وسط زخات الأمطار الغزيرة ... وسط ذاك المكان المظلم .. كانت تلك الأرض الرطبة تحتضن جسدها المليء بالجروح والطعنات بحنان .. وكأنها تحاول إمتصاص ألمها في أخر أنفاسها .. تشحعها على الإقتراب منها ...
شعرت بتلك اليد التي لامست جسدها لتقوم بقلب جسدها لترى السماء الملبدة بالغيوم السوداء والتي تبدوا كشخص يبكي بحرقة وألم لشدة غزارة أمطارها ...
تقابل السماء بعينيها الباهتتان ... في تلك اللحظة، فكرت هل سيبكي أحد علي يا ترى ؟ أم أني سأكون مجرد شيء عابر بحياتهم لا يفرق وجوده من عدمه ..
لامست لك القطرات وجهها لتبدوا كمن يريد مواساتها وابعاد حزنها .. ابتسمت داخلياً بأسى .. ربما هذه ستكون النهاية .. نهاية تلك الألام التي بدت كسلاسل تقيدها .. ربما وأخيرا هي ستتحرر من تلك السلاسل ويخرج ذاك الطير الحبيس من سجنه ..
ولكن ما الفائدة ؟؟
فهذا الطير قد تم كسر جناحيه بالفعل فحتى لو كسر باب السجن سيبقى جالساً على أرضية السجن الباردة يراقب الخارج بشوق دون القدرة على الشعور بتلك الحرية التي لطالما تاق لها ..يا ترى منذ متى بدء هذا الألم يستوطن بأعماق قلبي ؟!
هل كان ذلك عندما مدت لي تلك اليد أم أنه كان منذ بداية ولادتي ؟!طفلة حديثة الولادة تركت على باب الكنيسة بليلة ماطرة بسلة مهترئة من القش .. تبكي وتبكي لعل أحد ما يأتي ويضمها لصدره فيبعد ذاك الصقيع الذي أحاط جسدها في تلك الليلة الباردة ..
هكذا كانت أيام كلوي الأولى .. انتشلتها تلك الراهبة من سلتها ضمها لصدرها وتغطي جسدها العاري بقطعة من القماش لعلها تدفى جسدها البارد ..
YOU ARE READING
Dancing on The Glass ..
Fantasyالألم الذي أحاط بقلبك، وتلك الأفكار السوداء التي ملأتك لم سوى إشارة ودليل على محاولاتك بأن تكون قوياً ...