٍ لي ؟
‎ترقرقت الدموع في عيني من قولها ، فقلت
‎* الصبر على البلوى ، وسؤال ربنا المولى
‎فقالت بكل لهفة وعفوية
‎* أخي ، أخي ، أخي
‎* ماذا يا صغيرتي ، ما الأمر يا حبيبة أخيك ومهجة فؤاده ؟
‎قالت
‎* هل يبكي الرجال ؟
‎إستغربت ُ سؤالها ، وصمت مني اللسان لحظات ، وكأن نفسي أوجست شيئا
‎فقلت
‎* صغيرتي ما دعاك لهذا السؤال ؟
‎قالت
‎* لا شئ أخي ، ولكنه ثؤال ورد في ذهني فجأة وأريد الإجابة عليه إذا ثمحت
‎قلت
‎* لكِ هذا يا صغيرتي ، نعم يبكي الرجال أحيانا ً
‎قالت
‎* كبكاء النثاء ياخاه ؟
‎قلت
‎* لا ، فالنثاء أقصد النساء ...........
‎ضحكت صغيرتي بقوة حتى كاد قلبي أن يقف خوفا ً عليها ، ضحكت صغيرتي
‎على أخيها عندما أخطأ
‎فأخذت تقول وهي تقهقه
‎* أخي لقد أثبحتَ مثلي ، تأكلُ حروف الكلام
‎فضحكت من قولها ، فبادرت تقول
‎* أكمل أخي
‎قلت
‎* أها ، حاضر ، نعم يبكي الرجال ولكن ليس كالنساء
‎فالنسوة في طبعهن الحنوُ والحنان ، يثير قلبها الحاني أي موقف مؤثر وإن لم
‎يكن هذا فيها أو في أحد تعرفه
‎قالت
‎* إذن متى يبكي الرجال ؟
‎قلت
‎* يا حبيبتي ، يبكي الرجال في مواقف شديدة وخاصة عندما يعجزون عن
‎التصرف فيها أو لا تكون لديهم حيلة في هذا الأمر أو ذاك
‎قالت
‎* متى أرى دمعة الرجل أخي ؟
‎قلت
‎* ترينها يا صغيرتي
‎في صرخة مقهور ، ونار الغيور ، وعند فقد العزيز ، وفي جبن ٍ لبعض الرجال
‎عندما يكون للرصا أزيز
‎قالت
‎* أخي ، ما تقثد بالعزيز ؟
‎قلت
‎* عندما يفقد الرجل أحب ما في الكون لفؤاده
‎قالت
‎* هل بكيتَ أمي يا أخي ؟
==================
‎أخيتي يتيمه ، فقد فقدت أمها وهي في السنة الأولى من عمرها
‎ولم يكن يرعاها ويداريها احد غيري ...
‎وسؤال تلك الصغيرة فاجأني وبعد صمت طويل وترنح فؤادي للذكريات وعيون
‎صغيرتي ترقب ُ الإجابة َ مني
‎قلت
‎* نعم يا حبيبتي ، بكيتُ كالطفل الرضيع على ماما ، بكيتُ كثيرا حتى أحسست
‎أني سأموت من الحزنْ
‎قالت
‎* أخي
‎قلت
‎* قولي يا أعظم ما في حياتي وأمنيتي
‎قالت
‎* أخي، أرجوك يا أخي
‎قلت
‎* ما الأمر يا غاليتي
‎قالت
‎* أخي ، إن فقدتني في يوم من الأيام فلا تبكي يا أخي
‎صدمت ، بل صعقت
‎وبسرعة البرق حملتها من سريرها الى حضني صارخا ً
‎* لما تقولين ذلك ياحبيبتي ؟ هل تشعرين بشئ ؟ هل يؤلمك أمرٌ ما ؟
‎قالت
‎وإبتسامة ترتسم على وجهها المزخرف بجواهر الحب والحنان والبرائة
‎* كم أحبك يا أخي عندما تهتم فيني بجنون
‎وأخذت الإبتسامة في الإتساع
‎ورددت قائلة
‎* لا تخف يا أخي ، فوالله ما فيني شئ غير حبٌ أملكه ويتملكني لك يا أخي
‎قلت
‎* إذن لما قلتي ما قلتي ؟
‎قالت
‎* أخي إني أثمعُ ممن حولي من أعمام وأخوال وأثحاب يقولون
‎إن أخيك لذو هيبة ورجولة في شكله وفعله
‎فأحبت أن يكون أخي كما هو مهيبا ً كما تعود الناث منه ذلك ، فلا تهتز
‎ثورته الرائعة عند الناث
‎قلت
‎* صغيرتي ، لقد والله قتلتني بكلمتك وقد خفت كثيرا
‎قالت
‎* أخي عدْني ألا تبكي يا أخي
‎صمت لحظات فقالت
‎* أخي يا أخي عدني أرجوك ، قل لي أنك لن تبكي إن فقدتني أرجوك قلها
‎فقلت
‎* لا عليك سأفعل ما تحبين صغيرتي
‎قالت
‎* عدني أخي
‎قلت
‎* إن شاء الله حبيبتي
‎قالت
‎* أخي عدْني أخي
‎قلت
‎* أعدك يا صغيرتي ولكن لا تعودي لهذا الكلام مرة أخرى
‎قالت
‎* أعدك ألا أتكلم مرة ً أخرى إلا شيئا ً أريد قوله فهل تثمح لمن دلتها ودلعتها
‎أن تقوله
‎قلت
‎* قولي ما تشائين
‎قالت
‎* أخي ، إني أرى أمي أمامي ، تنادي قائلة
‎( تعالي يا صغيرتي )
‎أخي ، ما أجمل أمي وما أحلاها ، أخي أمي تدعوني يا أخي ، أخي أريد
‎ماما
‎أخي أريد ماما ، تلك ماما ، ماما ، ماما
‎صرختُ
‎* لا ، لا ، لن أتركك تذهبين ، لا يا صغيرتي ، لا تتركي أخيك ، لا ياحبيبتي لا
‎لا يا حبيبتي لا ، أرجوك ، يا رب يا الله اختي ، يا رب ليس لي غيرها
‎يا رب أرجوك يا حبيبي
‎قالت
‎أخي وعدتني ألا تبكي
‎أخي كم أحبك يا أخي ،
‎صمت صغيرتي عن الحديث فجأة ، ولكنها مبتسمة
‎فهزتها أصرخ
‎* صغيرتي ، صغيرتي ، أرجوك يا صغيرتي
‎آآآآآآآآآآه ، يا ويلي ، مات اختي ، ماتصغيرتي ، مات حبيبتي
‎مات اليتيمة
‎مات اليتيمة ويتمتني
‎آآآآآآآآآه
‎أعلم من مرضك .... أنك سوف تموتين ولكن ليس الآن
‎آآآآآه ٍ يا صغيرتي
‎فانهمرت الدموع من عيني
‎وأنا وعيني نتسابق على إنهمارها ومسحها
‎لأني وعدت ُ صغيرتي
‎فوقعت دمعة على خدها الأبيض الشفاف البرئ
‎فمسحتُ الدمعة وقلت ُ لأختي الصغيرة
‎* سامحيني صغيرتي ، لا أستطيع وقفَ دموعي ، سامحيني حبيبتي
‎فأخذت تلك الجوهرة الثمينة الى حضني ودموعي تنهمر بغزارة ولكن بلا صوت
‎أقول في نفسي
‎( هنا يبكي الرجال )
‎هنا يا صغيرتي هنا يا حبيبتي يبكي الرجال العتاة القاسية قلوبهم أشباه
‎الجبال
‎هنا يبكي الرجال
‎وداعا ً يا صغيرتي ، وداعا ً يا صغيرتي
‎وداعا ً الى الأبد
‎وداعا ً يا صغيرة َ أخيها
‎وداعا ً يا مهجة حانيها
‎وداعا ً يا ثمرة ْ لم أجنيها
‎وداعا ً
‎وداعا ً يا برائة الطفولة
‎وداعا ً يا سؤالي وحلوله
‎وداعا ً يا نسبي وأصوله
‎وداعا ً
‎سأفتقد تلك البسمات
‎والجدائل الصغيرة الناعمات
‎وحروفٌ تحولت لثائات
‎وداعا ً
‎وداعا ً وداعُ مودع يودع
‎وداعا ً يامن للموت تجرع
‎وداعا ً صرخة فيها أُسمِع
‎وداعاً
‎وداعا ً يا أجمل يتيمه
‎يا إغنى وأغلى قيمه
‎يا نظر العين وديمه

‎انتظر ردودكم

Vous avez atteint le dernier des chapitres publiés.

⏰ Dernière mise à jour : Aug 01, 2022 ⏰

Ajoutez cette histoire à votre Bibliothèque pour être informé des nouveaux chapitres !

في المستشفى Où les histoires vivent. Découvrez maintenant