- 1

11 0 0
                                    


.

كَان الظلاَمُ حالكًا يَملأ شوَارع إنڨيلترا الفَارغة ،
جَميعُ سُكانها فِي منازلهم يتمَتعون بالدفيءِ بَعيدًا
عن بَردِ الشتِاء في الخَارجِ وَ لَكنّ البعضَ منهم
قَد أخذَ مكانًا قُبالةَ النافذة يُشاهدُون
هطُولَ الثَلج معَ إحتساءِ كُوبٍ من القهوة و فِي إحدى الشوَارع شَابٌ فَاتنُ الجمالِ ذُو خُصلٍ فَاحمة
تُغطي سوَادَ مُقلتيه و شَفتينِ مُمتلئتين كَاداتا علَى التَجمدِ من البَرد و هذا ما زادهما
إحمرارًا و بهَائًا فمَنِ الذِي سَيقاومُ فتُونًا كهذَا و كأنهُ لوَحةُ رسّامٍ أدعَ في الرَسم
، كَان يَرتدِي مِعطفًا طَويلاً يتمشَى علَى الرَصيفِ وحيدًا و بَينمَا هُو كذَلك إصطدَمَ برَجلٍ
مُريب لِيُسقطَ مِنهُ مِحفظتهُ لِينحنِ الشَابُ الصَغيرُ لأخذ المِحفظة نَابسًا :

" إعذِرني كنتُ شاردًا و
لَم ألحَظكَ تفَضل هَاهي مِحفظتكَ "

لِيرفعَ رَأسهُ ناحيّة ذاكَ المُريب
لِتُقابلَ حدَقتاه خَاصتهُ لِيهِيمَ في سِحرهِما فَيعمُ الصَمتُ لِدَقائقَ قليلةٍ لِيَرفع الشَابُ ا
لكبير حَاجبهُ الأيمن مُستغربا :

" مَا الأمر؟ ، أ لن تُعطيني مِحفظتي؟"

لِيَستقظَ الأخرُ من سُباته مُرجعًا المحفظة لِصاحبها فَتُلامسُ يدَيه أناملَهُ لِيشعر بإرتعاشٍ في جسده وَ يتجمدَ في مكانه فَيُلاحظهُ الشاب الكبير :

" هَل أنتَ علَى مَا يُرام؟"

لِيموضعَ كَفّ يُمناه علَى جبينِ المتجمدِ أمامهُ ليلاحظَ حرارةَ جسده و نُعومةِ بشرته الفاتنة
و رَغم ذلكَ لم يأبه لهُ و أخذَ منهُ مِحفظته لِيَستعدّ لِلذهاب من أمامه و أثناء ذلك ينطق
الشَابُ الصغير بإسمه :

" هيُونغ أدعَى هيُونغ و أعرفُ بإسمِ هيُو و أنت؟"

نَاظرهُ الشاب بإستحقارٍ لِيَتقدمَ
ناحيتهُ جَاعلاً من المسافة تنعدِمُ بينهما لِيهمسَ بالقربِ من مسامعه :

" لَستُ مهتمًا بِمن تكون و لَم أسأل عن إسمك و أنَا أعرفُ الكَثير من أنواعكَ و لاَ داعِي لِإغوائِي فَلن تَقدر "

تَنهدَ هيُو مُناظرًا إيّاه و الإبتسامة تَرتسمُ علَى ملاَمحهِ لِيُحاوطَ عُنقه رَادفا بِسخريّة :

" لَستَ الوَحيد الذِي بإمكانه الإقترابُ 
و لَن تؤثر بِي هَذه
الكَلمات و مَن يدري قَد أستطيعُ إغوائك في يومٍ مَا و .... "

و بَينما هُو يَتحدث ،إنهَارَ هيُو فَجأة مِن شدّة البَرد لِيُمسك بِه الشاب رَافعًا إياهُ :

" مَا بالُ هذِه الليلة ، فتَى غَريب الأطوار يُغمى عليه من شدّة البَرد و ها أنا ذا أحمله بينَ ذراعيّ "

بِتذمرٍ قَالها لِيأخُذ بخطواتهِ نَاحيةَ بابِ مَنزلهِ الضَخمِ لِيدخُل مُتجهًا به لِغرفتهِ لِيشغل النُورَ بعدما وَضعه على السرِير ثُم يَطلُبَ من خَدمهِ
أن يُحضروا لَهُ الدوَاء و بعضًا من المياهِ الباردة و حسَاءٍ ساخنٍ لِيجلسَ قُبالةَ هيُو لِيُزيحَ خصلاتهِ السوداويةَ التِي تخفي ملاَمحه لِتتَسعَ حدقتاهُ
من شدّةِ جمالِه تحَت الضوءِ لِيُمرّر إبهامه فَوق وجنتيهِ مِن دُون أن يشعُر مُتحسسا نعومةَ جلده لِيستيقظَ من حلمه وَاضعا المنَاديلَ المبللة فوق جبينه
، لِتمرّ بعضُ الساعاتِ حتى
يستيقظَ هيُو علَى صوتِ الرعدِ في الخارجِ لِينتبهَ علَى المكَان الذي هُو فِيه وَ يجدَ الشَاب الكَبير نَائمًا بجانبه :

" ما هذَا ، هل أنا في حلمٍ ما أم أنّه
قد أغمى عليّا و ها أنا ذا في بيت المغرور "

.
.
.
.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 17, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ليَالٍ مَليئة بالحُب.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن