═════════════════════
كانت ليلةً عاصفة، اشتدتْ برودة شهرِ نوفمبر دون رحمةٍ، مؤدياً لتجمع الغيوم وابعاد الشمس لتصل الي الأرض وسُكانها، وقد انذّرت السماء بهطول المطرِ الشديد
داخل شقة دايون الصغيرة، جلست ذات الثامنة والعشرون خريفاً الي طاولة غرفة المعيشة، تُرِيح ذقنها على كفها وهي تضع سماعات الأذن البيضاء
لم تكن تهتم بأي شيء، كانت تغلق عينيها براحة بينما نظارة القراءة خاصتها قد انزلقت الي اسفل جسر انفها، بينما ارتفعت ابتسامة خفيفة على ثغرها
كانت ببساطة تستمع الي حلقات برنامجها المُفضل في اليوتيوب، والذي يُصادف انها مقاطع الـ ASMR، وهي تلك المقاطع التي تحوي أُناساً يقومون بإصدار اصوات بالأشياء، او الهمس الي المايكروفون ذو اللاقط الحساس
في هذه النقطة، دايون لم تكن تحبذ اساساً فكرة هذه المقاطع، كانت تراها مُقزِزةً وربما مزعجة احياناً، تتساءل كيف للناس ان يشاهدوها بجنون ولا يخلدون للنوم إلا بها؟
لكن تفكيرها تغيّر حالما اكتشفت بالمصادفة في ربيع العام السابق قناةً فريدة على اليوتيوب، محتواها لهذه النوعية من الاصوات الحساسة الصغيرة والمُهدئة
ابتدت بمشاهدة فيديو واحد لِشدة فضولها وربما مَللها، ثم الثاني، ثم الثالث واعجابها يزداد وهي تشعر بروحها ترتاح وكأنها تُطَهِر اُذنيها مستمتعةً لهذه الاصوات الخافِتة
كـ اصوات الخشخشة، تقطيع الفواكه والخضروات، فتح المشتريات وغيرها
ببطءٍ وضعت زر الأعجاب علي كل تلك الفيديوهات، حتي اكملتْ محتوي القناة بالكامل
بقناة TerryOcean ..
ثم باليوم التالي استمعتْ الي المحتوي الجديد، حيث اكتشفت ان محتواها يُصدر بشكلٍ يومي، وتدريجياً فعلت الإشتراك وجرس التنبيهات، اصبحت لا تكملُ يومها إلا بالأستماع لفيديو جديد
وفجأة، رأتْ نفسها تحب هذه القناة والمحتوي الذي لطالما كرهته!
ادركت الفتاة حينها انها ربما اسائت البِدأ مع هذا المحتوي من الأصوات بالسابق، لذا حاولت مشاهدة غيرها من القنوات ولكنها لم تُعجِبها بنفس مقدار حبها لتلك القناة
تلك القناة كانت... فريدة ومميزة للغاية وحسب!
تلك الفكرة جعلتها تسعر بالفضول، كم تملك تلك القناة الثمينة من متابعين؟
ولكن تفاجئت دايون للغاية حينما رأت ان متابعيها كان فقط ٤٠٠ الف فحسب، كانت تعتقد انه سيكون رقماً اكبر لكون كُل شيء مثالي برأيها، من صوت ومونتاج وتنوّع
لكن شيء بداخلها جعلها سعيدة، لكونها واحدة من المحظوظين الذين يعرفون فقط بشأن هذا الكنز
ومع مرور الوقت، اصبح العدد يزداد اكثر بسرعةٍ كبيرة، اصبح عدد مشتركينها يفوق المليون والنصف..!
ستتسألون حتماً لما اهتمُ كثيراً حول موضوع هذه القناة، انها مجرد قناة رائعة كـ غيرها الموجود على اليوتيوب
لكن ها هُنا يختلف الموضوع لدايون، ولو انك قلت ذلك امام وجهها فستركُلك وتتأكد ألا ترى الشمس مجدداً
تلك القناة اصبحت لها كل شيء، ملجئها وملاذها، بعد تحرياتها في الفيديوهات تأكدت من كون صاحب هاتين اليدين اللتان تصنعان هذه الاصوات هو رجل، كان ذلك واضحاً
ثم، تأكدت من متابعته على جميع مواقع التواصل الاجتماعي التي ربطها باليوتيوب، حسناً لم يكن يضع الفتى سوى رابط الانسغرام كما يبدو
على اي حال، هي كانت متشوقة جداً لرؤية شكله بينما صفحة الانستغرام تقوم بالتحميل، ولكن آمالها تلاشت بسرعة حالما قابلتها صور عادية لجلسات تصويره من اجل اليوتيوب او اشياء صغيرة من يومه
تصويره كان رائعاً، يديه كانتا رجوليتين، كان مثالياً، وذلك ماكانت تُدرِكه دايون التي عبست بخفة حالما انتهي فيديو اليوم
"كنتُ مستمتعة"
تنهدت هي ووضعت زر الإعجاب وكتبت تعليقاً لطيفاً كالعادة، ثم تركت الجهاز ووضعت رأسها على الطاولة بخمول
نعم، التعويذة السحرية لتلك الاصوات المهدئة بدأت تنفع..
وغَرقت دايون في نومٍ عميق بينما تفكر حول فتاها التي أُعجِبت به دون لقائه
═════════════════════
ارائكم؟♡
أنت تقرأ
تمايلي معي ᅳ ✓.
Random"تمايلِي مَعي يا دايِون، دَعينِي أُريح سَمعكِ بصنعِ اصواتٍ تُشعركِ بالحَياة الهادِئة". دايون مهووسَة في شيءٍ واحد، كيف سيكُون الأمر إذا ابتسمتْ الحياةُ لها اخيرًا؟. - كانغ تايهيون. - مون دايون. - ٦ فصول قصيرة؛ رومانسي، دراما، ادب الهواة. - ابتدت وان...