Season 1

596 10 0
                                    


في لندن.. وتحديدًا في "مؤسسة تومسون رويترز"؛ حيث أنتشرت العبودية والتملك المؤذي بها، الكثير من الأطفال راحوا ضحيةً لها وتم إستعبادهم ولم يتمكنوا من الهرب أو الفرار حتى الآن، الضعف والخوف تملك منهم، ولم يملك أيًا منهما حتى الإرادة للهرب كأنما فقدا الشغف والأمل في النجاة، الفتيات يتم إرسالهن لقضاء ليالٍ محرمة فقط لجني المال، والبعض الآخر يتم بيعهن لرجال أغنياء غير مهتمين لما سيحل عليهن من سوء، بينما الفتيان يُجبروا على السرقة وبعض الأعمال الشاقة والتي لا تتناسب مع أعمارهم بتاتًا قصرًا..

إنتفضت تلك الراقدة في زاوية الغرفة بفزعٍ حينما إستشعرت دلو من الماء البارد يُسكب عليها،

وحينها هلعت تلتفت حولها يمينًا ويسارًا تستعب ما يحدث وسرعان ما وقع بصرها على تلك المرأة الواقفة أمامها برداء أسود طويل تحدق بها بجمود، كانت كما رأتها منذ عدة أيام، إمرأة بدت في عقدها الرابع، ذات بشرة شاحبة وعينان بلون البندق تمتلك طبع قاسي وصوتٍ حاد

"إستيقظِ أيتها الصغيرة، مالذي تظنينه؟، أنتِ في نُزهة للنوم؟"

نبست تلك المرأة بصوتها الحاد مسببة إرتجاف جسد الصغرى بخوف، بينما فزُعت بعض الفتيات اللواتي يشاركن إياها الغرفة بثوب مُهترئ وشعر مجعد بسبب عدم الإعتناء به

"لم تعتادين على الأمر صحيح؟، دعيني أريكِ المكان"

تحدثت بقسوة مجددًا بعد صمتٍ دام لثوانٍ وحينها تكورت الصغيرة حول نفسها بخوفٍ تتجنب النظر لها بسبب ملامحها المقتضبة والتي اخافتها بشدة

"أ-أنا لا أدري م-مالذي تريدينه مني؟"

تحدثت الصغيرة بعد برهة بتلعثم بينما عيناها البريئة كانت تحدق في الزوايا برهبة، جميع جدران المكان متشابهه بلون أسود، يجعل منه في الظلام كمقبرة تخيفهم..

إيلا تكون فتاة مراهقة لم يتجاوز عمرها السادسة عشر، توفى والداها وتركاها لجدها الوحيد كي يتكفل بها إلا أنه كان رجلًا جشع وتخلى عنها بعد موت والداها على الفور،

لم تعرف مالذي تفعله وأين تذهب لذلك أصبحت من لاجئين الطريق، تلجئ في بعض الأحيان للشحود أو السرقة ورغم خوفها وخجلها من المجتمع إلا أنها حاولت السرقة ذات يوم وإنتهى بها المطاف تقضي ليلة كاملة في أحد السجون، وكان ذلك أهون عليها من البقاء في ذلك الطقس البارد بالخارج،

إيلا تمتلك شخصية مرحة وعفوية لكنها ليست كثيرة الإزعاج والضجة ذات ملامح فريدة؛ بشرة بيضاء وعينان خضراوات مزينة بأسوار من الرموش الكثيفة وأنف دقيق وشفتان ليست بالممتلئة وكذلك ليست بالرفيعة،

جفلت حينما إمتدت يدا المرأة تسحبها بعنف لتجعلها تقف أمامها بهيئة مبتلة، بينما إيلا واقفة ترتجف أمامها، لم تستطيع تلك المرأة تحديد سبب إرتجافها،

جَحيم القاصرات.Where stories live. Discover now