صباح يوم جديد أشرقت فيه الشمس قوية وهي تغتال عتمة غرفتها وتعبث بنومها لكن السلطان الأقوى كان لصوت اماندا وهي تقتحم تلك الغرفة بخطواتها العجلة وترمي بجسدها على السرير بجوار لوريتا التي فزعت منها
نظرت اليها هلعاً فوجدت ابتسامتها الواسعة تزين ثغرها مما جعلها تقلب عينيها بضيق وتعود لتحبس نفسها اسفل غطائهاتكلمت اماندا وهي تحاول سحب الغطاء عنها : استيقظي ايها الكسول ؛ كفاكِ نوماً فقد حل الصباح !
غمغمت بصوت ناعس : ما الذي تريدينه مني اماندا ؟
تسلل اليها صوتها هامساً باستحياء : لنتحدث قليلاً بشأن الأمس
فتحت عينيها بسكون تستذكر احداث الأمس التي أرقت ليلها فتنهدت بخفوت قبل ان تعتدل بجسدها وتنظر نحو ملامح اماندا المشرقة فتبسمت بمكر : يبدو ان احداهن وقعت في الحب !
تفاجأت تظرات اماندا وغطت وجهها بيديها وهي تنفي بانفعال : ليس بهذه السرعة ؛ انتِ تبالغين !!
ضيقت لوريتا عينيها بشك : حقاً ؛ وما بال هذه الابتسامة التي لا تغادر وجهك والحمرة الطفيفة التي تعلو وجنتيكِ اذاً ؟
همهمت اماندا بخجل : من المبكر البت بكونه حباً لكنه كان رجلاً لبقاً ولطيفاً ، لقد قضينا بقية تلك الامسية سوياً بينما يحدثني عن رحلاته والمغامرات التي يواجهها واخبرني امراً بغاية الجنون ..!
تساءلت لوريتا مبتسمة : وما هو ذلك الجنون ؟
ألقت رأسها على الوسادة وهي تنظر للفراغ بعينيها الحالمتين : قال انه يبحث عن فتاة تلهم افكاره لشخصية البطولة في روايته الجديدة وانه وجد ضالته بي !
اتسعت عينيها دهشة ومالت اليها تسألها بفضول : حقاً ؛ هل يكتب رواية جديدة وستكون البطلة تشبهك ؟؟
حركت كتفيها بنعومة وهمست بدلال : من يدري !
استلقت بجوارها تاركة خصلات شعرها الحرة بلونها الفاتح تتجانس مع لون شعر اماندا المائل للظلمة وهي تنظر للفراغ متكلمة بسعادة : احسدكِ اماندا ؛ اذا قرر السيد هودغ الارتباط بك فستعيشين حياتك حرة في السفر والتنقل وقد تصبحين بطلة كل كتاباته ، لا اجمل من ان يعشقكِ كاتب ، فهو كائن يعرف كيف يحولك لشخصيات متعددة تعشق ملايين المرات !
ان يحبكِ كاتب يعني ان يكتبكِ قصيدة ، وان ينظمك شعراً ، غزله يجند كل كلمات اللغة ومصطلحاتها لحبك ...
حب الروائي يجعلك تعيشين تفاصيل الكثير من الحكايا ؛ يأخذك في عالم من الخيال ويمتطي بكِ سحب الاحلام !همهمت اماندا بلهفة قبل ان تعيد بصرها نحو شقيقتها بتردد : لعلكِ كنتِ تتلهفين لمثل هذا النوع من الحب ؟
أنت تقرأ
" لافندر "
Romanceعيناكِ غابتا نخيلٍ ساعةَ السحَرْ، أو شُرفتان راح ينأى عنهما القمر. عيناك حين تبسمان تورق الكرومْ وترقص الأضواء... كالأقمار في نهَرْ يرجّه المجذاف وهْناً ساعة السَّحَر كأنما تنبض في غوريهما، النّجومْ... وتغرقان في ضبابٍ من أسىً شفيفْ كالبحر سرَّح الي...