إصطدام

271 1 0
                                    

                             _1_


في صغرها كانت تنظر للسماء و ترفع إصبعيها ،تغمض عين واحدة و تركز بالأخرى كما علمها والدها فيبدو لها أن القمر أصبح صغيرا جدا ،لتمسكه بين إصبعيها وهي سعيدة للغالية كيف لا وقد أصبح في متناول يدها .

طبعا في طفولتها كانت تعتبره إنجازا عظيما ، تركض لبيتها متباهية ليهنئها والدها بفخر وتعانقها والدتها بكل حنان ،الأن هي تنظر للقمر وتبتسم لسذاجة الطفولة فهو كل يوم يبدو لها أكبر و أبعد من اليوم الذي قبله
بعد قليل سيختفي لتأخذ الشمس مكانه .

أغلقت النافذة وتوجهت للحمام أخذت دوش سريعا ونزلت للمطبخ حتى تعد فطور الصباح ، فتحت الثلاجه لتأخذ ما تحتاجه وأخرجت بعض الحلويات من الدولاب لقد كانت السيدة ماتيلدا كريمة معها فقد سمحت لها بأخذ ما تبقى من طعام و حلويات بعد العزومة التي قدمتها في بيتها ليلة أمس لقد حالفها الحظ فبعض الأثرياء لا يسمحون لها حتى بتناول رغيف خبز ناهيك عن أخذ الطعام للبيت.

جهزت الطاولة وتوجهت لغرفتها في طريقها صادفت أمها :

_صباح الخير أمي .. هل نمتي جيدا ؟

قد كانت السيدة سوزان أندرسون في منتصف العمر شعر كستنائي طويل عينان لوزيتان لم تكن طويلة (1.64) مع إبتسامة رائعة ورثتها كاميليا

بعد موت والدها إثر حادث مرور أليم بسبب سائق شاحنة مخمور قامت والدتها بالخدمة في البيوت لتربية أولادها ، حتى تعرضت لنوبة قلبية كادت أن تأخذها للعالم الآخر توقفت عن العمل تحت وصاية الطبيب الأن كاميليا تحل محلها .

_صباح الخير نعم ياعزيزتي

_لقد أعددت الفطور سأصعد لأحضر نفسي عليا أن أخرج باكرا اليوم يجب أن أمر لدفع الإيجار قبل الذهاب للعمل .

-أستطيع الذهاب بدل عنك ياعزيزتي ، لابد أنك متعبة لقد عملت طيلة أيام الأسبوع .

_لا عليك يا أمي إنه في طريقي وقد طلبت مني السيدة ماتيلدا الحضور على الساعة الثامنة والنصف لدي متسع من الوقت .

_حسنا لكن عديني أنك ستأخذين يوما للراحة لا أريد أن تهملي صحتك (إقتربت منها و همست) فقط لو ماريان تجد عملا جزئيا يغطي قسطا من مصاريفها و تخفف عنك .

(إنها تفكر في شيء آخر للأسف ) قالت كاميليا لنفسها فهي مازالت مصدومة من كلام شقيقتها منذ يومين فقد طلبت منها نقود لتقيم حفلة عيد ميلاد ، أخبرتها أنها لا تملك المال فالقليل الذي تكسبه لا يكفي حتى للمصاريف و الإيجار و الفواتير ، إستغربت كيف يمكن أن تطلب منها ذالك ليست مجرد حفلة عائلية فقط بل حفلة كبيرة في مكان راقي و مكلف في نفس الوقت.

_لا يا أمي عليها أن تنتبه لدروسها حتى تتخرج بمنحة جيدة .

_العمل لم يمنعك أبدا من الدراسة و كنت دائما متفوقة على باقي الطلاب ، لما هي لا تستطيع ، أحزن كثيرا على تركك الجامعة.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 13, 2022 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أحببته رغم قسوتهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن