...يالَ السُخرية..كانَ قَدَرُنا مُنذُ البدايَّةِ ألا نَجتَمِعَ لِوقتٍ طويل لكِنّني تَحديّتُ القدر وأجبرتُ نفسي على العيش في الجَنّةِ حولَ الجَحيم،
لم أندم ولا قَطرة صغيره على فِعلتي ، بل شَعرتُ أنّها أفضلُ شيءٍ فَعلتُهُ بِحياتي ، فأنا لا أُلامُ أبداً .أعني...أربعةَ عَشرَ سَنةً في العُزلَةِ الدائِمة ألا أستَحِقُّ بَعضَ الراحَةِ مِن تِلكَ الكآبَةِ التي لازمتني طُولَ هذهِ المُدّة؟وَقفتْ أمامَ المِرآةِ أنظُرُ لِوجهي الذي لم يَرَ الإبتِسامَةَ مُنذُ...مَهلاً أنا حَقاً لا أعرِفُ آخِرَ مَرَّةٍ إبتَسَمتُ فيها.
أنهيتُ روتيني المُمل وإرتديتُ مِعطفي ثُمَّ خَرجتُ لِأضعَ إبتِسامَةَ الصَباح الزائفة"صَباحُ الخيرِ ماميي" قُلتُها وأنا أُقَبّلُ خَدّها فأجابَتني مُبادِلةً الإبتِسام
"صَباحُ النور عزيزتي، هل تُريدينَ مِنّي إيصالكِ لِلمَدرَسَةِ اليوم ها؟"
نَفيتُ بِرأسي" لا داعي لِإتعابِكِ ، سأذهب مع إيرموس"
أخذتُ حَقيبَتي وتوجهتُ مَعَ إيرموس إلى تِلكَ المَدرَسَةِ الداخِليّةَ لِلبنات ...الفتياتِ فقط،"وداعاً أُختي.."
إبتَسمتُ..وهذهِ المَرّةَ صِدقاً كانت إبتِسامَةً حقيقية، فَـ أخي هو الوحيد الذي يرى تِلكَ الإبتِسامَةَ هذه الأيام...وعلى مدى السنتينِ الماضيّيتين...
أجل أعزائي القُراء، لمْ تُخطِئوا بِالقراءة
-سنتين- سنتينِ مَرّت على تِلكَ الحادِثة ولا أُفضِّلُ التَحدُّثَ عنها أبداً فقد كانت أسوء لحظات حياتي.جَلستُ في مِقعدي وأخرجتُ دَفتَري كالعادَة...لا أعلمُ إن كانَ هذا غريباً لكنني أُخرِجُ جُلَّ مَشاعِري في هذِهِ الورَقَةِ البيضاء وبِواسِطَةِ صديقي المُفضل..القَلم.
بَدأتُ أُمايلُ مُقدِّمَةَ القلمِ على الورقَةِ لِأصنَعَ خُطوطاً مُنسَجِمَةً لِتُشَكِّلَ مَلامِحَهُ الجَذّابة...اخخ وكم كانتْ مَلامِحَهُ أجملَ مَنظَرٍ قد رَأيتُهُ بِحياتي"هانجي!"
سَمِعتُ صَوت صديقتي حَمراءُ الشَعر فَهَمِمتُ بالوقوفِ كي أستَقبِلها بِحُضنٍ دافيء
"نيفااا، صباحُ الخيرِ عَزيزتي"
إبتَسمت" صباحُ النور، اووه مالذي تَر-"
قاطعتها بِسُرعة وأنا أسحَبُ الدفترَ بَعيداً وأُغلِقهُ
"لا..لا شيء!"
نَظرتْ لي بِإبتِسامَةٍ شِريرة لكنني أوقفتها بِسُرعه
"أعتذر نيفا، لا يُمكِنُني أن أُريكُ إنَّهُ موضوعٌ حَساس ، لكن ليكن بِعلمِكِ ليس أيَّاً مِما تَظُنين"
أومأت مُستَسلِمَةً وعادتْ لِمقعدها لِتُحضّرَ الكُتُبَ لِلدرسِ الأول.بَعدَ إنتِهاءِ دَوامِ هذا اليوم خرجتُ لِتستَقبِلني أُمي فَركضتُ لِحُضنها الذي حقاً...لمْ يَعُد مَصدَرَ الأمانِ بَعدَ اليوم..
"امييي، اهلاً بِكِ"
رَبَّتَت على شعري بِفوضوية " أهلاً بِكِ أنتِ عزيزتي ، هياا اليوم لديّ مُفاجأةٌ لكِ"
بَقيتُ أنظُرُ بِتفاجُئ لها، مُفاجأة؟ هذهِ الكِلمَةُ نادِراً ما أسمَعُها ومهما فكرتْ وتَخيّلتُ فَلن تَكونَ مثل المُفاجأةِ التي تتمناها أبداً
"أيُّ مُفاجأة مامي؟"
سَحبنني بِسُرعةٍ لِلسيارة" سَترين ، تعالي فقط"
أنت تقرأ
My darkness/levihan
Romance... أنتَ! يا مَنْ حَلَّيتَ مَرارَةَ أيَّامي أنتَ! يا مَنْ كانَ ظَلامُهُ أجمَلُ ظلامٍ في حَياتي يا مَنْ كانَ حُبُّكَ أجمَلُ مِنْ تارِيخِ مِيلادي يا مَنْ لْقاءَهُ أجمَلُ مِنْ إنتِظارِ مَوتِي أنتَ! يا مَنْ كَسَرَ جَميعَ قَوانينِي ويا مَنْ تَعدى جَميعَ...