01

29 4 5
                                    

2018

"أرجوك.." شهقة خرجَت من ثُغرها الباكي واقِفةً أمامَ أبيها الكَهِل راجيةً أن يقذِفَ ما بيديهِ بعيدًا، بِخدر يميلُ الكهلُ بصراخٍ وجنونٍ يضعُ زجاجةَ الخِمر في فَمه وقدماهُ تتمايلان على وشكِ أن تفقِد توازنها..

"اخرسي! لم يدمرحياتِي غيركِ، آميليا أنتِ السببُ في بؤسِ أبيكِ.." خارَت قواهُ ساقطا على الارضِ الباردة، يصرخُ ويشهقُ بصوتِه السكير وبرائحة الكحول المنبعثة منه عيناه البائسة تنظر لإبنته بحنق.

"أرجوك.. أبي.." خطواتها تقترَب ناحية أبيها المُنهار بينمَا شهقاتٌ تخرج من فاهها ما بين كلمةٍ وأخرى تمدُ يدها ناحيته وعيناها تذرفُ الدموع حتآ سقطت على ركبتيها بجانبه ورأسها منحنٍ بصوتٍ يائس ترجوه "أنا لم أفعلها أقسِم..هوَ من فعلها..هو من لمسَني.. هوَ من كسرني..هو من اعتدى علي.. أرجوك أنـ" لم تستطِع إكمال كلِماتها حينَ رأت تِلكَ النظرةَ الخاوية في عينِ والِدها..

بصوتٍ خائبٍ وخالٍ "لستُ أبيكِ.. إبنتي ماتت حينَ أضاعت جسدها لِكان من يكون.." إستقام متمايلًا بعيونٍ خاليةٍ من الأمل بخطواتٍ مُثقلة متوجهًا لغرفته مُغلقًا على نفسه وحزينا على.. خسارته

كما لو أن إبنتهُ ماتت.. 

AMELIA'S POV

في تِلكَ الليلة مُت ثلاثَ مرات.. مرةً حينَ أُعتِديَ على حرمةِ جسدي.. ومرةً أخرى حينَ كذبني الجميع.. ومرةً ثالثة حينَ قتلني أبي وأنا حية..

في تِلكَ الليلة أصبحتُ وعائًا فارِغ.. جسدًا لا يتنفس.. قلبًا لا ينبِض.. وجسدا لا يَدفَأ

تِلكَ الساعاتُ التي قضيتُها خارجًا اصبحَت كابوسًا يترددُ في عقلِي ويضرِبُ بدنِي
-
2021

خطوة.. خطوتان..
تتمايلُ يمينًا وشِمالا في قاعةٍ كبيرة والفتياتُ الصغيرات حولها يتمايلونَ على اناملهنَّ الصغيرة "احنِي ظهركِ قليلًا" ابتسَمت للطفلةِ بينما يديها تَمسحُ على ظهرها بخفة

وقَفت في المنتصف لتصفِقَ بيديها ترمِي الانتباهَ نحوها لتبتسِم "انتهينا يا صغيرات لهذا اليوم.. غدا سنبدأ بتعلم رقصة البجعة السوداء"
صفقوا الفتيات بسعادة ليصرخوا بوقتٍ واحد "حاضر يا استاذة" وبعدَ ربعِ ساعة اتى أولياء الفتياتِ لاخذهن

آميليا ماركيز
استاذةُ رقص الباليه في المنطقةِ الشمالية من مدينة مالوس

-
AMELIA'S POV

انتهيتُ من ترتيب القاعة بعد رحيل الفتيات لمنازلهنّ وذهبتُ للأعلى، لغرفتي في الطابق الثالث، بدلتُ ملابسي وجلستُ على الاريكة
"آه" تنهيدة طويلة خرجَت من ثُغري الأمرُ يزدادُ صعوبة منذُ تِلكَ الليلة..
لم استطِع فعلَ شيء سوى الرحيلُ من تِلكَ القريةِ الفاسدة
كانَ والدِي محقًا أنا مُت في اللحظةِ التي حدث فيها الأمر انا رحَلت..
"اللعنة.." لعنتُ أفكارِي لأغمِض عيناي وأريحَ رأسي للخَلف أفكِر.. مجددا..

فتحتُ عينايَ بفزَع حينَ سمِعتُ صوتَ الجرَس يرِن في اذنِ كما سوفَ أرِن رأسَ من عكرَ صفوتِي

تنهدتُ بانزعاجٍ اجعِد حاجباي لأستقيم واتوجهَ للأسفل.. الطابق الأرضي بينما الجرسُ يستمرُ بالرنين كم هذا مزعج "قادمة.. قادمة"

فتحتُ الباب بملامِح مُنزعِجة "كيفَ أساعِدك؟" كانَ شابًا في أواخر العشرين.. ينظارةً شمسية على وجهه.. وقميصًا أحمر بقلنسوة و بنطالً أسود ذو حزامٍ كسلسلة.. حذاء. رياضيّ.. أسود أيضا..

نظرتُ للأعلى انه طويل ربما مئةٌ وثمانين سنتيمترًا؟

حمحمَ هوَ لأنظرَ له بتعجُب "هل سنبقى واقفين هنا؟"
اوه..
حمحمتُ لابتعِدَ عن الباب ادعوه للدخول "اعتذر... تفضل"
جلسنا في إحدى غرفِ الاستقبال هو يقابِلُ مكانَ جلوسي.. حدقتُ فيه بينما يحدقُ فيّ بالمقابل

دقيقتَان دون حرف.. هذا كثير
"اذا.. كيف يمكننِي مساعدتُك أيها السيد؟"

حمحمَ لينزِع نظارتهُ الشمسية ويضعها على الطاوِلة وعيناه تحدِقُ فيها
"في الحقيقة.. هناكَ معروفٌ أريدهُ منكِ"

رفعتُ حاجبي.. مالذي قد يطلبُه غريبٌ كهذا؟ "عن أي معروفٍ تتحدَث؟"

نظرَ إلى عيناي وشابَكَ أصابِعهُ سويًا.. هو متوتِر
"هناكَ فتاةٌ أعرفها.. هيَ مريضة و تحب الباليه كثيرًا لذا هل يمكنِك إعطاءها دروسًا خاصة؟"

"دروسًا خاصة؟"

MEDUSA : a return from the hell | JJKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن