"إلى أين نحن ذاهبون؟ انتظر، هل سنذهب إلى المملكة حيث توجد الحوريات؟" سألت جوليا وهي تنظر إلى زيوس بدهشة بينما كان يجهز صولجانه الذهبي.
"هل تعلمين أنني أستطيع رؤية أفكارك؟ أنت لا ترغبين في رؤية الحوريات الإناث بل الذكور. أنت حقاً صغيرة على مثل هذه الأمور،" قال زيوس وهو يشعر باليأس من تفكيرها.
"واو، رائع! مثل هذه القدرة ستسمح لي بمعرفة جميع خطواتكم المستقبلية!" قالت جوليا وهي تقفز من الفرح.
"حسناً، إذا رغبت بها، هناك تدريبات كثيرة أولاً. سنشخص حالتك، فالحجرة لن تختارك عبثاً. لابد أن لك علاقة بالأباطرة. الآن، هات يدك يا أيتها القزمة، يجب أن نذهب،" قال زيوس وهو يقدم لها يده.
"إذاً نحن حقاً سنذهب إلى هناك، رائع!" قالت جوليا بتشوق.
*أمسك يدها وضرب بصولجانه الأرض، لتتغير الأماكن وتشعر جوليا ببعض الإعياء والضغط على معدتها. ثم أغلقت عينيها، وبعد لحظات شعرت بالهدوء وفتحتها لترى مكاناً لا يمكن أن تصفه العين: قمرين، شمسين، نجوم كأنها ستسقط في أي لحظة، بحيرات زرقاء تتلألأ مثل الألماس. لم تعلم ما الذي يسبح هناك ولا يجب أن تعلم.*
"هل تشعرين بأي ألم؟" سأل زيوس وهو يحملها على كتفه بسبب ضخامته.
"أه، حسناً، شعرت بقليل من الضغط على معدتي لكنني بخير الآن،" قالت وهي تمسك مكان معدتها.
"إذن، أين الحوريات واليونيكورن وذاك الحصان الطائر؟"
"لاحقاً، جوليا،" قال بنبرة ساخرة وهو يطير بسرعة البرق نحو القصر.
*هبط زيوس بجوليا في ساحة قصر ضخمة، أبوابها العالية تفتح على مشاهد رائعة. كانت الأرض مغطاة بأزهار ملونة، تلمع تحت ضوء الشموس المتعددة. تحركت الحوريات بمرونة وأناقة بين النباتات، وأصوات المياه تتدفق من نوافير ضخمة مدهشة."أهلاً بكما في قصر الحوريات،" قالت حورية جميلة بشعر فضي طويل وهي تقترب منهما بابتسامة دافئة.*
"أنا سيرينا، قائدة الحوريات هنا. من هذه الفتاة الصغيرة معك يا زيوس؟"
"هذه جوليا فتاة الحجر" رد زيوس.
"يبدو أن الحجرة قد اختارتها لسبب ما. نحن هنا لتدريبها ومعرفة المزيد عن قدراتها."
نظرت سيرينا إلى جوليا بتفحص، ثم ابتسمت برقة. "مرحباً بك يا جوليا. نحن سعداء بوجودك هنا. هل تريدين جولة في القصر؟"
"نعم، بالتأكيد!" أجابت جوليا بحماس وهي تنظر حولها بعيون متسعة.قادتهما سيرينا عبر القصر، موضحة لهم أقسامه المختلفة. مرت بأقسام الحوريات حيث كانوا يمارسون فنوناً جميلة ورائعة، ويتدربون على السحر والموسيقى.
"هنا سنبدأ تدريباتك،" قالت سيرينا وهي تشير إلى ساحة واسعة مليئة بأدوات غريبة وأحجار براقة.
"ولكن قبل ذلك، هناك شخص يريد أن يلتقي بك.
في تلك اللحظة، ظهر شاب طويل ذو شعر ذهبي وأجنحة لامعة. كانت له نظرة حادة وثقة بالنفس و الجمال الهائل الذي سحر جوليا... "أهلاً بك يا صغيرة.. أنا أبولو، إله الشمس والضوء."
"جوليا، هذا أبولو،" قال زيوس. "سيساعدك إذا إستشرتيه خصوصا في القوس و الموسيقى"
"سررت بلقائك، جوليا،" قال أبولو بابتسامة لطيفة. "أنا متحمس لمعرفة ما تستطيعين فعله يا فتاة الحجر"