الفصل السابع

1.2K 35 1
                                    

رواية ورود باكية
الفصل السابع

بقلمى / هدير خليل

عودة من الفلاش باك
اغلقت ورد عينيها بألم و عقلها يعمل في كل الاتجاهات .. تاره تشعر إنها في كابوس بشع و ستستفيق منه و تجد إلياس بجانبها يطمئنها انه مازال يعشقها و انه لا يمكن ان يستغني عنها او يفكر ان يغدر بها ، و تاره تفكر في طريقه تقتص بها لنفسها و تنتقم فيها منه و تاره اخرى تحاول معرفة كيف وصلت الى هذا المكان الموحش و الغريب و من المسئول عن سجنها فيه .. حتى كادت ان تستسلم للنوم و هي مازالت مستلقيه ارضاً بجوار ذلك الطعام الذى قامت بثكبه ، الا انها تفاجئت بباب غرفتها يفتح بهدوء و بصوت خطوات واثقه تتعالى في المكان حتى توقفت أمامها ، فرفعت عينيها الباكيه بصدمه و قد تلاقت عينيها بعينيه القاسيه التي تنظر لها بسخريه و برود ، فهبت من رقدتها و اعتدلت جالسه على الارض و قد شعرت بالبروده تجتاح جسدها و تقوم بتعديل ملابسها و هي تهمس بصدمه .
= أح .. أحمدددد .
سحب إلياس المقعد و جلس عليه و هو يضع ساق فوق الاخرى بتكبر ثم اشعل سيجاره الرفيع ببطء و هو يقول بصوت بارد قاسي و هو يتأملها بقسوه .
= قصدك إلياس .. إلياس بيه توفيق .. أظن ان انتي عرفاني و عارفه اسمي كويس .. فكفايه أوي تمثيل لحد كده .. أحمد ده كان لعبه ممله و إنتهت فخلينا نتكلم على المكشوف أحسن .
تأملته ورد بصدمه بجلسته المتكبره و صوته البارد القاسي و نظراته المتعجرفه و حديثه الساخر فقالت بغير تصديق و دموعها تتساقط بالرغم عنها .
= لعبه .. و تمثيل .. انا برضه اللي بمثل .. انا اللي مثلت عليك الحب و دمرتلك حياتك .. انا اللي فضحتك بعد ما اعتديت على شرفك .. انت ازاي بجح كده و مش مكسوف من نفسك .
هب إلياس واقفاً بغضب و رمى سيجارته ارضاً و هو يركل المقعد بقدمه بعنف و قد انفلت زمام سيطرته على غضبه حتى انها ارتعدت بخوف و هي تتأمل بروز عروق رقبته و إحمرار عينيه من شدة الغضب .
= شرف ايه يا إم شرف .. انتي مصدقه نفسك و لسه بتمثلي عليا دور الملاك ام جناحين .
ثم جذبها اليه من ذراعيها بعنف و هو يقول بقسوه شديده مختلطه بحبه و كراهيته و غيرته الشديده عليها .
= شرف ايه اللي بتتكلمي عنه يا مدام .. انتي فكراني مش عارف فضايحك و كاشفها من اول يوم .
صرخت ورد به بإنهيار .
= انا معرفتش الفضايح الا لما شوفتك من أول يوم شوفتك فيه و انت كنت سبب فضيحتى .. طول عمري ماشيه جنب الحيط جيت انت و ظهرت في حياتي و دمرتها .
ثم صرخت به ورد و هي تبكي بإنهيار .
= ليه ؟ ليه تعمل فيا كده ؟ ليه تفضحني و تأذينى بالشكل البشع ده ؟ عملت ليك ايه علشان تعمل فيا كده ؟
تأملها إلياس من اسفل لاعلى بإحتقار ثم قال ببرود و سخريه جارحه .
= كنت بتسلى .
تساقطت دموع ورد و هي تنظر له بعدم تصديق و هى تهتف بوجع .
= ايه ؟
إلياس بقسوه بالغه و كأنه يسكب النيران المشتعله بداخله في كلماته الجارحه .
= ايه مسمعتيش .. بقولك كنت بتسلى .. بغير صنف و بقضي وقت لذيذ مع واحده رخيصه .
ثم تابع بقسوه و هو يتأملها بإحتقار .
= كنت زهقان من البنات الجميله المحترمه .. زهقت من بنات العائلات الراقيه و قلت أرمرم و اجرب الفلاحه إلي لسه بطينها و جايه من وراه الجاموسه اللي كانت عاوزه تبقى هانم .
ثم تابع بغضب أشد و هو يهتف بنظره مشتعله من الغضب و الغيره .
= اللي مدوراها مع الرجاله و من حضن ده لحضن ده و فاكره نفسها ذكيه و جايا ترسم عليا الحب و عوزاني اتجوزها .
ثم قسى صوته و هو يجذبها من شعرها بعنف للاسفل و يرفع وجهها اليه و هو يهتف بكره و غضب .
= تتجوز إلياس بيه توفيق ابن معالى السفير اللي مينفعش ولا تليق إنه حتى يشغلها خدامه للكلاب بتوعه بتتجرء و عاوزه تتجوزه .. سمعتي نكته زي دي قبل كده .
إنسالت دموع ورد بصمت و هي تستمع اليه بصدمه و كلماته الجارحه تدمي قلبها فقالت بألم
= و لما انت كنت بتتسلى بيا و شايفني مش محترمه و مش من مستواك و ملقش حتى اني اخدم كلابك .. طلبتني للجواز ليه ؟ كنت بتجرى ورايه فى كل مكان زى الكلب لييييييه ؟
صفعها إلياس فجأه بقسوه فألقاها أرضاُ و هو يقول بغضب و قد تذكر جشعها و رفضها المستمر له منذ البدايه و رفضها للزواج منه و تفضيلها شخص اخر عليه لمجرد انها كانت تظن انه أثرى منه ، لا يعلم ان كان هذا الشخص ابن عمها و هو الاخر قد قامت بخداع مثله ف لو كان هو ما كان صدم من فجيعة انها قد فرطت فى شرفها ، ما كان قام بضربها مثل ما فعل فبالتاكيد انها خدعة ابن عمها مثل ما فعلت معه ، هتف بها باستحقار .
= كنت بكشف طمعك و قذارتك قدام نفسك عشان لما أفعصك بجزمتي و اشوفك مرميه قدامي بحسرتك بعد ما تعرفي انتي رفضتي ايه و مين ؟ و تشوفي جشعك وصلك لإيه ؟ واحدة حقيرة بتبيع نفسها علشان اللى يدفع اكتر .
صرخت ورد به بذهول و غضب .
= و ليه كل الكره ده ؟ حرام عليك .. دا أنا لو عدوتك مش هتعمل فيا كده .
ثم تابعت بإنهيار .
= ليه القسوه و الكره ده كله .. أنا عملتلك ايه علشان تعمل فيا كده ؟ تضحك عليا و تفهمني انك بتحبني من اول نظرة و بعدها تعتدي على شرفي و متكتفيش بكده لا تزور صور ليا و توزعها على البلد كلها و تفضحني .
ثم صرخت فيه ورد بإرتجاف و قلبها يكاد ان يتوقف من شدة الالم .
= حرام عليك انا عملت فيك ايه علشان تدمرني بالشكل ده ؟؟؟
انفلت زمام غضب إلياس فأصبح كالوحش الضاري و هو يجذبها اليه من شعرها بعنف مره اخرى و هو يقول بغضب و غيره مستعره كنيران الجحيم .
= إخرررررسي .. و سيبك من تمثلية اني اعتديت عليكي دي و إنطقي مين الكلب الي سلمتيه شرفك .
ثم أضاف إلياس بغضب مجنون .
= و الا هما كانوا اكتر من واحد و مش فارق معاكي مين فيهم إلي عمل كده ؟ ولا يمكن يكون علشان كده كنتى رفضى الجواز منى علشان معرفش انك واحدة زبالة و رخيصة .
نظرت ورد اليه بذهول و دموعها تتساقط بدون توقف و هي تصرخ بغضب .
=انت .. انت بتقول ايه ؟ انا اشرف منك و من اللي خلفوك .
ثم تابعت بإتهام و هي تصرخ فيه بإنهيار .
= انا فاهمه اللي انت بتعمله كويس اوي .. انت بتنكر المصيبه اللي انت عملتها فيا علشان خايف .. خايف افضحك و اقول لجرايد و الصحافه و البلد كلها عن اللي عملته فيا
خايف تتفضح و الكل يعرف ان البيه اللي بيخافوا منه و بيحترموه يبقى ظالم و مغتصب و جبان .
الا انها شهقت بخوف و هي تشعر بيديه تلتف فجأه حول عنقها يضغطها بعنف و قد إستبد به شيطان الغيره فأعمى عينيه التي إحتقنت باللون الاحمر و هو يقول بغيره مدمره .
= تفضحي مين يا قذره دا انا لو طاوعت شيطاني كان زمانك دلوقتي مرميه في حفره تحت التراب .
ثم تابع بغضب و غيره مدمره .
= بس قسماً بالله لأدفنك انتي و هو في قبر واحد و ما هرتاح الا لما أعرف هو مين ؟ و اشرب من دمه قبل دمك .
ثم صرخ إلياس بها بجنون و هو يزيد من ضغط يديه على عنقها حتى كاد ان يزهق روحها .
= انطقي يا زبالة مين الكلب اللي سلمتيه شرفك ؟
حاولت ورد المقاومه و هي تقاتل لابعاد يديه عن عنقها و إدخال بعض الهواء لرئتيها التي تكاد ان تنفجر حتى شعرت بقواها تخور رويداً ، رويداً و الظلام يغشى عينيها و هي على مشارف الموت الحتمي فإستسلمت بضعف لمصيرها علها ترتاح اخيراً من كل المأسي و الالام التي تجتاح حياتها ، الا انه و في اللحظات الاخيره ترك عنقها فجأه فإرتمت أرضاً و هي تسعل بقوه .. تحاول ادخال الهواء بضعف لرئتيها و لكنها تفاجئت به يجثوا على ركبتيه امامها بغضب و غيره مجنونه ثم جذبها اليه من شعرها بقسوه شديده و هو يقول بصوت متقطع من شدة الغضب و الغيره و قد احمرت عينيه بطريقه مرعبه .
= إسمه إيه ؟ إنطقي .. لو عايزانى ارحمك قولي اسمه ؟ قوووولى اسمه والا هطلع روحك في ايدي .
ثم صرخ إلياس بها بجنون .
= انطقي .. ولا خايفه إني أئذي حبيب القلب .
تراجعت ورد برعب للخلف و هي ترتعش من شدة الرعب لا تعرف بما تجيبه فسالت دموعها و أغرقت وجهها و هي تتابعه و هو يقول بقسوه و قد ازداد جنونه و هو يعتقد انها تحاول حماية حبيبها منه .
= طالما مش عاوزه تنطقي .. يبقى انا هنطقك بالطريقه اللي تعرفها واحده قذره زيك .
ثم أتبع قوله و هو يسحبها بقسوه ناحيته و هو يسيطر على جسدها بقسوه ثم يشق ثوبها بعنف من العنق حتى الاسفل لتصبح شبه عاريه أمامه ، فصرخت برعب و قد اتسعت عينيها بصدمه و هي تحاول لملمة طرفي ثوبها الممزق و مدارة جسدها شبه العاري عن عينيه الغاضبه بجنون و بدأت في مقاومته و هي تصرخ برعب .
= لا لا لااااااا .. حرام عليك يا أحمد .. و الله ما حد لمسني غيرك حرام عليك و الله مظلومه و عمري ما عملت حاجه غلط ابووووس ايدك سيبنى .
ثم انهارت في البكاء و هي تحاول الهروب منه و تضربه و تركله بقدميها و تخربش وجهه و ذراعيه بأظافرها و هى تصرخ بتوسل و نجدة .
= ابعد عني حرام عليك .. سيبنننننني انت ايه مفيش في قلبك رحمه .. حرام عليك يا أحمد انا عملت فيك ايه ؟ علشان تعمل فيا كده .
ثم انهارت فجأه مقاومتها و لم تستطع مقاومة قوته الغاشمه و هو ينزع عنها بقسوه باقي ملابسها دون ان يهتم بصراخها و بكائها و هو يقول بغيره مجنونه .
= قولي اسمه .. مين الكلب اللي سلمتيه نفسك وخانتيني معاه انطقي قبل ما ادفنك مكانك .
ارتعشت ورد برعب و هي تتلقى صفعه اخرى على وجهها اسالت الدماء من انفها و هو يقول بغيره داميه .
= انطقي يا فاجره مين الحيوان اللي خانتيني معاه انطقققققققى ؟
لم تستطع الاجابه و هي تشعر بتنفسها يثقل و الغرفه تميد بها و الضباب يلف رأسها و هي تستسلم اخيرا للظلام الذي ابتلعها و غابت عن الوعي ، فسكن فجأه جسدها بين ذراعيه
فتوقف إلياس فجأه عما كان سيفعله و هو ينظر لجسدها الهامد دون حركه بذهول
عقله لا يستوعب بشاعة ما كان سيفعله بها ، هل كان سيغتصبها فعلا ؟ هل غضبه و جنونه بها و غيرته العمياء عليها كانت ستقوده لاغتصابها أغلق عينيه بألم و هو يحملها بين ذراعيه يضمها لقلبه العاشق لها حتى الجنون ، يدفن وجهه المبتل بدموع رجولته المطعونه في عنقها و هو يزيد من ضمها اليه بجنون و امتلاك حبيبته ، عشقه و ألمه ، ضعفه و هوانه ، الخائنه التي تسللت بداخله حتى إمتلكته بالكامل منذ ان رأها من اول لقاء بينهم
زوجته .. نعم زوجته التي حرص على الزواج منها لينقذها من المصير الاسود الذي كان ينتظرها تزوجها حتى بعد ان تأكد من خيانتها له و لعشقه له ، فاتنته التي تقتله ببطئ بعشقها الذي يسري بداخله .. يعشقها ولا يستطيع الابتعاد عنها يكرهها ولا يستطيع الاقتراب منها دون ان يؤذيها و بقسوه ، رفع وجهه المبتل بدموع كبريائه المهدور و هو يتأمل وجهها الشاحب و المكدوم و يده تمر على كدماتها بألم يستشعر وجعهها بداخله و كأنها جروحه هو ، و هو يهمس بألم و نيران غيرته عليها تكاد أن تقتله و هو يهتف بآلم .
= ليه ؟ ليه عملتي كده ؟ اي حاجه كنتي هتعمليها كان ممكن اغفرها ليكي الا الخيانه او انك تسمحي لحد انه يشاركني فيكي .. ده اللي لا يمكن اسمح بيه ابدا .. و الكلب اللي خانتيني معاه مهما حميتيه هعرفه .. و هاندمه على اليوم اللي اتولد فيه .
ثم نهض و هو يحاول السيطره على غضبه الذي تجدد مره أخرى و سحب المفرش القطني من فوق الفراش و لفها به ثم حملها و أسرع بها الى الحمام الملحق بالغرفه ، و فتح صنبور المياه و بدء بتمرير المياه البارده برفق على وجهها المكدوم عدة مرات في محاوله لافاقتها ، لتستجيب له أخيراً و إرتعشت و هي تستعيد وعيها ببطئ و فتحت عينيها تنظر من حولها بخوف ، و هى تهتف بخوف .
= انا .. انا فين ؟
ثم شهقت بخوف بعد ان وقعت بعينيها على إلياس بمظهره القاسي فحاولت التملص من بين ذراعيه و الابتعاد عنه و هي تبكي بهيستريه .
= إنت .. انت عملت فيا ايه ؟ عملت فيا ايه حرام عليك ؟ مش كفايه اللي عملته فيا اول مره .. كفايه بقى .. كفايه بقى حرام عليك .. ياريتني كنت موت لما انتحرت و خلصت كان زماني ارتحت من كل الذل اللي انا فيه ده .
تجاهل إلياس حديثها ثم رفعها مره أخرى على ذراعيه ببرود و توجه بها مره اخرى الى غرفتها و هي مازالت تحاول المقاومه و هي تصرخ بجنون .
= انا بكرهك .. بكرهك يا أحمد و بكره اليوم اللي شفتك فيه .. ياريتني كنت مت قبل ما شفتك و حبيتك .
ثم بدأت في مقاومته و ضربه و هي تصرخ بهيستريه .
= ابعد عني .. ابعد عني متلمسنيش انا بكرهك .. بكرهك و لاخر نفس جوايا هفضل أكرهك .
ثم شهقت ببكاء و هي تجد نفسها فجأه ملقاه بدون اهتمام فوق الفراش ، و يده تكبل يديها فوق رأسها بعد ان استلقى فوقها و هو يقول ببرود و قسوه و هي تنظر له بخوف و دموعها تتساقط دون ارادتها .
= إسمعي عشان انا جبت أخري منك اولاً مسمعش منك كلمة بحبك دي تاني و الا قسماً بالله أخليها أخر كلمه تنطقيها في حياتك .. ثانياً تبطلي نغمة اني اعتديت عليكي و توفري عليا و على نفسك التمثيل و شوية الدموع دول .
ليتابع بإهانه شديده و هو يتعمد جرحها .
= انا لا اعتديت عليكي قبل كده ولا إعتديت عليكي دلوقتي و السبب في المرتين واحد .. انا بقرف منك .. بقرف ألمسك .. و عموماً انا متعودتش انام مع الزبالة و فتيات الليل .
ثم تابع بقسوه و إهانه .
= بعدين انا لا مغيب ولا فاقد الذاكره علشان اعمل حاجه و انساها ولا انا ناقصني ستات عشان اغتصبك و اسرق شرفك اللي انتي و انا عارفين و متأكدين انه هو مكنش موجود من أساسه .. و ان كنتي بتعملي الشويتين دول علشان تغطي على الكلب اللي بعتيله شرفك .
ليقسو صوته و هو يقول بغضب دامي جعلها ترتعش بخوف .
= ف أنا هعرفه مهما تحاولي تخبي او تداري عليه هعرفه ، و ساعتها هدفنكم انتم الاتنين في قبر واحد و بإيدي ، مش انا اللى زبالة زيك تستغفلنى .
ثم تركها و غادر و هي تنتفض من شدة الخوف ولا تعلم ما ينتظرها مع ولا الى متى سوف تظل فى هذا الوضع أخذت تبكى بهيستريا على حالها .
يا ترى ايه هيحصل مع ورد و إلياس ؟
يا ترى مين اللى اغتصب ورد ؟
انتظروا الفصل القادم
يتبع
***********

رواية ورود باكية الجزء الأول {مكتمل}حيث تعيش القصص. اكتشف الآن