مفترق الطرق

بارت الرابع

هناك امور كثيرة ينظر الكثيرون منهم بعين التفاهة ولكنها داخلك تنهشك وتمحي اثار السعادة عن وجههك بممحاة الهزلان، تراها كل يوم تزيدك عمرا فوق عمرك تأكل من جسدك وتسقط محفظة كلماتك في حفرة حلقك فتزيدك فوق الصمت صمتا، لا تدري اين تذهب بماذا تشعر الي اين تمشي بك الدنيا والي اين ستصل سوا انك تعبت واستنزفت طاقتك يبدأ جسدك بالتعايش مع الخذلان خاصة وان كان اقربهم فتصبح بفخر الكثيرين بالقوة او ما يظنه الاخرون انه قوة، وعكاز الجميع مع مرور الايام، لا تدري اتخبرهم انك لست بخير ام تريد ان تبقي امامهم بكل هذا الثبات دون ان تتحرك، دون دموع تنزف ودون رؤية واضحة، تمر الايام وما زال جسدك يزداد نحيلا وما زال وجههك شاحبا وحتي انه اصبح جافا ظمئان لا تعرف الدموع له مكانا.
ذهب الجيران الي منازلهم وانا مازلت في غرفتي اسمع ضجيجهم وفلسفتهم في حياة عني، لقد كرهني في حياة.
دخلت امي الي غرفتي والحزن يكسو وجهها، جلست جنبي وقالت:  عزيزتي ميرال، لا تحزني، كل ما حدث لك حدث لسبب، ربما اراد الله ان يعلمك درسا قاسيا علي طيبة قلبك وحنانك عزيزتي، لا تفكري كثيرا، لقد  انتهي الامر، الان اهتمي بنفسك وفقط مفهوم؟!
اما انا اجهشت ببكاء لا اعلم، انا لست سعيدة، لقد تحطم قلبي كثيرا، فأحتضنتني والدتي وربتت علي كتفي حتي خلدت الي النوم.
في يوم جديد، نهضت بحماس ونشاط لقد افتقدت هذا الشعور منذ زمن، فطرت ولبست ثيابي وخرجت في اجواء ديسمبر الجميلة، اصبحت لي عادة الخروج باكرا لاسترخاء واستنشاق هواء العليل، خرجت ومشيت الي وجهتي وهي البحث عن العمل  وستكون اول مرحلة لتخطي ما ممررت به وتساعدني في النجاح والانتقام ممن لا يستحق،  بحثت كثيرا الي ان تم قبولي مبدئيا، ووضعت شهادتي وجميع ما يتعلق بأوراق العمل، خرجت والسعادة باديا علي وجههي، لقد شعرت بلإنتصار.
دخلت المنزل فقبلت وجنة امي واحتظنتها وسردت عليها ماحدث في يومي ففرحت كثيرا وكذلك اخوتي.
ستتغير في لحظة مفاجئة بعد ستين والفي حزن ومئة، خذلان والعديد من الترك بلا اسباب ستتوقف عن اعطاء كل ما تملك وما لا تملك، ستعرف ان الحياة مجرد رحلة قصيرة مفادها العيش الهني والرضا الدائم، ستعلق نفسك بأمالك واحلامك فقط ولن تكترث لحب  احدهم، ستقاوم وتقاتل وتسقط وحدك وتسند نفسك بنفسك ستنسي انك كنت تكترث لهم وستمضي بحياتك قدما، ستختار نفسك دائما وستحارب لاجل ان تكون افضل مما كنت عليه، ستتغلب علي حروبك القاتلة وستلقي القبض علي سموم المتشائمين، ستحقق الفوز النهائي في سباقك الازلي، ستتجرأ للمرة الاولي علي ان تقول لا في الوقت المناسب لن تأتي علي نفسك لترضي احد، ستكون انت في وقت الذي كنت تتمني ان تكون انت، ستتفاجىء بحب الناس لك وبمقاتلتهم لبعض، للحصول عليك، ستعرف ان طبيعة الانسان الغريبة تندرج تحت مسمي لا وتحت سقف تجاهلهم وحب النفس، ستتوقف عن الحزن ستلبس حرير السعادة وعتفوان الشباب وستتخلص من حذاء الكره، ستصير يوما ما تريد في الوقت في الوقف الذي تريد ومع من تريد، فقط في تلك اللحظة، المفاجئة ستتغلب في كل الظروف وستتغير للأبد.
................     ....................    .....................
واخاف ان التقي بك بعد الجفا فلا اعرفك
واخاف ان انظر ان انظر اليك نظرة بؤس فتقع في حفرة اليأس واخاف علي نفسي من نظرة عيونك الشرسة، واخاف ان يقتلع عيوني الحزن وان اجلس علي الحافة الطريق اري شريط ذكرياتك معلقا فعلمني.
علمتني كيف الملتقي بعد الفراق.
كيف تهون الايام بعد العذاب.
كيف انني اراك بعين قلبي جنة في الوقت الذي بت بقلبي دمعة
كيف تكون عيناك وطني وانا في حضرة الوطن المأسورة، كيف يكون الحب مباغتا، مفعما، محزنا، مميتا في ذات اللحظة.
كيف تكون انت وانا وكيف اصبح بلا انت، كيف اهاب خوفي لقياك وكيف اتخطي نبظات قلبي المتسارعة كيف اتخطاك واجبر قلمي علي مخاصمة ورقتي.
ها قد مر شهر اخر منذ رحلت، مر كلمح البصر مر بأسوداده قبل بياضه، قبلت ليلتي تلك القبلة كقبلة علي جبين ميت فكانت سوداء قاحلة، تحويها الدموع والاهات، التجأ لسريري بأرجل مرهقة بقلب مائل للموت مع هموم شتي لأضع رأسي علي وسادتي بعد ارهاق عام علني انام فتراك اول اشياء تذكرا.
بدأت العمل لقد جاء في الوقت المناسب لقد بدأت ارمم نفسيتي، واطور من نفسي حتي احقق احلامي التي تخليت عنها بسبب الزواج من رجل خائن، بدأت اشكل صداقات  جميلة، افكر كثيرا ان الحياة جميلة ولكن كل شخص يراها علي حسب نفسيته والوضع الذي يعيش فيه  فعلا، لقد اصبحت اعمل بجد واتعب نفسي كثيرا حتي لا افكر، وارجع المنزل اتناول وجبة العشاء واخلدالي النوم.
تصويت علي رواية مع ترك تعليق جميل مثلكم.