سكان الطابق الرابع والعشرين

250 2 0
                                    


 يوميا وانا عائد من الطريق السريع والذي هو ليس بالسريع  فعليا ,يراودني سؤال عن شعور من يسكنون هذه الابراج الشامخة المضيئة المرصوصة علي طول الطريق بماذا يشعر سكان الطابق الرابع والعشرين البعيدين عن الزحام والدخان والعوادم والمعدمين هل يشعرون كما كان يشعر الاسكندر وهو يملك الدنيا بأسرها هل يشعرون بما شعر به قارون وهو يحتكر  كنوز الارض هل يشعرون انهم استحقوا هذا المكان دون المهرولين في الاسفل هل يشعرون انهم اخذوا هذا المكان لقوة ما او نبل ما  ام انهم يشعرون كما شعر نابليون عندما حطم انف ابو الهول وكأنه بذلك اذل هذه الحضارة العريقة وغزا ارضها رغما عن انفها بالمعني الحرفي هل يشعرون مثله بانهم اذلوا الجميع ليصعدوا لأعالي السماء هل يستمتعون وهم يبصقون علي العالم من اعلي  و ينظرون الي الحشرات "المتأنسنة"  في حركتها البلهاء العشوائية اسفلهم ويتأملون منظرهم وهم يحركون افواههم بلا صوت حقا اود لو اعرف هل يسكنون البنايات العالية لضيق المساحات وصعوبة الانتشار بشكل افقي ام ان الطوابق المرتفعة فيها شيء من النشوة والعلو وكأنها ترتقي بصاحبها فينظر للناس كما تنظر اليهم آلهة الأوليمب مجموعه من محدودي القدرات يأكل بعضهم بعضا في صراعهم اليومي علي الحياه

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Dec 16, 2022 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

يوميات واحد من الخمسةWhere stories live. Discover now