تستقي الأمم من رموزها وفرسان حضاراتها الطاقات الإيجابية، وتستلهم من سيرهم الدروس والعبر، وفي دولة الإمارات تبرز سيرة عطرة خالدة، أشرقت أنوارها في دولة الإمارات، وامتدت قبساتها لتغمر أرجاء الأرض كلها، ألا وهي سيرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ، طيب الله ثراه، مؤسس دولة الإمارات وباني نهضتها.
لا يمكن أن يكون ما هو أفضل من قصة قصيرة عن الشيخ زايد تروى للأجيال اليوم، فالإمارات باتت دولةً عظيمةً بمساعيه وجهوده الحثيثة لتوحيدها، فالشيخ زايد بن سلطان آل نهيّان -رحمه الله- هو ذاك الرجل الذي عُجن جسده من رمال الصّحراء الإماراتيّة، والذي كان يملك عقًلا راجحًا وازنًا، مرتفعًا بتفكيره ليكون مُطلًّا على العالم وليكون كاتبًا للتّاريخ، فمنذ أن وقعت الوحدة على يده كانت الإمارات العربيّة المتّحدة تبني أعظم دولةٍ وتبني الإنسان فيها، فوصلت شهرتها لكلّ بقعةٍ في كوكب الأرض، وخُطّ اسمها بأحرفٍ من ذهب في كتب التاريخ، وهي اليوم من الدّول الأولى عالميًّا في مختلف المجالات، وإنّ دولة الإمارات ما هي إلا قصّة نجاح الشيخ زايد -رحمه الله- وكان هذا البناء والتّطور لهذه الدّولة من عدل الشيخ زايد وحبّه للخير، حيث أنّ الشيخ زايد كان متواضعًا جدًّا لدرجة أنّه يقود سيارته بنفسه، ويتجول في شوارع أبو ظبي من دون أيّ سيارات حراسة أو أعلام تشير إلى سيارة الرئيس أو قائد الوطن، وكان يتجوّل ويتفقّد أعمال الإنشاءات وأحوال المواطنين، وكان يقف على إشارات المرور حاله كحال أيّ مواطن إماراتي، حتّى أنّ المواطنين كانوا يتفاجأون به عند وقوفه بجانبهم على الإشارة، وفي ذات مرّة وصل لأحد الدّوارات التي تكون أولويّة المرور فيها للسّيارات القادمة من اليمين، وذلك بعكس باقي الدّوارات، ليفاجأ بسيارة تاكسي تصدم سيارته بقوّة وكان سائقها من جنسيّةٍ أجنبيّة، ولما علم الشيخ زايد بأنّ الأحقية لسائق التاكسي عفا عنه وعوّضع عن ضرره، وهذه إحدى قصص عدله وحكمته وتواضعه، التي رفعت الإمارات نحو الأعالي ورحم الله صاحب القلب العظيم .