" الفصل الأول.. 🌺 "

307 12 0
                                    

" المقدمة.. "

اذكروا الله يا جماعة الخير 💙💙..

" القصر.." .."وقت الظهيرة حيث الحديقة متهيئه للاحتفال بالزواج .. مزينة بالورود البيضاء الكثيرة مثل الاريكة المخصصة للعروس والكثير من البالون الأبيض والأزرق في كل مكان .. بينما يقف الجميع في انتظار العروس..
" هي مثل الأميرات من كثرة بياض وجهها يلقبونها بأميرة الثلج.. عيناها رائعة باللون الرصاصي وشعرها أبيض بالرغم من صغر سنها فهي في التاسعة عشر من عمرها وتدعى كيان .."
انتهت من ارتداء فستانها الأبيض المجسم ذات طرحة بيضاء طويلة.. كانت تقف وتنظر حولها بهدوء تام مستسلمة لذلك الزواج لكونها لم تعرف أحد غير " زين.. " كما أن والدها طمأنها من ناحيته ووهمها بأنه سيكون مطمئن عليها معه..
جلست على المقعد الذي أمام المرآة تنظر إلى الفراغ في صمت تاركة المسؤولة عن وضع مساحيق التجميل تفعل ما تشاء.. وضعت لها القليل من مساحيق التجميل التي تليق ببشرتها وملامحها البسيطة وعقب انتهائها وضعت لها تاج جعلها حقاً أميرة..
نهضت كيان عن المقعد متجه إلى باب الغرفة وفتحت إياه لترى والديها.. اتسعت ابتسامتهما وصفقت زوجة والدها التي بمثابة والدتها بشدة معبره لها عن مدى سعادتها بابنتها.. كانت هي تطلع إليها بهدوء ولم تبتسم قط فالمعروف عن كيان انها لم تبتسم بسهولة.. كما أن بنات العائلة يسمونها كيان الكئيبة ولم يعرف أحد لماذا هي هكذا.. فقط كيان من تعلم سبب توحدها جيدًا..
احتضنتها والدتها تبارك لها على الزواج وتليها والدها الذي قبلها بحنان على جبينها.. ثم جعلها تأبط ذراعه كي يسلمها إلى العريس المنتظر.. سارت إلى جواره تتنهد بهدوء وعندما وصلا إلى الدرج ابتسم زين إليها وقد زاغت عيناه من جمالها..
" شاب في التاسعة والعشرين من عمره طويل القامة عريض المنكبين.. شعره أسود كثيف يصل إلى أخر عنقه عيناه باللون البني الداكن.. هو المدير المسؤول عن أعمال عائلة " هلال  " المسؤول عنها والد كيان.."
صافح زوج ابنته بحراره وأخذ يوصي عليها ثم سلم يدها إلى يده.. قبلها برقه على ظهر يدها وهي تطلع إليه بهدوء وتلك القبلة لم تحرك مشاعر قلبها قط.. بعد ذلك أعطى لها باقة ورد بيضاء وجعلها تأبط ذراعه واتجها إلى الخارج.. عقب خروجهما وقفا عند مقدمة السجادة الحمراء تعالت الزغاريد والتصفيق العالي مع الهتافات وبعض الفتيات يلقون عليهما بتلات الورود..
ابتسم إلى الجميع ثم نظر إلى زوجته الناعمة والفاتنة.. ثم تحركا على السجادة الحمراء حتى وصلوا إلى الاريكة المخصصة لهما ووقفوا ينظرون إلى الجميع.. وما هي إلا لحظات وقذف أحدهم من أعلى السور قنبلة سائلة للدموع فاندهش الجميع والقريب منها بدأ بالسعال القوي..
في ذات الوقت دخل الكثير من الرجال الذين يرتدون ملابس سوداء ومغطيون وجههما ايضًا.. بدأوا بإطلاق النيران بالهواء فجلس الجميع على ركبتيهم والفتيات تصرخ بينما اختبأ زين هو وكيان خلف الاريكة.. أخرج المسدس الخاص به وبدأ بإطلاق النيران عليهما هو ورجاله.. وضعت كيان رأسها بين يديها وتصرخ بهلع ورهبة واضحة..
قذف أحدهم قنبلة سائلة للدموع خلف الاريكة فهلعت كيان وأخذت تسعل بشدة مثل زين الذي تألمت عيناه ولم يعد يرى شيئا سوى ضباب.. اقترب أحد الرجال من الاريكة ووضع منديل على أنف كيان بقوة حتى اغشيا عليها.. ثم حملها على ذراعيه وركض إلى بوابة المنزل وزملائه يحمون ظهره..
وضعها بالمقعد الخلفي من السيارة وجلس أمام المحرك ليغادر إلى وجهته.. انسحب جميع الرجال واستقلوا السيارات كي يغادروا بأقصى سرعه.. نظر زين إلى جواره لم يجد كيان فأخذ يبحث عنها كالمجنون ويناديها بأعلى طبقات صوته.. بينما نهض الجميع ينظرون حولهما وكل أم بدأت تطمئن على طفلها وتضمه إليها ووالدة كيان تطلع حولها في رهبة وتناديها أيضاً لكنها غير موجودة.. فعلم والدها أن المجرمين جاءوا من أجلها لكنه لم يكن له أعداء قط فمن فعل هذا إذًا؟!..
***
داخل قصر كبير يبدو عليه قديم فالجدران هالكة وأثاثه قديم للغاية.. كان يجلس على مقعد مجاور إلى الدرج يتطلع إلى الأمام بهدوء و يحرك أنامله على يد المقعد..
" يدعى غيث البدري و هو سلطان المدينة والمسؤول عن كل كبيرة وصغيرة تدور بها.. في التاسعة والعشرون من عمره طويل القامة عريض المنكبين يمتلك عينين بنيتين يملان إلى اللون الأسود.. شعره بني داكن كثيف وبشرته باللون القمحي.."
نظر إلى ساعة يده التي تدق الواحدة مساءً ثم نظر إلى الأمام وما هي إلا لحظات وانفتح باب القصر.. نظر اتجاه الباب ليجد شقيقه يدخل حاملًا الفتاة على كتفه متجهًا صوب الدرج.. صعد إلى الطابق العلوي من ثم دخل إلى أحد الغرف ووضعها على الفراش برفق ووقف يتطلع إليها في غرابه ثم غادر..
نهض غيث عن المقعد ووقف أمام أحد النوافذ عاقدًا ذراعيه أمام صدره الصلب.. هبط شقيقه الدرج ووقف يتطلع إليه في صمت وسؤال يدور حول رأسه.. لماذا أمر باختطاف هذه الفتاة؟! متعجب من أمر شقيقه حقاً..
" يدعى علي يمتلك عينين باللون العسلي وشعره بني كثيف.. في السابعة والعشرون من عمره تخرج من كلية التجارة الانجليزية ويعمل في أحد الشركات المعروفة.."
جلس على أول درجة من الدرج وتساءل في حيرة :
-لماذا خطفتها غيث؟!
تحدث بصوته المبحوح :
-شيء يهمني أنا
علي بحسم :
-لابد أن أعرف.. لماذا أخي الكبير خطف الفتاة؟!..
تنهد بصوت مسموع دون أن يجيب عليه و فضل الصمت.. طال انتظار علي فنهض عن الدرج متجهًا إليه ووقف إلى جواره وأخذ يصف له الفتاة في غرابة :
-الفتاة لم أرى مثلها من قبل.. بشرتها ناصعة البياض وشعرها ايضا
عقد بين حاجبيه قليلاً وادار رأسه إليه قائلًا بهدوء :
-من المحتمل أن يكون لون صناعي
حرك رأسه بالنفي وتحدث بجدية  : 
-الفتيات يبدلون لون شعرهم بالوان أخرى وليس الأبيض
نظر إلى الأمام بتفكير عميق هامسًا :
-شعر أبيض
التفت متجهًا إلى المقعد وجلس عليه يتطلع إلى الفراغ شاردًا في شيء ما حدث بالماضي البعيد ولم ينسى ذلك الحدث قط..
***
" فلاش باك.."
كانت الساعة تدق الثانية عشر منتصف الليل وكانت ليلة ممطرة والرياح قويه تحرك الأشجار بقوة.. أخذ أحدهم يدق الباب بقوة فشعرت السيدة " روقيه.." بالهلع ووضعت حجاب على رأسها وركضت إلى الباب ليركض ابنها خلفها والذي يبلغ التاسعة من عمرة..
وقفت خلف الباب متسائلة :
-من؟!
-أنا محمد جاركم.. زوجتي سوف تلد الليلة هل بإمكانك مساعدتها سيدة روقيه  ؟!
فتحت له الباب على الفور قائلة :
-حسنا هيا بنا
ذهبت برفقته ممسكه بيد ابنها وعند وصولهم دخلت إلى الغرفة على الفور.. رأتها في حالة يرثي لها ويبدو عليها التعب الشديد كأنها تحتضر.. أخذت تصرخ بصوت عال من شدة الألم وتبكي بقهر.. أخذت تطمئنها ونظرت إلى يديها تسأل نفسها هل تستطيع أن تساعدها في الولادة أم لا؟!.. لكن عندما شعرت بأن الطفل ممكن أن يموت أسرعت إلى الخارج وطلبت منه ماء دافئ ثم عادت إليها وساعدتها على الولادة..
أخرجت الطفل ونظرت إليه في غرابة فشعره القصير كثيف لكنه أبيض كما أن بشرته بيضاء بطريقك مبالغة.. عقدت بين حاجبيها وابتسمت عندما علمت بأنها فتاة.. صرخت الطفلة فنظرت والدتها إليها وهي تشهق تأثيرًا من البكاء ثم وضعت رأسها على الوسادة تلهث بصوت مسموع..
انتهت روقيه من كل شيء وحملت الطفلة بين ذراعيها بعد أن ارتدتها ثياب بيضاء وأعطتها إلى ولادتها قائلة :
-فتاة رائعة.. مبارك عليكم
أخذت طفلتها بشغف واحتضنتها وهي تبكي فقد أنجبت الفتاة بعد عدة سنوات طويلة من زواجها.. دخل محمد بابتسامة واسعة وجلس إلى جوار زوجته وقبلها على جبينها ثم حمل طفلته بين ذراعيه يتطلع إليها بشوق.. وقف الطفل إلى جواره ينظر إلى الطفلة بابتسامة واسعة فانتبه محمد منه ووضع طفلته على الفراش متسائلًا :
-ما رأيك؟!
-جميلة كبياض الثلج
ضحك الجميع ضحكة خفيفة وتحدثت روقيه مازحه :
-بني أنت تتحدث بالشعر..
ثم أردفت بشغف :
-هل اخترتم أسمًا لها
نظر محمد إلى زوجته في حيرة وتحدث الطفل دون مقدمات :
-كيان اسمها كيان
مسح محمد على شعره وقال مبتسمًا :
-الله يا لها من اسم جميل ومميز
-نعم أسم رائع..
هكذا تحدثت والدتها بوهن واضح ثم تشبثت في جلباب روقيه فنظرت إلى يدها ثم مسكت بها تربت عليها بلطف فقالت بوهن واضح :
-شكرا.. أرجوكِ انتبهي إلى كيان جيدا
نظر كلا من روقيه ومحمد إلى بعضهم البعض في غرابة ثم أسرعت روقيه بحمل كيان وأعاطتها إلى ابنها الذي حملها بين ذراعيه بشدة محافظًا عليها يضمها إلى صدره وقالت روقيه :
-اجلس بها في الخارج بني..
مضى إلى الخارج بخطوات بطيئة حريصة وعندما خرج قالت روقيه في توجس :
-بإذن الله تتربى بين أحضانك
-لقد تحقق حلمي ورأيتها
ثم أدارت رأسها إلى زوجها وقد سقطت دموعًا ساخنه على وجنتيها متابعة :
-لم أوصيك عليها.. كيان هدية من الله بعد سنوات.. أرجوك انتبه إليها
تطلع إلى الأمام عاقدًا بين حاجبيه بحزن واضح بينما رفعت هي عيناها إلى الأعلى ونطقت الشاهدتين مرتان متتاليتين وبعد لحظات أغلقت عيناها ونفثت أنفاسها الأخيرة.. ركضت روقيه إليها وبدأت تربت على وجنتها وهي تبكي بحرقه ثم ضمتها إلى صدرها بشدة.. مسك محمد بكف يد زوجته ورفعه إلى حيث شفتيه يقبله بلطف وقد سقطت دموع الحزن والقهر على وجنتيه..
بعد مضي عدة أيام روقيه تأخذ كيان وتعاملها كأبنتها بل وأكثر ويأخذها والدها في المساء وإذا استيقظت في الليل يذهب إلى روقيه ويعطيها إليها.. حتى أصبحت في الثانية والنصف من عمرها وكان غيث الذي سماها يلعب معها ويعاملها بـ حب.. عندما يأتي من المدرسة يركض إليها ويحتضنها كما أنه يجلب لها الكثير من الحلوى التي تحبها.. حتى جاء اليوم المؤلم بالنسبة له.. تزوج محمد من امرأه أخرى وأخذ ابنته وترك المدينة ودعتها روقيه وهي تبكي بقهر على فراقها كما يبكي غيث ايضًا..
أخذت كيان الصغيرة تنظر إليهما من الزجاج الخلفي من السيارة وعيناها لم تكف عن البكاء وتمد يدها الصغيرة إلى غيث تود أن تبقى معه وتترجى بدموعها ألا يتركها.. اختفت السيارة عن عيناه ليمسح دموعه بكلتا يديه والتفت كي يعانق والدته فاحتضنته بشدة وقبلته على رأسه ثم مسكت بيده وعادا إلى المنزل 
***
فاق من شروده على نداء علي له فنظر إليه قاطبًا جبينه بينما مد علي يده بحقيبة الطعام قائلا  :
-جاء الطعام
-أذهب أنت إليها وأعطيها إياه
تنهد بنفاذ صبر وتحدث في حيرة :
-غيث أخبرني بوضوح ماذا تريد من الفتاة؟! 
نهض عن المقعد ينظر إليه بهدوء على عكس الفوضى التي داخله وقال :
-أريدها تبقى معًا إلى الأبد
حدق علي به في دهشة حيث تابع غيث بذات الهدوء :
-لدي فضول شديد اتعرف عليها
-خطفتها يوم عرسها كي تتعرف عليها.. لست مقتنع يا أخي 
قال كلماته في دهشة وعدم تصديق ليندفع الأخير بحده :
-لا يهمني اقتنعت أم لا.. يكفي أسئلة علي
ثم تركه واتجه إلى غرفة المكتب ودخل مغلقا الباب خلفه عنوة.. قبض قبضتي يديه بقوة وهو يزفر بشدة ثم بدأ برفع المقعد وضربه بالأرض عدة مرات حتى انكسر ثم بدأ يركل المكتب بقوة وهو يجز أضراسه حتى استمع إلى صريرها..
اما كيان فقد استيقظت منذ دقائق ووقفت في منتصف الغرفة تطلع حولها في رهبة واضحة.. فلم تخرج من منزلها من قبل ولا تعرف أحد سوى عائلتها.. قبضت على شعرها من الأمام بقوة وركضت إلى الباب حاولت تفتح إياه لكنه مغلق من الخارج فأخذت تصرخ وتركض إلى النافذة حاولت فتحها لكنها فشلت..
جلست على الأرض تبكي بصوت مسموع تنادي والديها بصوت مبحوح تأثيرًا من البكاء.. عندما شعرت بأحدهم يفتح الباب اقتربت من الحائط وجلست على الأرض تضم قدميها إليها بقوة.. دخل علي مغلقا الباب خلفه ولم يراها على الفراش لينظر حوله حتى رآها وبدنها ينتفض بوضوح.. تنهد بحزن على حال هذه الفتاة المسكينة ثم اقترب منها وهي تتبع خطواته بعينين متسعتين برهبه..
جلس أمامها عاقدًا قدميه فأغمضت عيناها بقوة وقوست لسانها داخل فاها تكاد أن تبتلعه.. تنحنح بخفه وتحدث بلطف :
-لقد طلبت لكِ الطعام..
استندت برأسها على ركبتيها تبكي وقد أغرزت أظافرها في قدميها.. مسح على وجهه وتحدث بحزن :
-أعلم أن ما حدث صدمة كبيرة لكِ ولم انجح في أن اطمئنك.. لكن ما استطيع فعله الآن انني سأبقى هنا معك لحمايتك

وضع حقيبة الطعام أمامها ثم نهض عن الأرض متجهًا إلى الباب وخرج مغلقًا إياه خلفه.. رفعت رأسها ببطء وهي ترتعش بطريقة غير إرادية ثم بدأت تبحث عن الماء داخل أكياس الطعام حتى وجدت زجاجة وتناولت الكثير من الماء على مرة واحده كأنها لم تتناول الماء منذ أعوام كثيرة مضت..
هبط علي الدرج ووقف يضرب كف على كف فنظر شقيقه إليه في تساؤل وتحدث علي في تذمر :
-يا لها من فتاة مسكينة
-علي أصعد إليها بعد قليل وأخبرها بانك سوف تساعدها على الهرب
اندهش من حديث شقيقه قليلا ثم تساءل بهدوء  :
-لديك علم بعنوان منزلها؟! 
قطب جبينه يتطلع إليها إلى لحظات من الصمت ثم ربت على كتفه وتحدث بهدوء :
-عنوان منزلها هو عنوان منزلك.. بمعنى سوف تأخذها إلى منزلنا
اختفت ابتسامة علي تدريجياً يتطلع إليه بعدم فهم بينما اتجه غيث إلى الباب تحت أنظار شقيقه التي داخلها مائة سؤال.. انتظر حتى خرج شقيقه وجلس على أول درجة من الدرج
***
" قصر محمد.."
دخل إلى غرفة المكتب مغلقًا الباب خلفه وجلس على المقعد المجاور إلى المكتب والمقابل إلى المقعد الذي يحتله زين.. تطلع إليه في شك واضح وقال بتأكيد :
-أنت تعلم من وراء خطف كيان
زين من بين أسنانه بحده :
-إذا كنت أعلم لكنت ذهبت إليه وأخرجت قلبه بيدي
-لكن أنت أخبرتني من قبل أن لديك أعداء 
تحدث محاولًا إقناعه :
-نعم لكن ليس لدرجة اختطاف زوجتي.. فقط يضروني في عملي
-يجب أن أخبر الشرطة 
شعر زين بالقلق ونهض عن المقعد وهو يقول بهدوء مصطنع :
-لا على الاقل ليس الآن.. يجب أن نعلم من الخاطف أولا 
نهض عن المقعد واندفع بحده :
-زين أنت تعلم من الخاطف جيدا..
اقترب منه ومسك بتلابيبه يتطلع إليه في شراسة متابعا  :
-تحدث يا زين من خطف ابنتي
كان  ينظر إليه ببرود وازاح يديه عن ملابسه بهدوء كما تحدث :
-أرجوك اهدأ
-أنت كيف بهذا الهدوء؟!
اندفع بحده مفرطة :
-أنا لست هادئ أنا احترق من الداخل..
جلس على المقعد يتنهد بصوت مسموع وتحدث بحده :
-أعترف أن الذي خطف كيان شخص يكرهني كثيراً ومن المؤكد بانه سوف يتصل بي.. لهذا يجب أن ننتظر
تحدث بنبرة ندم واضحة :
-لقد اخطأت عندما وثقت بك ووافقت على زواجك من ابنتي.. عندما تعود لي ابنتي سوف أصلح هذا الخطأ الشنيع
نهض عن المقعد يتطلع إليه في دهشة و تساءل بعنف :
-ماذا تقصد؟!
-أقصد أن ليس لدي فتاة للزواج.. أنت مرفوض زين بيه
لاحت ابتسامة ساخرة على ثغره وأخذ ينفي حديثه بتحريك سبابته يمينًا ويسارًا قائلا بصوت خشن :
-لن تستطيع أن تفعل ذلك.. كيان لم تستطيع أن تعشق غيري
-أي عشق زين؟!.. كيان لم تعلم معنى الحب والعشق وأنت تعلم ذلك جيدا

ثم تركه وخرج مغلقًا الباب خلفه بعنف بينما جز زين على أسنانه بشدة وجلس على المقعد يحملق بالفراغ وكلمات حماه الأخيرة جعلته يتذكر شيئًا..
" فلاش باك.."
جلست كيان على الأرجوحة التي تقع في منتصف حديقة القصر تقرأ مجلة "  ميكي.." جاء زين متجهًا إليها وعلى ثغره ابتسامة تظهر بمجرد أن يراها وفي يده رواية رومانسية.. جلس إلى جوارها فأدارت رأسها ناحيته وهو يقول :
-مساء الجمال
-مساء النور
تحدثت بصوت هادئ للغاية مثلها ثم أغلقت المجلة وتطلعت إلى الأمام في صمت.. مد يده بالرواية قائلا :
-لقد اشتريت هذه لكِ
أخذتها من يده تنظر إليها بجمود وتحدثت بهدوء :
-لم اقرأ رواية من قبل
-من المؤكد بأنها ستعجبك.. يكفي قراءة مجلات ميكي
استمعت إلهام إلى حديثه وهي تقترب منهما حاملة صينية العصير ووقف أمامهما فأخذ زين منها كوب عصير أعطى إياه إلى كيان وأخذ الثاني وقال مبتسمًا :
-تسلم يدك مقدماً
ابتسمت إليه ثم أخذت الرواية من يد كيان تطلع إليها لتشعر بالضيق لكنها ابتسمت بود قائلة :
-كيان حبيبتي لا تهتمي إلى هذه الخرافات.. انتبهي إلى مجلات ميكي أفضل
-حاضر يا أمي
ابتسمت إليها ثم رمقت زين بنظرة غضب سريعة وهي تتجه إلى القصر بينما تطلع زين إليها بغضب واضح وانتظر حتى دخلت إلى القصر ولحق بها يناديها :
-سيدة إلهام
توقفت عن السير والتفتت إليه توبخه :
-منذ متى وكيان تقرأ روايات؟!
-لابد أن تقرأ عن قصص الحب.. عندما أقول لها أحبك ترد بـ شكرا لك
-نعم لأنها فتاة بسيطة وأنا ووالدها ربناها على ذلك.. عندما تتزوجوا اجعلها تقرأ قصص الحب..
ثم رفعت الرواية متابعة بحسم  :
-الرواية ستبقى معي ويوم الزفاف سوف اعطيها إليك
ثم التفتت متابعة السير إلى الداخل فزفر زين بحنق شديد وتساءل في حيرة :
-وكيف سأتزوجها؟!
" باك.."
فاق من شروده على سؤال حماه الذي دخل للتو :
-سوف أذهب إلى عائلة البدري كي اقابل سلطان
زين بضيق واضح  :
-لم يفعل لك شيئا
-هو يعلم بكل شيء يدور بالمدينة
تنهد بنفاذ صبر ولم يتفوه بكلمة رماه هو بنظرة ناريه ثم تركه وغادر.. جز زين أضراسه بشدة حتى استمع إلى صريرها
***
" منزل غيث.."
صف سيارته بالمكان المخصص لها ثم ترجل متجهًا إلى الداخل من ثم دلف إلى غرفة المكتب.. جلس على المقعد الخاص به يتطلع إلى الأمام ويبدو عليه الحيرة والغضب في آنً واحد..
دق الباب ودخلت والدته بابتسامتها الواسعة البشوشة والتي لا زالت تحتفظ ببعض الوسامة القديمة ورشاقة بدنها ايضًا.. جلست على المقعد المجاور إلى المكتب قائلة :
-حبيبي أين كنت المعلمين في انتظارك
-كان لدي عمل.. أين هما؟!
-في الاستراحة
أومأ برأسه ونهض عن المقعد متجهًا إلى الباب لكنه توقف عن السير عندما تذكر شيئًا والتفت إليها وقال دون مقدمات :
-أمي هناك فتاة ستأتي لتمكث معنا
روقيه في تعجب :
-ومن تكون تلك الفتاة
تنهد بصوت مسموع ثم جلس على المقعد المقابل لها وتحدث بهدوء :
-تلك الفتاة هي كيان.. الفتاة التي سميتها وتعلقنا بها وبالأخير أخذها والدها وغادر.. هل تذكرتي؟!
عقدت بين حاجبيها حاولت تتذكر وبالفعل تذكرت واتسعت ابتسامتها قائلة :
-كيان؟!.. نعم تذكرتها ولكن من المستحيل أن تتذكرنا
-لا أريد أن تتذكر شيئًا هي مجرد ضيفه.. وايضا لا تسأليها عن أي شيء
أومأت موافقه وهي لم تفهم فنهض عن المقعد وقبلها على رأسها بعد ذلك خرج من الغرفة متجهًا إلى حديقة المنزل وهو يتصل على شقيقه الذي أجاب بعد لحظات وتحدث غيث بحسم :
-هيا يا علي أفعل كما طلبت منك
أنهى معه المكالمة وهم أن يخرج لكن استمع إلى نداء أحد الحراس فالتفت إليه ليقول الأخير :
-عفواً باش مهندس يوجد رجل يريد مقابلتك
-دعه ينتظر حتى انتهى من عملي
استمع إلى رفضه لمقابلته الآن وهو يقف خلف الباب لكنه لم يتحمل ودخل على الفور يقول بنبرة ترجي :
-أسف لن اتحمل الانتظار..
تطلع إليه بتمعن شديد بينما هو اقترب خطوتين وتابع بحزن :
-خطف أحدهم ابنتي واتمنى أن تساعدني
أشار إلى الحرس أن يذهب لينفذ رغبته ثم عقد بين حاجبيه بقوة وبعينين حادتين ينظر إلى الفراغ فقد علم بأنه والد كيان الذي قام بخطفها ثم تحدث بحده :
-لقد اخطأت في العنوان هذا منزلي وليس قسم الشرطة
التفت بمجرد أن أنهى كلماته لكنه توقف عندما تحدث الأخير بنبرة تعلوها الترجي :
-لم استطيع أن أبلغ الشرطة حرصا على سلامة ابنتي.. أرجوك ساعدني
لاحت ابتسامة ساخرة على ثغره والتفت متجه إليه ووقف أمامه وتساءل غيث :
-وكيف اساعدك؟!
تنهد بهدوء وقد شعر بالقليل من الأمل وقال بحزن :
-أعلم جيدا انك تعلم كل شيء عن كل سكان المدينة.. من المؤكد تعلم من السيء ويفعل شيء مثل هذا
أومأ بتفهم عدة مرات وقال بهدوء :
-سوف افعل ما بوسعي
اخرج من محفظته الكارت الشخصي ومد يده به قائلا :
-تفضل الرقم الخاص بي.. واستأذنك أعطيني رقمك
أخذ الكارت من يده ينظر إليه بجمود قائلا :
-سوف اتصل بك بنفسي
أومأ بتفهم ثم استأذن وغادر على أمل أن يجد له ابنته بينما مسح غيث على شعره من الأمام إلى الخلف عدة مرات وهو يشعر بالضيق الشديد.. فيبدو انه تأثر من حالة والدها الذي جاء يترجاه أن يساعده في البحث عن ابنته.. فكر أن يعيدها إليه لكنه تراجع في قراره لأنها كيان.. الفتاة الصغيرة الذي كان يحملها بين يديه ولم ينساها قط
***يتبع
رايكم وتوقعاتكم في الكومنتات وتشجيعكم لأستمر في النشر 💙💙🌺..
دومتم بخير..

🎉 لقد انتهيت من قراءة عشق السلطان 🎉
عشق السلطان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن