chapter 2

518 47 7
                                    

مرت عدة أيام منذ أن سكن اخوة ليليان معها في ذات المنزل لقد شعرت بسبب هذا الشيء بنوع من خيبة الأمل بالنسبة لقد كانت تعتقد أنها سوف تحصل على بعض الحرية بمجرد موت زوجها العجوز الذي جعلها لفترة طويلة تُكرس كل وقتها له رغم كرهها الشديد تجاهه و تجاه الحياة التي تعيشها لكنها بقيت بجانبه لأنها تؤمن أن كل شيء سيء تفعله سوف يُرد إليها لذا اعتنت به كما يجب أن تعتني الزوجة بزوجها .


لقد جعلت غرفة زوجها الميت لأخوانها الصبيان اما اختها كانت تنام معها في الغرفة الاخرى على نفس السرير ، ذات ليلة كانت ليليان تفكر بأحلام قد لا تتحقق لكنها كانت تجعلها تصبر على حياتها هذه ، كانا تتخيل نفسها ترتدي أجمل الفساتين و ليس تلك الثياب الرديئة الموجودة في الخزانة و أنها يمكن أن تعيش في غرفة جميلة و دافئة و ليست غرفة في كوخ ريفي قديم ، كانت الإبتسامة على وجهها قبل أن تقطع اختها حبل أفكارها و تنادي عليها: ليليان هل انتِ مستيقظة ؟

اختفت الإبتسامة من على وجهها و التفتت إلى اختها و قالت : ماذا هناك فيكتوريا ؟

- أردت ان اتحدث معك بما انك اختي الكبيرة أريد أن استشيرك بموضوع.

- تكلمي ما هو هذا الموضوع؟

- تعلمين أنني سوف ادخل سن السابعة عشر قريباً .

- لا اعلم و لا يهمني أن أعلم.

- غير مهم الآن لقد تقدم لخطبتي رجلان أحدهما انا احبه و الآخر امي تريد مني أن اتزوجه لأن حالته المادية ميسورة الحال ، أنا الآن واقعة في حيرة من أمري و لا أعلم بأي شخص أوافق، برأيك اي منهم يجب علي ان أوافق عليه ؟

تنهدت ليليان و سألتها : من هذا الشاب الذي تحبينه و من يكون ذلك الرجل الميسور الحال ؟

- الذي أحبه هو توماس .

عقدت ليليان حاجبيها و سألتها : لحظة توماس ذلك الشاب الاصهب الذي يبيع الخبز ؟

- أجل إنه هو و الآخر هو السيد آرنولد صاحب محلات الحليب .

-لحظة واحدة هذا الرجل يبلغ من العمر خمسة و أربعين عاماً كما انه تزوج عشر مرات هل انتِ جادة ؟

- و هذا ما قلته لأمي لكنها قالت لي أن حالته المادية جيدة و سوق يجعلني اعيش براحة .


رفعت ليليان ظهرها من على السرير من أجل أن تجلس و نظرت الى اختها و قالت لها : اسمعي خذي نصيحة اختك التي تزوجت من رجل عجوز ، توماس في بداية حياته كما أنه قد بدأ بالعمل في الفرن و بيع الخبز منذ أشهر و اذا كان هو الآخر يحبك سوف يقدم لك كل شيء يستطيع تقديمه لك كما أنه شاب أما هذا العجوز لا تصدقي انك سوف تعيشين معه براحة كلها فترة قصيرة و يصبح عاجزاً و تكوني مجبرة على العناية برجل كهل كما أنه ليس ميسور الحال الى هذه الدرجة كما ان هناك أشياء تحتاج إليها المرأة غير المال ربما لو كان أصغر كنت سوف اقول لك بأن تقبلي به لكن لا تتزوجي من رجل على وشك أن يدخل الى سن اليأس

- أجل فهمت شكراً لأنك قلتي هذا لي ، لكن ليليان ما هي هذه الأشياء الأخرى التي تحتاج إليها المرأة غير المال ؟

- عندما تتزوجي سوف تفهمين لكن اولاً تأكدي من حب توماس تجاهك من أجل أن لا تتعبي معه .

ابتسمت فيكتوريا و قامت بمعانقة اختها بقوة مما جعل الأخيرة تنزعج من العناق و كانت على وشك ان تختنق ابعدتها عنها بعد أن فصلت العناق و قالت : دعينا نخلد للنوم انا متعبة .

- حسناً .

اغمضت ليليان عينيها و غطت بالنوم ...






تمشي هي مرتدية فستاناً أبيض على حقل من زهور بيضاء على الاغلب هي زنابق و قد كان الدم يغطي قدميها الشاحبتين نظرت هي حولها و كانت تبدو مثل شخص يعرف هذا المكان

نظرت الى ثيابها و قد كانت هي الأخرى ملطخة بالدماء

بدأت النيران تشتعل من حولها و قد كانت الورود لا تحترق شعرت هي بالخوف من هذا المنظر و بينما كانت تبحث عن منفذ للنجاة رأت رجلاً ينظر إلى النيران من دون أن يتحرك إنشاً واحداً

ركضت إليه من أجل أن تستنجد به و بمجرد ان التفت الرجل الأشقر نظر إليها بعينيه ذات اللون القرمزي و قد بدأت الدماء تسيل من عينيه مما جعل الخوف يتسلل إلى داخلها بشكل اكبر

كانت تنظر حولها من أجل أن تجد اي شيء قد ينقذها لكن لا فائدة إنها محاطة بالنيران من كل الجهات

و بدأت أصوات أجراس الكنيسة تعلوا و تتكرر بلا توقف ، و بسبب هذه الأصوات العالية جلست على الأرض و هي تضع يديها على اذنيها من أجل أن لا تسمع




فتحت ليليان عينيها و نظرت الى سقف الغرفة لبعض الوقت لقد جعلها هذا الحلم تشعر بالتعب وضعت يدها على رأسها و قالت : من الجيد أنه مجرد حلم لكن لماذا احلم بهذا الرجل الغريب ؟ هل اعرفه من قبل ؟ عيناه كانتا حمراوتين هل يعقل أن يكون شيطاناً .

رفعت جسمها من على السرير و نظرت الى النافذة كانت الشمس قد اشرقت و يبدو أن فيكتوريا افاقت منذ وقت مبكر .

بينما كانت ليليان تحاول تجميع أفكارها دخلت فيكتوريا إلى غرفتها و قالت : صباح الخير ليليان.

اومأت ليليان برأسها لأنها ليست من النوع الذي يتكلم مع الناس بمجرد ان يستيقظ .

- هل سوق تأتين معي إلى الكنيسة اليوم ؟

نظرت ليليان إليها و سألتها : لماذا أذهب إلى الكنيسة؟

- إنه يوم الأحد هل نسيتي ؟

- آه حسناً سوف اغير ثيابي بعد قليل .

خرجت فيكتوريا من الغرفة من أجل أن تقوم بتجهيز إخوانها من اجل الذهاب الى الكنيسة أما ليليان كانت لا تزال في السرير و قالت لنفسها : ربما لهذا السبب سمعت أصوات الاجراس ، حسناً لا يهم يجب ان اجهز نفسي .





◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇◇








نزيف الزنابق || Yuukoku No Moriarty حيث تعيش القصص. اكتشف الآن