"مشرحة حلوان"
"مشرحة حلوان" اسم يجعل الرعب يدب في القلوب، اسم حيكت حوله الكثير من القصص الغامضة، لكنه كان قديما "قصر الخديوي توفيق" الذي تم تحويله بعد ثورة 1952 وسقوط الحكم الملكي في مصر إلى مشفى سنة 1953 استمر لفترة كبيرة كمشفى حلوان العام، ولكنه تم تحويله في أوائل الثمانيات لمشرحة تابعة لمشفى حلوان العام، كانت جميع الجثث التي تدخلها ماتت نتيجة لحوادث سير وحوادث قتل، ومن هنا توالت الأشياء المريبة تحدث، بدأ السكان المجاورون للمشرحة يستمعون لأصوات صرخات تخرج منها، بالإضافة للإضاءات التي كانت ترنوا دون أسباب واضحة، وكذلك أصوات صرخات تخرج منها، وهذا ما أثار الرعب في النفوس، كيف لهذه الصرخات وهذه الأصوات تخرج من الأموات!..
بدأت الشكوات تتوالى من السكان خاصة الصرخات الخارجة من داخل المبنى; ولكن المريب في الأمر أنه نشب حريق كبير فيها; الشيء المريب في الأمر أنه كان هناك أصوات صرخات أثناء الحريق، أصوات جعلت السكان يستيقظون بفزع شديد، مرت الأيام ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل كان السكان يرون أطياف وخيالات لأشخاص من شبابيك المكان المهجور، كما ذكر بعض الأشخاص أن أصوات الاستغاثات لم تتوقف عند هذا الحد، كان من بين سكان المنطقة شاب في مقتبل العمر يدعى "سيد" كان يستيقظ في منتصف الليل على هذه الأصوات حتى قرر أن يدخل ويرى ماذا يحدث في هذا المكان الملعون، بدأت نيرن الفضول تندلع داخل عقله، تحدث مع أصدقاءه الذين يعشقون مثل هذه الأجواء، ليتفق الأصدقاء الثلاثة استكشاف مبنى المشرحة ومعرفة مايحدث، اقترح أحدهم معرفة بعض الأحداث قبل الذهاب، ليخبرهم "سيد" بوجود شخص يعرفه كان يعمل حارثاً لهذه المشرحة..
خالد: الأمر مثير للاهتمام يا رفاق; لكن دعونا نجمع بعض المعلومات قبل الذهاب،
أيده رفيقه في الأمر،
محمود: أنا أأيد "خالد" في هذا الأمر، دعونا نبحث عن أحد الأشخاص الذي كان يعمل في المشرحة، سيكون لديه معلومات عنها أو ربما بعض الأحداث..
نظر لهما نظرات بها ثقة غير اعتيادية،
سيد: هذا ليس بالشيء الصعب يا رفاق، أعرف شخصا كان يعمل بها منذ زمن، ويقطن لجوارنا
نظروا نحوه باستغراب شديد ليتساءل الاثنان عن هويته، يخبرهم باسمه
سيد: اسمه عم "سعيد"
اتفقوا على الذهاب لرؤيته وسؤاله عنها علّهم يروون فضولهم عنها، مرت سويعات قليلة بعد أن اتفقوا أن يذهب "سيد" لسؤاله بحكم معرفته به، بعد وقت قليل كان يقف أمام منزله يطرق بابه، ثوان قليلة وكان يفتح له الباب يستقبله بترحاب شديد..
عم سعيد: مرحبا يا بني، كيف حالك؟
نظر له بنظرات مترددة، ليجيبه بقليل من التوتر،
سيد: بخير ياعمي، في الحقيقة كنت أريد الجلوس معك لبعض الوقت، هنالك أمر أريد سؤالك عنه
نظر بتعجب قليلا فهذه المرة الأولى التي يطلب منه شيئا! تساءل في نفسه عن ماهية هذا الأمر قبيل البوح به،
عم سعيد: ماهذا الأمر الشديد الأهمية التي تريد سؤالي عنه يابني؟!
نظر له نظرات قلقة سرعان ماتحولت لفضولية،
سيد: أريد سؤالك عن فترة عملك في مشرحة حلوان؟ وهل الأحداث الغريبة التي نسمع عنها حقيقية؟ ناهيك عن الأصوات التي لازالت تخرج منها ليومنا هذا؟
نظر نظرات بها القليل من الصدمة، لايريد البوح بهذه الأشياء، ظل مترددا لايريد إخباره بما كان يحدث معه; لكنه وبعد إلحاح شديد قرر البوح بما يموج صدره منذ زمن..
عم سعيد: بماذا أخبرك يابني، لقد رأيت العجب العجاب منذ عملي في هذه المشرحة، أصوات تتهافت باسمي وأصوات تنادي عليه باستغاثة، ووجوه تصرخ تريد البوح بما حدث معها، ونظرات لجثث تريد الإدلاء بما حدث معها قبل موتها،
ليبدأ بسرد الموقف الأكثر رعبا طوال فترة عمله،
-عندما تأتي أي جثة للمشرحة لابد أن نعلم عنها كل شيء، طريقة موتها، ما حدث لها، ولماذا؟ والأهم اسمها حتى يتمكن أقاربها من التعرف عليها; لكن ماحدث مع هذه الجثة كان الأغرب، منذ أن ألقتها عربة الإسعاف كالقمامة التي يريدون التخلص منها، انتابني التعجب من هذا الأمر لأنظر لها وأنا أدخلها لأرى مشهدا عجيبا..
ليبدأ بسرد حالتها: كان وجهها أسود اللون; ليس لأنها ماتت نتيجة لحريق; ولكنها بالفعل كان وجهها أسود، ترتدي عباءة سوداء اللون، وبها بعض الحروق، ولكن المريب أن يدها كانت تنزف دماً بغزارة حتى تكونت بركة من الدماء تحتها، وبعد دقائق أدخلها لثلاجة الموتى ونظف الدماء المتراكمة، وعندما حلّ الليل وحان وقت انتهاء عمله تأكد أن جميع الثلاجات مغلقة جيدا، وفي ثوان وأثناء مروره وجد إحدى الأبواب تفتح وتخرج منها يد، ليدب الرعب في أوصاله عندما تأكد أنها هي السيدة التي أتت اليوم، ليهرول خارجا حتى يحضر الطبيب المناوب ليرى ماحدث، وفي اليوم التالي قرر معرفة كل شيء عن هذه الجثة، في اليوم التالي عندما حضرت عربة الإسعاف التي جلبت جثة هذه السيدة، ليندفع نحوهم يسألهم عنها، أخبروه أنها كانت مكروهة من جميع أهل القرية بسبب الأعمال والأسحار التي كانت تؤذي بها الجميع، وعندما فاض بهم الكيل منها اتفقوا أن يقومو بحرقها داخل منزلها وقدكان، ليستمعوا لأصوات صرخات ليست لها فقط وإنما لرجال ونساء وأطفال، وعندما خمدت النيران كانت الرائحة الكريهة تنضح من هذا المنزل، وأنهى حديثه،
هنا بدأ القلق يتسرب داخله من هذه المكان بل من فكرة استكشافهم له، ليفاجأ بقول الرجل العجوز له بنبرة تحذير..
عم سعيد: نصيحة صغيرة يابني، يكفيك ماسمعت، إياك والذهاب لهذا المكان الملعون.
ظل ينظر له بقلق وتركه وغادر، بعدما سرد لرفاقه الحديث الذي دار بينه وبين حارس المشرحة وبدلا من التراجع ازدادوا فضولا نحوها، وقرروا الذهاب في جنح الليل، وبعد أن جحزوا عدتهم اتفقوا على موعد ذهابهم، مرت الساعات القليلة عليهم كالدهر، وهاقد حان موعد ذهابهم..
هدوء مريب يعم الأجواء، فحيح هادئ كفحيح الأفاعي يدب الرعب في القلوب، همسات تجعل الأدرينالين ينضَحُ من داخلك كينبوع ماء، أجواء مريبة تجعلك تعيد التفكير ألاف المرات قبيل التفكير بالدخول لهذا المكان المريب، كانوا يقفون بهدوء وصمت ساد بينهم دقائق معدودة، منهم من ينظر بقلق شديد ومنهم من ينبض قلبه بعنف من هول المنظر الذي يحف المكان، ومنهم من أراد التراجع، ثلاث فتيان في مقتبل العمر، يعشقون أجواء المغامرات الغير اعتيادية خاصة منها المرعبة التي تدور حولها الشائعات التي تنهرك عن الاقتراب منها.
دار حديث صغير بينهم الثلاثة منهم من قرر إعادة التفكير في الدخول لهذا المكان..
- يارفاق هذا المكان يشعرني بالقلق، أشعر وكأن ضربات قلبي تتعالى حتى كدت أسمعها بوضوح، لنعدل عن الدخول، صدقا أشعر بالخوف والقلق من الدخول
نظروا له باستنكار شديد وهو كيف تقول هذا الحديث ونحن نعشق هذه الأماكن، وليست المرة الأولى التي نزور مثل هذه الأماكن..
-يا"خالد" دعك من التفكير في الخوف، فمجرد التفكير فيه سيتغلل لحنايا قلبك، انا أشعر بالفضول نحو هذه المشرحة، منذ أن كانت تظهر إضاءات غريبة في أوقات متأخرة من الليل، ناهيك عن أصوات صرخات عجيبة ليس لها مصدر، كان الكثير من السكان يستمعون إليها، لذا دعك من هذا الخوف ودعنا نرى ماذا يحدث في هذه المشرحة
"سيد" حسنا يا " محمود" دعنا ننهي هذه الزيارة علّنا نرى مابها
بخطوات رتيبة اتجه الرفاق الثلاثة نحو المبني المهجور الذي يجاورها، مرت الدقائق ولم يحدث شيء، وهذا بدأ يثبتهم قليلا ويتلاشى الخوف بدرجات قليلة، وبعد دقائق قليلة من اكتشافهم للمكان حانت اللحظة التي سيدخلون بها من باب المشرحة الملعونة، رجفة قوية ضربت قلوبهم عندما وضعوا أيديهم على البوابة المتهالكة التي تضم أعمدتها; ومع هذا لم يتراجعوا عن مقصدهم، وفي كل خطوة يخطوها كان المكان يصبح مقبضا للقلب أكثر فأكثر، الجدران متهالكة نتيجة للحريق التي نشب بها منذ زمن بعيد، لتمر الدقائق وهم يكتشفون ماحولهم لتنعدم إضاءة الكشافات التي يحملونها لا إراديا، وأصبح المكان يضج في عتمة شديدة، ثوان قليلة وكانت صرخاته تملئ المكان، تعالت الأصوات المفزعة والصرخات المرعبة لهم; حتى وصلت لمسامع السكان الذين يجاورون هذه اللعنة; لكن لم يجرأ أحد منهم على الدخول لمعرفة لمن هذه الصرخات العنيفة، لم يجدوا بدا سوى محادثة الشرطة علهم ينجدون من بالداخل، مرت الدقائق وكانت سيارات الشرطة تلف المكان بهدوء، ولكن الصدمة الفعلية عندما دخلت عناصر الشرطة للمكان وفوجئوا بالشبان الثلاثة فاقدين للوعي وملقون على الأرض بلاحول ولا قوة، تم نقلهم الثلاثة للمشفى لتبدأ معاناتهم منذ اللحظة التي دخلوا بها لهذا المكان الملعون، ليبدأوا بسرد ماحدث معهم لضابط الشرطة الذي نقلهم للمشفى، ليبدأوا بسرد ماحدث منذ دخولهم حتى تمكنوا من إعادة عمل المصابيح، ليروا أنهم بداخل طرقةٍ طويلة جدرانها متهالكة الأحجار تملأ أرضيتها، وكلما ازدادوا تعمقا كلما ازداد انقباض قلوبهم، ليكتشفوا حينها الأمر الأكثر رعبا وهو اختفاء بوابة المشرحة التي دخلوا منها، ليسمعوا أصوات خبطات مفزعة جعلتهم يلتفتون حولهم ليكتشفوا أنهم في ساحة واسعة كالصحراء وهذا جعلهم يصرخون بشدة من هول مارأوا الدماء التناثرة على الأرض جعلتهم يرون أن أقدامهم تغوص في الدماء، وتظهر الجدران الملطخة بدماء حديثة، ظلوا يركضون بلا هوادة يريدون الخروج من هذا المكان الملعون، فكلما وجهوا الإضاءة نحو أي جدار يقابلهم لا يرون سوى الدماء المتناثرة، ليشعروا بأياد من نار تمسك أقدامهم تدكها في الأرض دكا، حاولوا تخليص أنفسهم منها ولكن هيهات، ازدادت الصرخات والهمهمات حولهم جعلهم يصرخون بشدة ومن شدة صرخاتهم منهم من فقد الوعي، ومنهم من تلقي ضربة قوية جعلته يغيب عن الواقع، ومنهم من هول مايحدث اختار الهروب لعالم آخر.
أنهى حديثه للضابط الذي لم يستنكر حديثه البتة فقد استمع لكثير من الأقوال نحو هذه المشرحة، وجميعها تدور نحو هذه الحوارات التي سردها هذا الشاب، والذي لم يستنكر شغفه خاصة وأنه يسكن بإحدى المنازل المجاورة لها، تركه وغادر المكان وهذه الأحاديث تردد في عقله.
أما "خالد" فكان لازال عقله يستذكر الأحداث التي لاقوها في هذه المشرحة الملعونة، فهو لم يذكر للضابط أنه رأى سيدة تتشح بالسواد تقف أمامه تكبله بنظراتها المرعبة، نظرات لن ينساها ماحيا، ظلت تنظر نحوه بعينيها السوداء كردائها لتصدر ضحكة صاخبة جعلت صرخاته تتعالى بطريقة مرعبة، فاق من شروده سريعا يريد محو هذا المشهد من ذاكرته;لكن صدمته الشديدة عندما أبصرها تقف بذات هيئتها المرعبة في أقصى ركن الغرفة لتتسع عينيه بشدة وتزداد ضربات قلبه ويبدأ بالصراخ من جديد، لتدخل الطبيبة تضع له مهدأً يفصله عن العالم.
ده الجزء الأول تفاعلوا عشان انزل اللي بعده
🥰🥰🥰🥰🥰🥰🥰
وحشتووووني أفانزاااااتييييبي