11 - خريف القلوب.

2K 317 94
                                    

_ الفصل الحادي عشر.

"يصبح الماضي وحشًا، أحيانا."

_ أولًا عشان تعرفي تسوقي عربية، لازم يكون عندك ثبات انفعالي، هتقولي ليه؟ هقولك عشان منروحش في داهية، ونعمل حادثة.

تَلَّفظَ بها شامل، متحدثًا إلى أليسار التي تجلس خلف مقود سيارتها الخاصة، ثم نظر لأسيم الجالس في الكرسيّ الخلفي وأضاف بتضايقٍ:

_ ما تنزل يا أسيم! .. أنتَ جاي معانا ليه؟

_ لأ، عاوزني أسيب أختي لوحدها معاك؟

قال أسيم بنبرةٍ جادة حادة، فضحك شامل بخفةٍ، وأشار له أن يهدأ، ثم عاود النظر لأليسار من جديد، نابسًا بهدوءٍ: _ هنعتبر أخوكي هوا، كُنا بنقول إيه بقى؟ .. أه افتكرت، دلوقتي بتعرفي تشغلي العربية؟

ضحكت في بداية حديثه، ثم نفت بهزةٍ صغيرة من رأسها تعقيبًا على سؤاله الأخير، ناطقةً بصوتٍ هادئ: _ بص سوق أنتَ المرة دي، وأوعدك إني هتعلم بسرعة.

همهم مفكرًا لبعض الثواني، ثم تنهد بقلةِ حيلة، وترجل من السيارةِ، متجهًا صوب باب مقعدها، فسارعت هي بفتح الباب، وترجلت، ليضحك شامل بخفةٍ، ثم استقر بموضعها، متسائلا بهدوءٍ بعد أن استقرت هي الأخرى في المقعدِ المجاور له:

_ نمشي بقى؟

نمت ابتسامةً خافتة على شفتيها وهي تهز رأسها لأعلى ولأسفل بقبولٍ، فنظر أسيم لهما بمللٍ، ووضع سماعاتِ أذنه، مستمعًا لإحدى المحاضراتِ الدراسية وهو يحاول أن يتابع كليهما في ذات الوقت، فيما شرع شامل في القيادة بهدوءٍ، يُعلِم أليسار  كيف تتحكم بالسيارة وتقود بشكلٍ سليم، ورغم أنه يضع كامل اهتمامه على ذلك، ولكنهُ من زاويةٍ أخرى؛ كان يتابع ما تفعل.. يتابع اتساع عينيها بدهشةٍ تارة، أو امتعاض ملامحها تارةً أخرى، كيف تفرك يديها بتوترٍ ثم تتلاعب بطرفِ قميصها الصبياني، فيضحك بخفوتٍ، ويُلقي دعابةً تُضحكها، ثم يغازلها بطرائقٍ غير مباشرة فتمط شفتيها بضيقٍ، وتعقد ساعديها أمام صدرها، عابسةً لعدة ثوانٍ، وذلك قبل أن يتمتم بشيءٍ يدفعها للقهقهةِ بصوتٍ مرتفعٍ!

_ كنت طايش جدًا وأنا في الثانوي، بس عمري ما كلمت بنت، وده عشان كنت بتكسف من التعامل معاهم، كرم صاحبي بقى خلاني أجرب وقالي اتلحلح وأكلم بنت على أساس أرتبط وكده يعني، مع إني عارف إن ده غلط، بس حبيت إني أجرب!

بدأ يسرد لها جزءًا من ماضيه، متناسيًا أنه يُعلمها شيئًا هام، وتناست هي الأخرى فوضعت يدها أسفل وجنتها، وهمهمت منتظرةً إكماله لبقية القصة، ليضحك قائلا:

_ وفجأة نلاقي بنت ماشية قدامنا وهو بيشرحلي إزاي أعاكس بنت وكده، فقالي هناخدها فار تجارب، ويلا حاول.. حاولت وعملت اللي قاله، بس عيني مشافتش النور بعدها، لأن أبوها ظهر من العدم، ورزعني حتة قلم، بعدين سحبني من هدومي ونزل ضرب فيا! .. وعشان الجري نص الجدعنة فكرم جرى وسابني بستنجد زي العبيط، ولحد دلوقتي مش هنساها لكرم.

سوبر توكسيك | Super Toxic حيث تعيش القصص. اكتشف الآن