موريارتي المخلص لوطنه

المشهد الأخير

(هذا الفصل هو سردي باختصار لأحداث الحلقة الاخيرة للانمي كتمهيد للفصول القادمة)
.
.
.
.
.
.
عندما التقى المحقق المشهور للمرة الأولى بسيد الجريمة على متن سفينة نوح، وعندما تسابقا على حل لغز جريمة على متن قطار مسرع، حتى عندما واجهه لأول مرة حاملاً السلاح... كل هذه المواقف لم تهيئ محقق لندن الشهير لهذه اللحظة.

وقف على السقالة المهترئة، صديقه يقف على الحافة بانتظاره؛ يقف كالنبلاء كالعادة؛ لكن لم يصعب على شيرلوك الشعور بعدم اتزانه داخلياً.

-لقد أتيت في الموعد...مستر هولمز.

تكلم الأشقر بنبرة واضحة وثقة مصطنعة، لم يجب المحقق مباشرة، أخذ وقته بالنظر إلى هيئة الذي أمامه بقلق واضطراب ثم نطق أخيرا:

-لماذا نحن هنا؟ هل ترى أن طريقتك للتكفير عن ذنوبك هي بالموت؟ لا تجبرني على الضحك يا ليام، هذا طريق هرب رخيص وأنت مدركٌ لهذا فلما أراك تلجأ إليه؟! أنت تحاول الهرب من الألم بهذه الطريقة هل أنا مخطئ؟.

اهتز صوت شيرلوك من انفعاله، لكن الصمت كان كل ما تلقاه من صديقه.

اقترب الأخير نحو حافة السقالة المحطمة، بالطبع هو يستمع لكل كلمة يقولها المحقق لكنه كان يريد التركيز على هدفه فحسب: سلسلة الجرائم التي بدأها ستنتهي بموته هو من بدأ كل هذا.

أخذ شيرلوك نفساً عميقاً، وضبط أعصابه مرة أخرى ليتكلم مجدداً بهدوء:
-إذا أردت التكفير عن خطاياك، فتوقف عن الهرب كلما أصبحت الأمور صعبة، عليك بعبور الطريق الشائك..

صمت قليلاً من جديد، كان محتاراً ومرتبكاً فيما يمكن قوله لشخصٍ انتحاري، وزد أن هذا الانتحاري هو صديقه ومنافسه العبقري... رفع خصلات غرته كالحة السواد عن وجهه الحاد وتابع:

-ليام... لقد قتلت ميلفرتون بيدي هاتين، أنا مجرم تماماً كما أنت"

تقدم نحو صديقه الأشقر ومد يده إليه بتردد:

-لما لا نكفر عن اخطائنا معاً؟

كان ويليام في هذه اللحظة ضعيفاً شديد الهشاشة، عيناه القرمزيتان لطالما كانتا تلمعان بنوع من الدهاء، والحقد، والأمل بنجاح خططه في تحقيق اليوتوبيا الخاصة به، لكن الفرق شاسع ويمكن ملاحظته كتمييز الحي من الميت، الشرارة التي كان يتقد بها انطفأت، وحل محل سيد الجريمة الذي تهابه لندن بأكملها شاب مرتعد.
يتضح أنه حتى الشيطان يهاب الموت وهذا واقع...

اللون الأحمر هو كل ما كان يراه، لون الدم الذي تلطخت يداه به مذ أن كان طفلاً.

كان يشعر بالقذارة، بقدر ما كان كلام المحقق مقنعاً.. استحقاره لذاته كان أقوى من كل منطق العالم.

رفع نصل سيفه وأشار به إلى هولمز معلناً ما يأمل أنه آخر معركة سيخوضها:
-أشهر محقق في لندن يطارد الابن الثاني لعائلة موريارتي ويقاتله، لكنه يفشل في القبض عليه قبل أن يلقي بنفسه إلى البحر، جثة سيد الجريمة مفقودة، والسيد شيرلوك هولمز يكسب ثقة لندن بأكملها.