في يوم صيفي حار، عندما كانت الشمس في أوجه سطوعها، أسرعت بخطواتي نحو تلك المتاجر المظللة، تفقدت ساعتي خشية التأخر عن الموعد.. الى دخلت لذلك المقهى، وأنا اقلب في وجوه الجالسين بحثا عنها.. في آخر مقعد كانت تجلس بجانب تلك النافذة، مرتدية قبعة صيفية بينما تحدق في المارة بضجر، لأتوجه نحوها وأجلس مقابلها بينما اعتذر عن التأخر، لتقبل اعتذاري وهي تعلمني انها جاءت للتو ايضا..
طلبت من النادل كوبا من العصير، ولأجد انها قد طلبت كوبا من القهوة.. وضعت قبعتي جانبا لنبدأ من جديد وجها لوجه
من تكون هذه الفتاة ولماذا قابلتها، ولماذا الطقس حار، ولماذا طلبت كوبا من العصير.. حسنا، لديك الكثير من الأسئلة أيها القارئ..
كل شيء بدأ في تلك المرة حينما كنت اقلب في مقاطع اليوتيوب بضجر حتى صادفني ظهور هذا المقطع الذي يتحدث عن رحلات أبولوا للقمر، تصفحت قسم التعليقات ولأجد ان جلها تسخر من المقطع وتصف صاحبه بالسذاجة والوقوع في احدى مؤامرات ناسا.. مقطع آخر عن هبوط احدى الرواد من الفضاء للأرض في كبسولة ليظهر الرائد وهو مشلول الحركة بسبب ضمور العضلات، لأجد الآلاف ممن يسخرون من هذه التمثيلية.. بث مباشر لكوكب الأرض، يستحيل بعده ان يكون هنالك مجالا للشك، لأجدهم يصفونه بالفوتوشوب وعدسة عين السمكة!
في البداية كنت امر على تعليقاتهم لأضحك من سذاجتها، وفي بعض الأحيان استغرب من تأويلاتهم وإنكارهم لأبجديات الحياة مثل الجاذبية التي يصفونها بكونها نظرية لم تثبت لحد الآن ! .. نعم، من وجهة نظرهم الجاذبية لم تثبت لحد الآن !..
بحثت طويلا عن افراد هذه المجموعة المريبة، شخص يتمتع ببعض الخلايا العاقلة، مستعد لخوض نقاش محتدم معي، إما ان يقنعني ان الأرض مسطحة لأنضم لجماعته السرية أو أقنعه انها كروية لكي.. مم، حسنا.. لكي ينظم لفريق الفوتوشوب التابع لجماعة ناسا السرية.
..
بدت هذه الفتاة اعقل ممن فيهم، ولأنها تعيش في نفس مدينتي ما سهل من تحديد موعد للقاء..
بعدما شكرتها على تلبية دعوتي، لأنطلق مباشرة في لب الموضوع
: - إذا الأرض مسطحة يا آنسة قمر..
لا أعرف اسمها او عنوانها حقيقية، لكن حمل اسم حسابها على اليوتيوب اسم قمر، لهذا السبب بدت لي تسمية تليق بها، ولم تمانع حينما ردت قائلة
: - طبعا كما هو واضح الأرض مسطحة وهذا مثبت في خرائط قديمة، تحيط بها من الأعلى قبة سماوية تحميها من أي خطر يهدد سلامتنا، من المستحيل اختراقها سواء من الأرض او من السماء..
تأويل آخر مجنون للغلاف الجوي، كتمت دهشتي لأنظر نحو ملامحها الطفولية ونظراتها الفارغة.. لابد ان هنالك دافعا لهذا التأويل

أنت تقرأ
حكاية قمر: هل الارض مسطحة !
Документальная прозаأحداث غريبة تدور بيني وبين احدى المعتقدات بسطحية الارض