الفصل الثامن
ينتهي الزفاف .. تشعر " حليمة " بالتعب الشديد .. فهذة أول مره تفعل ذاك المجهود منذ سنين .. و تلبس عبائتها هيا و " ثرية " و حين تهم بالرحيل .. يقطعهم صوتًا الخبيث قائلًا:-
_يا مرحب بالعزاز يا حليمو
ألتفوا سريعًا .. عدا " حليمة " كانت بطيئة لتنظر لها و تقول بنبرة مرتبكة:-
_إزي حضرتك يا طنط ؟!
لتنظر لها السيدة و عينها تضج مكرًا وهيا تقول بغضب تكتمه:-
_طنط !! مش كانت ماما ... و لا من ساعة ما قتلتي ابني و حفيدي بقيت طنط !
رجفة سارت في جسدها و شعرت بغصه في حلقها لتجيب بدلًا عنها " ثرية " فهيا تعرف تلك السيدة " حماتها " سيدة لا تعرف رحمة تدعوها دائمًا بـ" العقربة " بسبب لسانها السليط .. و خشونة تعاملها مع " حليمة " :-
_قتلت مين يا ست إنتِ !! .. ما تاخدي بالك إنتِ بتقولي إية !!
لتشتغل بعينيها شرارًا قائله:-
_أه هيا إلي موتت ابني .. هفضل أحسبن عليها .. فكرك هكتفي بلي حصلها برجلها اتقطعت ... أنا مش هرتاح إلا أما أشوفها ميته .. حق ابني هيرجعلي بموتها
تتابع " هنادي " بصمتًا فحليمة سردت لها حكايتها بإختصار .. كانت متزوجة و توفى ابنها و زوجها بسبب جذع شجرة موضوع على الطريق فتنفلت منها السيارة و تنقلب .. فتدخلت و هيا تمسك " حليمة " قائله بدفاع و نبرة قوية:-
_أظن يا طنط لو كانت قتلت جوزها مكنش البوليس سابها .. و في حد بيقتل ابنه كمان !! .. يالا يا " حليمة "
و تجر " حليمة " التي تشعر بثقل في جسدها .. تشعر أن شبح الماضي يجلدها .. و اخيرًا بعد ما ذاقت طعم السعادة .. تأتي حماتها لتعيدها لذاك القفص الموحش بلسانها السليط !!
ليعلو صوت حماتها و هيا تردد:-
_حسبي الله و نعم الوكيل .. حسبي الله و نعم الوكيل فيكِ يا " حليمة "
تريد أن تصاب بالصم و لا تسمع ذاك الشر و الدعوات من حماتها .. ماهذا يا الله .. من أين أتت تلك السيدة .. التي كانت تكرها و لكنها تعاملها بالحسنى .. فهذا ما ولدت عليه .. إحترام الكبير .. معاملة الناس بأصلنا وليس بالمثل .. ليقاطعها عن ذاك الهاجس الأسود صوت ثرية الممسك بيدها تدعيمًا لها:-
_إنتِ عارفة أنها بتقول كدا عشان ابنها الوحيد .. و قهرتها عاميها عن الحقيقة .. متنسيش كلام الشيوخ إلي سألتيهم .. إنتِ ملكيش يد يا حليمة .. كل دا حصل عنك .. و دا قدره .. نصيبه و زي ما هيا خسرت ابنها .. إنتِ خسارتك بإتنين .. ولادك و جوزك !!
ليخرجوا من باب القاعة و فجأة تشعر بهبوط شديد و تفقد الوعي .. لتصرخ "هنادي " قائله:-
_حليممممممة