1.طِفل

61 13 9
                                    


_ لا أُصدق ذلك، إنني أحمل في داخلي جزءًا مِنكَ

فاضت دموعها مِن عيناها فرحاً بذلك الخبر الذي لطالما انتظرتهُ، لمست بطنها بِحُب كأنها تتلمس الجنين الذي بداخلها

لم تسعها فرحتها حين عَلِمت أنها ستُصبح أُماً، ناظرها بحُب كبير واضعاً كفهُ الكبيرة فوق كفِها

_ ولا أنا أيضاً لا أُصدِق

تمتم بسعادة كبيرة، يشعُر بداخلهُ يُغمَر دِفئًا لذلك الخبر السعيد، سيصبحون عائلة جميلة صغيرة

_ سنهتم به كثيرًا و لن نجعلهُ يحتاج إلى أي شيء صحيح سيدريك؟

ناظرها بِحُب ثم جذبها لاحضانه بِرفق مُجيبًا إياها :
_ سنغمرهُ حُبًا وكأنهُ الطفل الوحيد في العالم

______________________________

بعد ثمانية أشهُر
_____________________________

_ يا إلهي، تبًا لك سيدريك أنت السبب في هذا، يا إلهي

صاحت بألم وهي تضع يدها على بطنها المُنتفخة بشدة

مدت يديها ساحبة شعر الجالس بجانبها خلف المِقود، صاح بألم لفعلتها فإلتفت لها صائحًا :
_ أيُمكنكِ ان تهدئي قليلًا سنفتعل حادث بسببك

شعرت بموجة ألم أخرى جعلتها تصيح بألم وتشد شعرهُ مُجددًا مُكررة تلك الجملة التي ترددها مُنذ شعورها بألام المخاض
_ تبًا لك، كُلهُ بسببك أنت

حاول سحب خصلاته من بين يديها لشعورهُ بها تكاد تُقطع بسبب شدها عليها وبالفعل إستطاع جعلها تفلتها لكنها بدلًا مِن ذلك أطبقت بأسنانها على يدهُ تعضهُ بقوة جاعلة منهُ يصرخ بألم سابًا إياها

و أخيرًا بعد معركة بينهم في السيارة طول الطريق للمستشفى وصلوا أخيرًا

نزل سريعًا و إتجه لها حاملًا إياها هي و الحقيبة الصغيرة خاصة الطِفل

جلس في الخارج بتوتر كبير وقلق يتمنى أن تخرج إليه زوجتهُ وصغيرهُ كِلاهُما بخير

بينما في الداخل كانت تصرخ بألم وهي تستمع لـصوت الطبيبة يُردد :
_ تنفسي و إدفعي لقد إقتربنا

أخذت نفس عميق ثُم نفذت طلب الطبيبة و دفعت شاعرة بألم لا يُطاق و كأن الكثير مِن العِظام تُكسر في نفس الوقت

_ مرة أُخرى وبقوة إقتربنا

نزلت دموعها مِن شِدة الألم و دفعت بكُل قوة تملكها، ثواني فقط وصدح صوت بُكاء الطِفل مُعلِنًا عن وصوله لهذه الحياة

تنهدت بتعب وهي تستسلم مُغمضةً أعيُنها فاقدة الوعي

بِضع دقائق وخرجت المُمرضة وفي يدها لُفافة صغيرة بيضاء إستقر عليها الصغير حديث الولادة

إستقام بلهفة مُتجهًا لها، نقل نظراتهُ بينها وبين الصغير مُغمَض الأعيُن في تردد كأنهُ يسألها أهذا هو صغيره الذي انتظرهُ شهور طويلة؟

إنْتِماءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن