1

4 0 0
                                    

رحتُ أستَنشِقُ رائحة البارود التي تعصف بأنفاسي مُنذُ اندلاع الحرب على العراق عام"2003"تلك السنه الهستيرية التي تعالت فيها الضحكات المتقطعة بالبكاء واودت بحياة الكثير من الدموع التي ترقرقت جرّاء الرعب الذي اكتنفها وتلك الاصوات المدوّية من شده الحرب يكل بقاع الوطن٬ارتدت الحرب ثياب القتل وتنكرت بزي الرسامين لتجعل من نفسها لوحه ملطخه بملامح الابرياء من الاطفال وجعلتْ من دمائهم طلاءً لها لإكمال ذلك الفن المروع كل ذلك بعد سقوط عاصمة الثقافه العربيه بيد قوات الاحتلال الامريكي بقياده الولايات المتحدة وكان ذلك يوم الاربعاء الموافق التاسع من ابريل عام"2003" ومع استمرار الاستحواذ على المدن والازقه و المحافظات أُلقيَ القبض على ذلك السيف الذي ارهب العالم بلمعان حدته يوم السبت الموافق السادس من ديسمبر عام "2003"بعد محاولات عدة للعثور عليه بعمليه سُمّيَت بالفجر الاحمر قرب مدينه تكريت .كان صغر عمري يسبق الكبر عندما أطلقتُ بصري لأبصر الدنيا لكن تلك العتمه الباهره غطت عيناي منذ صغري وانا ذات الثمان سنوات وانا اشعر ان هناك مأساة في صدري الا هو العراق المستنزف كان يرفع طرفيه العلويتين الى اعلى مخيلتي وكأن اصابعه احدى تلك الغصون اليابسه لاشجار حلت عليها لعنه الهجر كان العراق  يصرخ على مر السنين الى اين ستجري الحروب؟... كان صراخه عندما ركضت خلف ماضيه احاول استنشاق رائحه الليل المعبأه بتاريخه المدفون تحت مخلفات الحروب وملامح ازهاره البريئه باتت سوداء لانها تشبعت برائحه البارود التي تساقطت على اجزائها وبالنسبه لآثاره فقد تهددت بالانقراض.بالتزامن مع صرخات النساء على ارواح اطفالهن وصراخ الأطفال المهترئ الرخيم المكلل باليُتم التي تمزق مسامعي كُنت اجلس على طاولتي الشائكة وكرسيي المنحني كوطني تمامًا وكانت الاوراق والمحبرة  رهينه الصُحف وهي تتودد اناملي لتسودها بغبار الواقع الحالك بينما تنهار السقوف والمدامع تُصفعُ بالخيب الامنتهي وكل لحضه اكتب قصيده والقصيده تؤلف قصائد وفي كل قافيه الف عالم والف مَعْلَم والف اثر يحتضنه الوطن ويتوسد في كل وزنٍ منها وطنٌ امتلأتْ حدائقه العامه بالجثث المتجمده التي تقهقه بالم مثيرةً غضب القبور تلك الجثث الجثث باتت تشعر بالدفئ لتراكمها قبراً تلو الاخر والاخر تلو الاخر الى ان اصبحت مقبره ومقبره تجُر الاخرى حتى أمسى العراق يغص بالموتى...

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 02, 2023 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

جُرح الرافِدين وَغُربَتيWhere stories live. Discover now