صباح الخير مِن هُنا مِن جزيرة غرينلاند البائسة
من الجزيرة التي لاتُشرقْ فيها الشمس ابدًا، بائسة هي شوارع جزيرتي، الهدوء يُسكن كل حيّ من شوارعنا، جليد هذي الجزيرة بات يُصبح ذائبًا من حُزن واكتئاب سُكانها
مُنذ كُنت صغيرًا وأحدى آمنياتي مغادرتُها
نعم أريد هجر وترك هذي الجريزة الذي ولدت وكبرتُ بِها
فالأستمرار فيها لايُطاق، تايهيونق يُحب الشمس وفي هذي الجزيرة الكبيرة لا أرى الشمس لمدة أربع أشهر مُتتالية وهذا كثيرًا عليّ
حين يأتي الصيف تعود روح تايهيونق وتُحلق تعود الحياة الحقيقية أما شتاء غرينلاند شتاء مُظلم مُغْتمّ
فمُعدل نسبة الأنتحار الأعلى في العالم مِن هُنا مِن الحجيم الأبيض غرينلاند
أفتح عيناي ببطىء على الظلام القاتم
من يصدق أننا الأن في الساعة السابعة صباحًا ومع ذالكَ لايوجد ضوء الشمس !
آه كم اكره هذي الجزيرة
لا أعلم كيف سأتحمل الأربعه الأشهر القادمة بدون أي اشعة شمس !!!
أستقمتُ مِن على سريري ذاهبًا لدورة المياة فكما تعلمون
بعد قليلٍ سأذهب للمدرسة
"تايهيونق"
صدحَ صوت والدي الذي يُنادي إليّ مِن الأسفل
"تايهيونق تعال إلى هنا"
"حسنًا والدي"
أردفتُ بصوت مُرتفع وبدأت خطواتي تذهب للأسفل أريد أعرف مايُريد مني والدي
"ماذا أبي"
"قد جهز الفطور هيا أقترب لنفطر سويًا"
"شكرًا أبي ولكني لاأريد"
تحدثت بصوت خفيف وذهبت أتكىء على الأريكة التي تقع بجانب النافذة لأرى عائلة يبدو انها حديثة السكن هنا
نظرتُ بتعجب! من هؤلاء المجانين الذين يأتون للسكن في هذي الجزيرة الكئيبة!!
"إلى ماذا تنظر تايهيونق؟"
"يبدو يا أبي أن الشقة الفارغة الذي تقع بجانبنا قد سكنوها عائلة جديدة"
"حقًا؟"
أجاب أبي بحماس وتلهف
"نعم تعال أنُظر أليهم"
أتى والدي مسرعًا بجانبي لننظر سويًا في تلك العائلة حيث إنحدر رجلًا كبيرًا وامراة من تلك السيارة يحملون أشياءًا ما داخل المنزل حين لافتني ذالك الشابّ الضَخُم الذي ينحدرَ من المقعدُ الخلفي مُسرعًا لوالده ليحمل عن والديه أدوات المنزل الثقيلة
أنت تقرأ
الجَحِيم الأبيض
Romanceأسيرُ على أقدامي والهُمومُ على أكتافي تَشعبطت أسيرُ والدموعِ بالعيونِ قد غُرقت، أسيرُ ورجفة أقدامي لاتُسايرني، أسيرُ وصوت شهقاتي تَعلو لاتهدأ، أسيرُ ويداي على ياقتي فاتحًا زرور قميصي الذي بدأ يُخنقني، أسيرُ ولا أراء الطريق من ظلام الليل وهواء المطر...
