أشعر بالدماء ينزل على وجنتي...عنُقي ،كأنه يملأ جسدي ويُغرقني
أرى شخصًا ينظر نحوي ويتقدم ببطء ذلك ما كنت اخشاه
قام بضربي على رأسي لكن هذا ما اذكره فقط
هذا ما قلته في إفادتي للضابط الذي أتى في غرفة المستشفى
لدي جروح وخدوش في جميع أنحاء جسدي ولا أعلم أين يقع هذا المستشفى لكنني بخير الآن بفضل الأطباءكنت أبكي بينما أنظر الى النافذة وأرى الأطفال يلعبون مع عائلاتهم في الحديقة التي تقع بجانب المستشفى
لكن هل هذه المدينة حقيقية؟ ماهذا التطور الذي يدور في الأرجاء؟ هذا ليس عالم طبيعي... كأنني في المستقبل يا الهي!دخلت احدى الممرضات بعد دقائق بسيطة، تحمل بيدها محلول مضيء!
كنت اضحك بقوة عندما رأيت ذلك المحلول المتوهج البنفسجي "اعتذر، لكن نحن في اي عام؟"
نظرت لي مبتسمةً ثم اشارت الى التاريخ لكنه كان مضيئًا في الهواء
قلت بصدمة "نحن في عام ١٩٩٩؟"
خرَجت الممرضة وجلست أنظر الى تلك النافذة مجددًا وأحاول فهم الأمور بهدوء
كيف وصلت الى هنا... انا اعيش في عام ١٩٩٩ ايضًا لكن ليس بهذا الشكل و هذا التطور الغريب
اشعر انني علقت في كوكب اخر او مجرة اخرى بمعنى آخر...
—————————————
استيقَظت مبكرًا في صباح الاثنين مستعدةً للذهاب الى معرض الفنون الخاص بي
عدت الى حياتي الطبيعية لكن ما الذي حدث سابقًا؟
لا أمتلك أي خدوش في جسدي ولا أشعر بأي ألم حتى!
كفتاة في بداية العشرينات من عمرها أعتقد أن ما حدث معي هو مجرد حلم بسبب الكتب الخيالية التي اقرأها كل ليلة.
لكن لماذا شعرت بكل شيء كأنه حقيقي؟
وصلت لأجد صديقتي تنتظرني منذ مدة طويلة في المعرض وتبدو ملامح الغضب واضحة على وجهها
قلت لها بمُزاح"ما سبب هذا الوجه الغاضب؟تبدين كالحلوى التي تباع في بقالة الجامعة"
ابتَسمت وضرَبت يدي بخفّة ثم اخذتني من يدي لنذهب ونرى النُقاد وآرائهم عن اللوحات ومن الفائز اليوم ايضًا
نظرت لصديقتي بتوتر عندما رأيت أحد أشهر النُقّاد في المدينة يقف أمام لوحتي... هل سأنجح؟
اومأت لي برأسها و قالت "ستنجحين، انتِ أفضل مما تظنين"
نظر الناقد من حوله ويبدو انه يبحث عن شخص ما
حتى اشار له مساعده باصبعه باتجاهي
نظر الناقد الي وابتسم ثم اعطى مساعده ملاحظة وذهب بعيدًا
————————————
حان وقت اعلان الفائز الذي سيحصل على منحة متكاملة في كلية الفنون المعاصرة
بثوانٍ بسيطة ذهب جميع من بالمعرض امام الناقد الذي يقف وسط لوحتين في غاية الجمال قائلًا "أتيت اليوم وسقف توقعاتي لم يكن بذلك الارتفاع الكبير،لكن وجدت هذه الفنانة التي رسمت بحب و شغف كبير ووضعت مشاعرها في حب الرسم و الابداع...انها "هيذر"!هي من فازت بمسابقة اليوم!ومن الان فصاعدًا انا المشرف عن ادائك في الكلية و تعليمك ايضا لانكِ تمتلكين موهبة خلابة"نظرت هيذر الى صديقتها بصدمة و الجميع من حولها يصفقون وكانت الابتسامة واضحة على وجهها! هذا حلمها الذي لطالما حلمت به!
ذهبت هيذر لتقف بين اللوحتين لتستلم الميدالية من الناقد و الجميع ينظر اليها كما لو كانت شخصية مشهورة-مساء هذا اليوم-
كانت صديقة هيذر تنتظرها ان تخرج من غرفتها،يبدو ان هيذر تقوم بتجهيز شيء لصديقتها
نادت هيذر من غرفتها "لورين انظري ماذا احضرت"
دخلت لورين لتجد هيذر واقفة وبيدها لوحة كبيرة مليئة بأمور غريبة كالسيارات الطائرة و الروبوتات التي تراها بالافلام الخيالية
ضحكت لورين قائلة"هل هذه من عالم موازي؟تبدو رائعة لكنها مستقبلية جدًا"
ابتسمت هيذر"ربما،اعتقد ان هذه رؤية جميلة لما سأقدمه عندما ابدأ في الكلية قريبا"خرجت لورين بعدما قضت ليلة ممتعة مع هيذر لتبقى الاخيرة جالسة لوحدها
تنظر الى سقف غرفتها،ما الذي حدث لي لكي ارى الدماء و ذلك العالم... الممرضة قالت انني في عام ١٩٩٩ لكن كيف؟انا الان في ١٩٩٩ ولا امتلك تلفاز طائر
هل يعقل ان الكتب التي اقرأها تشكل خطر على عقلي؟يا الهي
_______________________
نامت وهي تبكي بسبب ما كانت تفكر به بشأن الفجوة الزمنية التي حلمت بها،او على ما تعتقد انه كان حلم
يتبع
أنت تقرأ
نجمة دون قمر
خيال (فانتازيا)رأيتك صامدًا امامي دون ان اشعر بما يخفيه قلبك حتى رأيت النار في عينيك