p1

107 9 2
                                    

في يومٍ ماطرٍ ترتدي مِئزر الطبخِ ذا اللونِ الأبيض مع تلكَ القبعة البيضاء

الموضوعةِ فوقَ رأسها عيناها مصوبةٌ بتركيز على ذاكِ الصحن الزجاجي

الذي أمامها تَضع اخرَ لمساتها على ذاك الطبق رائحةً شهية قد هبّت بقوة

هل انتهيتِ ؟ بثرَ ذلك الطاهي كلامه بعدَ ان دخل مُسرعًا

اومَأت هي برأسها دلالة على انتهائِها من طبقها

وضعَت الطبق على تِلك الطاولة الكبيرة التي يحيطها الكثير والكثير من

الرجال الذين يرتَدونَ تلك البدلاتِ السوداء ذاتِ الثمنِ المُرتفع

تترأس تلكَ الطاولة رجلُ قد بلغهُ الكِبر كان كبيرًا في السن الشعرِ الأبيضِ

وتلكَ التجاعيدِ الموجودةِ حول وجهه لكن رغمَ كل هذا كان حسنَ الوجهِ

رغمَ كِبر سنه كانت لديهِ هالةٌ جذابة

وضعَ الشوكةِ على الطاولة بعد أن تذوقَ ذلك الطعام الذي أعدته

" أحببتُه " تلكَ الكلمة الوحيدة التي غادرت ثُغره ابتسمت هي ابتسامَة

عريضة فـ إعجابِ الرئيسِ بطعامها شيء يعني الكثير لَها

ابتَسم رئيسَ الطهاة ليَضع أمامها ورقة وقد تبيّن أنها عقد

ما هذا ؟ نبست كلامها وهي ترفَع إحدى حاجبيها بإستِغراب

" أريدك طاهيةً في بيتي سأدفع لكِ أضعاف المالِ الذي تكتسبينه هنا "

اردف ذلك الجالس بهدوء شديد

ابتسامة قد شَقت محياها

أخيرا يمكنني معالجة أخي بهذا المال يبدو أن السماء قد فَتحت أبوابها لي "

اردفت كلامها بنفسِها والابتسامَة لم تغادِر وجهها

أمسكت بيدها ذلك القلم الذي كان بِجوار الورقة وقامَت بالتوقيع عليها

« في مكانٍ آخر »

يجلس ذلك الغرابي على كُرسيهِ يقلِب بهاتفهِ بملل حملَ معطفهِ ليتوَجه

لمنزلهُ

دخلتُ للبيت لأجد فتاةً بشعرٍ حريري كستنائي شعرت بشعورٍ غريب

كانَ شعورًا جميلاً لم ألمح وجهها سرعان ما استدارت بسرعة حالما سمِعت

خطواتِي

فمٌ وردي صغير وجنتيها كأنها قطنٌ أبيض رموشها كثيفة وعيونها

لقد غرقتُ بهما تمامًا

بعينيكِ يبدأ تاريخُ نهرِ الفُرات ويبدَأ حزني الجَميل الذي يتكلمُ سبعَ لغاتٍ

ويبدأ عشقِي العظيم الذي يتسلقُ جدرانَ نهديكِ مثل النباتِ .

كانت شديدة الجمَال شعرتُ أنها ملاك قد نزلت من السماءِ

من أينَ جئتِ بهذه المحاسِنِ كُلها ؟

من أين جئتِ بهذا الجمالِ اليوسفِ ؟

بلغتِ من الأشياءِ غايةَ حُسنِها

وَإنما قالَ لها الجمالُ اصطفِي

للحظةٍ قد تاهَت عيوني في بحورِ عيونَها واختارَ قلبي أن يغوصَ فيغرَق

قاطَع لحظاتِي السعيدةُ في تأمل تلكَ الأعين البُنية صوتَ والِدي

" إنها الطاهية الجَديدة احرص على معامَلتها جيدًا " رَمى كلامَه ليهُم

بالرحيل

لم يبقى سوانا في غرفةِ المعيشةِ توتُرها عيونُها التي تتلألأ

' أنا جائِع ' نبستُ بهدوءٍ حتى اقطَع ذلك الصمت الذي بينَنا

" سأحضِر الطعامٍ الآن " قالَت كلامها لِتتوجه للمطبخ بعدَ ان قامَت إحدى

العاملاتِ هناك بتعليمِها كلَ شيء قبل مجيئه

" ما اسمُك " سؤالهُ قد قاطَع طريقَها

" سينار " اجابتَه وهي تنظُر لـ أعينه وكمَ أحب تلك الحروف بهذهِ اللَحظةِ

توجهَت لتقومَ بعملِها بعدٍ أن اجابتَهُ

بدأت بالطَهي بسببِ خفةِ يدها كانَت تقومُ به بسرعة

" يبدو أنها بارعة " قالَ ذلك الجالس على الطاولةِ أمامها يراقِبها بعيونهِ

الحادة كاد أن يخترِقها

لم تنتبِه هي لنظراتِهِ لأن جُلَ تفكيرَها كان على تحظيرِها لهذا الطبَق

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 18, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

The Chef || رِوايَة جيون جُونغكوكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن