طرق وقت الغداء الأبواب متأخرا اليوم، اجتمع من في المنزل حول مائدة الطعام. أليس من المفترض أن مازن أعد الطعام على عجل قبل ذهابه؟ لما يبدو كما لو أنه لوحةُ فنيةُ هاربة من المتحف؟
بدأ الجميع بتناول الطعام بصمت من الغريب عدم تواجد مازن على رأس الطاولة. أصوات احتكاك الملاعق بالصحون هي فقط ما يسمع، حتى وليد هادئُ على غير العادة. مازن هو من يصنع الألفة في هذا المنزل وغيابه مع اثنين أخريين غريب ولم يسبق حدوثه بهذا الشكل. قطع ذلك الجو الكئيب صوت هاتف المنزل الأرضي ليرفع سيف نظره نحو كمال وكيان طالبًا من أحدهما الرد كما لو أنه يعرف بالفعل هوية المتصل.
تحركت كيان قبل كمال ورفعت السماعة لتبتسم وتقول بصوت مسموع: "أخي يمان إنه أنت حق!" وقبل حتى أن تكمل نطق اسمه كان الصغيرين فوق كتفيها مجاورين لرأسها واضعي أذنيهما قريبًا من السماعة قائلين بِصَوْت واحد غمره الفرح "أخي المجتهد الباحث!"
ومن الطرف الآخر تنهد يمان بوضوح "المجتهد الباحث! ألم يحن الوقت لتغيير هذه الألقاب بعد؟"
أجابت كيان رغم صعوبة الأمر لأن الصغيرين حرفيًا قد التصقا بالسماعة "تغيرها يعني تغيير لقب الزعيم أيضا، وحسب معلوماتي فأنت لن تحب أن يغير أحد اللقب الذي أطلقته بنفسك على أخي مازن، آه بالمناسبة لِمَ لم تجب عندما أتصل بك الزعيم كما العادة؟ لقد كان قلقًا بأن مكروهًا ما قد أصابك، أنت بخير صحيح؟"
"أجل، أجل أنا بخير كل ما في الأمر أن هاتفي قد نفذت بطاريته وأنا في الخارج"
"هكذا إذا... وليد كتفي ليست حصان لتركبها هكذا! أنزل يا شقي" لم يبد على وليد أنه سوف ينزل في وقت قريب، لذا ناولته كيان السماعة عله يعتق سراح كتفها المسكين.
وفورًا ودون تضيع أي لحظة صرخ وليد بسماعة الهاتف:
"أنت قادم صحيح؟ لا أعذار، الزعيم بنفسه قال ذلك"
"الزعيم بنفسه قال ذلك لأميرة مرتان، مرتان هل تصدق ذلك!" أميرة التي اختطف السماعة من يد وليد داعمتًا الأمر بحديثها، أسقط الأمر بيدي يمان ليجيب هذان الصغيران قائلا: "إذا كان أمرًا من الزعيم فلا أتجرأ على الرفض، لكن كما تعرفان علي الانتظار حتى أحصل على الأمر مباشرًا منه وبكلماته الخاصة،لا أريد الوقوع بمتاعب مع الزعيم" ختم جملته بضحكة صغيرة على نفسه وعلى طريقة كلامه المبجلة لزعيمه هذه.
ومن ثم أكمل "هل الزعيم مشغول في الوقت الحالي؟ هل أستطيع التحدث معه؟"
ردت كيان وهي تغير الأذن التي تسمع منها فالصغيران تمت منادتهما أو بالأحرى أمرهما من قبل سيف بالعودة لمكانهما وإنهاء صحنيهما، لذا وأخيرًا سمح لها بالتحدث بحرية "في الواقع هو خارج المنزل في الوقت الحالي"
أنت تقرأ
فِي أَرْضِ الصِّبَا : مَا دُمْنَا مَعًا
Adventureيصف مازن حارث نفسه بالشخص البسيط، وُلِدَ وترعرع في أرض الجبل في مزرعة أجداده الجبلية بين الخيول والبقر وحقول الذرة، أولوياته في الحياة واضحة... أولًا: أن يعيش إخوته حياة سعيدة. ثانيًا: أن تكون بطون هؤلاء الأخوة ملئ بالطعام وعقولهم بالمعرفة. ثالثًا:...
