الفصل الثاني
"مشرحة حلوان"
أيام متتالية من العذاب والرعب مرت عليهم كأنها دهر من الزمان، كانوا يعيشون داخل دوامة من الهلاوس والتهيئات جعلتهم على شفا جرف من الجنون، اجتمعوا جميعا في منزل رفيقهم "سيد " صاحب اقتراح الدخول لهذه اللعنة، والذي كان بالقرب من هذه المشرحة، اجتمعوا لمعرفة النهاية لما يحدث معهم من هذه الهلاوس..
تحدث رفيقهم الأول بقلق وخوف يكاد يفتك بعقله، كان يتحدث وهو يتلفت حوله كمن كان يخاف من شيء خفي،
خالد: يارفاق أنا أكاد أجن، هناك شبح هذه السيدة الذي لازال يلاحقني كظلي، مظهرها يكاد يفقدني عقلي; ناهيكم عن الكوابيس التي تطبق على أنفاسي
نظرا له بهدوء ودهشة وكأنه يسرد لهم مايعانوه، يبدوا أن لعنتهم بدأ منذ أن وطأت أقدامهم هذه المشرحة الملعونة، نظراتهم يملؤها الخوف والقلق يكاد ينهش قلوبهم،
تحدث أحدهم بهدوء يحاول محاكاة الموقف بحكمة،
محمود: أعتقد أنه يجب علينا الذهاب لشخص يستطيع فهم مايحدث معنا، ربما يستطيع أحد الأشخاص الذين كانوا يعملون بها مساعدتنا في فهم مايحدث،
ليتجه ببصره نحو رفيقهم الثالث بنظرات رجاء ومطالبة،
خالد: لن يستطيع مساعدتنا سوى عم "سعيد" ما رأيكم؟!
نظر لهم بقلق ينهش قلبه، فهو قد نهره عن الدخول لهذا المبنى الملعون، كيف له الذهاب مرة أخرى يطالبه بالمساعدة من ما وضعوا ذاتهم في جوفه
سيد: أنا خائف أن يرفض مساعدتي، في المرة التي ذهبت بها إليه نهاني عما أفكر فيه، بل حذرني من هذا الأمر; لكن مايثير قلقي أن الذي يملأ كوابيسنا ليست سوى السيدة التي ذكرها لي! هنالك شيء غامض يلف هذا الأمر!
نظروا له ببريقة أمل تنضح في الأفق; لكنه لازال هناك خوف يحوم حولهم ليقرروا في النهاية الذهاب لهذا الشخص مرة أخرى...
تفرقوا واتفقوا أن يذهبوا إليه في الغد، استقلا الرفيقان سيارة أجرة عمومية حتى تقلهم لمنازلهم، كانوا يجلسان متجاوران قبيل أن تجاورهم سيدة تحتل المقعد الثالث، مرت الأمور في هدوء وسكينة، كانت السيارة تتحرك بسرعتها الطبيعية والهدوء يسود الأجواء، دقائق وكتنت العربة تضج بالأصوات عندما طلب السائق أن يجمعوا الأجرة سويا، كان أحدهما مكلف بجمعها لموقعه خلف السائق، وعندما مد يده يأخذ النقود من السيدة التي تجاوره رأى يد شديدة السواد، مليئة بالحروق، نبض قلبه بعنف شديد ليرفع رأسه تدريجيا ليرى كابوسه الذي يؤرق مضجعه، وجه شديد السواد مليء بالحروق، ابتسامة شيطانية ترسم بريشة من نار، اتسعت أعينهم حتى كادت تخرج من محاجرها، ليبدأوا الصراخ بفزع شديد، ترقف السائق نظرا لحالة الهلع التي صابتهم فكانوا كمن صابه مس من الجنون، بدأ الركاب تهدأتهم بقلق; لكن لم يكن على لسانهم سوى " أبعدوا هذه الشيطانة"
نظر الركاب للسيدة العجوزالتي لم يكن يعكر بشرتها شائبة واحدة، نظرت لهم بمعني لا أعي مايحدث، مرت دقائق وعندما بدأوا بترديد ذكر الله انتهت نوبتهم، وعادت السيارة لشق طريقها مرة أخرى، ليعقدوا العزم منذ هذه اللحظة الذهاب لهذا الرجل لمعرفة مايحدث
نظرا لبعضهما البعض باضطراب شديد ليقررا عدم الذهاب للمنزل، ليتركوا العربة ويتجهوا مجددا نحو رفيقهم، سويعات قليل وغابت شمس هذا اليوم ليحل وقت الغروب، يصاحبه مايصاحبه، كانوا يسيرون في جنح الليل بخوف لأول مرة يضرب قلوبهم، ندم مع كل خطوة يخطونها، دقائق وكانوا يقفون الثلاثة أمام منزل هذا العجوز، نظرات يشوبها القلق; لكن يجب تجاهلها في سبيل الخلاص، اتجهوا نحو الداخل ليتراجع أحدهم عن الدخول قلقا، لايعلم لماذا لكنه أحس بانقباضة في قلبه جعلته يطلب منهم البقاء في الخارج، تركوه واتجهوا نحو الداخل، طرقات بسيطة على هذا الباب القديم لتمر دقيقة قبيل فتح باب المنزل من قبل هذا الرجل، تعجب من وجودهم أمام منزله في مثل هذا الوقت، نظرات غاضبة تجاههم لم يلحظوها، ليبادر بسؤالهم عن سبب قدومهم..
عم سعيد: خيرا يابني، مالأمر؟
نظرا لبعضهما بقلق قبل أن يبادرا بالحديث..
نظر نحوه بقلق وخوف من سؤاله لكنه لابد من هذا السؤال..
سيد: نعتذر لزيارتك في هذا الوقت يا عم سعيد; لكن لابد من معرفة أمر متعلق بتلك المشرحة؟
ازداد تعجب الرجل منهم ليباشر بالحديث..
عم سعيد: تفضلا بالدخول أولا ولنا حديث في الداخل
نظرا لبعضهما واتجها للداخل باضطراب، بعد جلوسهم وعررض الرجل لواجب الضيافة، رفضوا بهدوء لاستعجالهم..
سيد: عم سعيد أتتذكر هذا اليوم قدمت لسؤالك عن عملك بالمرشحة، وأنت أخبرتني عن هذه السيدة الغريبه
نظر لهما بقلق: أجل يابني أخبرتك بهذا كما حذرتك من الذهاب أو الدخول لها
نظرا لبعضهما بندم شديد، ليبادرا بإخباره عما حدث
محمود: فعلت يا عم; لكن نحن لم نستمع لحديثك وهذا مانجني ثماره الآن، لقد ذهبنا لهناكو..
ليبدأا بسرد كافة الأحداث التي حدثت معهم منذ لحظة دخولهم لهذه المشرحة الملعونة إلى هذه اللحظة التي يجلسون فيها أمامه، نظر لهما بقلق ليجيبهما بكلمات مضطربة
عم سعيد: أنا قد حذرتك من البداية لكنك لم تستمع لي وأنا لايمكنني مساعدتكم، هذه المشرحة ملعونة لايوجد أحد تطأ قدمه فيها إلا وصار الجنون أو الموت سبيله
نظرا لبعضهما باضطراب ماذا يحدث وماذا يجب عليهم فعله، طلب أحدهما كوبا من الماء ودقائق ولم يشعرا بما حولها..
كان ينتظر رفيقيه بالأسفل باضطراب شديد مر مايقرب الساعة ولم يهبطا من هذا المكان بعد، ازداد القلق والاضطراب عندما أبصر ضوءا غريبا قادما من أحد نوافذ هذا المنزل الغريب، تردد في الصعود أو ماذا يفعل، لكن مارءاه جعل الهلع يحتل تقاسيم وجهه، كان ظلا لهذه العجوز التي تظهر لهم، لم تدم ثوان إلا وكان يقف خلف إحدى الحوائط ويطلب الشرطة، دقائق وكانت سيارات الشرطة تلف المكان ليصعدوا وبعد كسر باب المنزل انتابهم الزهول من ما يحدث،
فقد كان الشابان مربوطان وموضوعان على الأرضية داخل نجمة سداسية ويتم عمل إحدى طقوس السحر عليهم ويقف هذا الرجل ويقوم بأداء الطلاسم، قامت قوات الشرطة بالقبض عليه وأخذه لقسم الشرطة ليتم التحقيق معه، وتم تحويل الشابان للمشفى لمعرفة مابهما
يفق مكبل الأيدي أمام ضابط الشرطة الذي ألقي القبض عليه، كانت نظراته مريبة; ليست نظرات شخص تم القبض عليه في قضية الشروع في قتل شخصين وعلى وشك الموت داخل جدران السجن، كانت نظرات مليئة بالثقة والغرور، بدأ تحقيقه بشيء من العصبية المخفية
الضابط: أخبرني لما أردت قتلهم يا سعيد؟
نظر له وتحدث بسخرية: لم أرد قتلهم بل كنت أقوم بالتضحية بهم فهم من أرادوا الدخول فيما لايعنيهم
الضابط: فيما لايعنيهم! ماهذا الأمر الذي لايعنيهم وجعلك تقوم بهذا الفعل في حقه؟!
سعيد: هذا المكان لايخص أحد ولايجب عليهم الدخول إليه لأنه ملاذنا لوضع الأسحار وعندما قرروا الدخول إليه حذرتهم منه ولكنهم لم يستمعوا لهذا كان يجب معاقبتهم
تحدث الضابط بانفعال شديد: تربد قتلهم حتى لايفضح عملك أعدك لن تخرج من هنا مهما حدث
ليأمر بأخذه لغرفة الحبس، ويذهب ليرى ماحدث للشابان، ليجدهم قد أفاقوا لكنهم لايذكرون شيئا مما حدث بعد أن تناولوا كوب المياه في منزل هذا الرجل الذي لاملة له، نصحهم بالابتعاد عن هذه الأمور وعدم المجازفة بحياتهم مرة أخرى.
انتهت قصتنا مش طويلة بس خفيفة عشان محدش يزهق
يارب اكون وضحت رسالتي وشكرا لكل اللي قرأ وشجعني بكلمة حلوة ويارب اكون عند حسن الظن
تمت بحمد الله