CAKE

724 45 10
                                    

داخِل مَقهى فارِغ الإنس، ضَوضاء خَفيفة وَالأضُواء خافِتة، هُناكَ مَن يَجلس فِي آخِر الطاوِلات حَيثُ تَقبع كَعكة صَغيرة امامَه مُزَينة بِشمعة واحِدة.

وَبِجانِبَهُ هاتِف يَظهِر الوَقت وكانَت السَاعة 11:56 مَساءً.

قَد كانَ مُنحَنِي الأكتاف وتَكَورَتْ غَصةً وَجدَت مَنزِلها داخِل حُنجِرَتَهِ، وَتَسجِيل صَوتِي مَصدَرهِ الرادِيو عَلى طاوِلة الطَلبات.

"يُقال مِن عِدة شُهودٍ بِأنَهُم شَهَدوا عَلى غُولاً يَأكُل لَحماً بَشَرياً، اي انَ الغِيلان لَم تَنقَرض حَتى الآن! يُرجى البِقاء فِ-"

قُطِع التَسجِيل مِن قِبل احدَ النادِلين باسِماً بِسُخرية.

يَبدو انَهُ لا يُؤمِن بِهذهِ الإشاعَات والتِراهَات.

"12:00"

عِندَما تَوَقَفَتْ السَاعَة عَلى الثانِية عَشر مساءً رَنَ الهاتِف مُعلِناً دُخُول يَوماً جَديد وعاماً آخِر يَنضَم الى عُمرَهِ.

حِينما استَمَر الرَنين اضطَر الى النَفُخ بِخفةِ عَلى الشَمعة وايِقاف المُنَبه.

بَدتْ حَتى الغُيوم مُنزَعِجة مِن بُرودَهِ لِتُقرر انّْ تَرِدَّ الإزعَاج بِسَكُب مِياهُها.

وَ کْ نَتِيجة لِردَة فَعلَه، نَقلَ حُدقَتَيهِ نَحوَ النافِذة بِجانِبَهِ تَماماً.

هُوَ لَم يَجفِل عِندَما هاجَمَتِهِ قَطَراتً عَديدة والَلاتي قَد تجاهَلْنَ الحاجِز الزُجاجِي لِيتَلَقْنَ العِقابَ بِأنهِيارهْنَ مُنهَزِمات عَلى الأرضِ.

ثُمَ اعادَ النَظر نَحوَ الكَعكَة، مَدَّ يَدَهُ لِيأخُذ السّكينة مُحاوِلاً تَقطِيعَها لَكِنَهُ كانَ يَرتَعش.

اخَذَ يَقضُم شَفَتَيِهِ واستَسلَم آخِذاً الكَعكَة الى الخارِج بَعدَ دَفعَهِ للفاتُورة.

اسفَل المَطر مُبتلاً تَوَجَه نَحو احَدَهُم يَستَقر عَلى الأرضِية مُتَشَرِداً وَكانَ الحُسنَ يَطوُف حَولَهِ.

لِيتوَقف امامَهِ ونَظَر المُعني لَهُ بِبَسمة لَم يَستَطعْ تَخمِينَ مَعناهَا ان كانتْ ساخِرة ام بَريئة.

ارتَكز نَظَره عَلى نُقطة سُوداء تَحتَ احدى عَينَيه، وكانَ مَكانِها حَقاً مُمَيز.

رُبما مُبادَلَتِهِ الإبتِسامة قَد يَكونَ مُسِر لَهُ ... اليسَ كَذلِكَ؟

جَثى وَوَضعَ الكَعكَة امامِه مُتَخذاً الأرض اريِكةً لَهُ يُراقِب الآخر الَذي يُباشِر بِتَناوِلها.

"أهُوَ عِيد مَولِدك؟"

مُصارَحَتهِ لَن تَكونَ مُضرة.

"انَهُ كَذلِك"

تَمُوضع القَرفصاء وَهوَ يَسمع تَهنِئة الاشقَر لَهُ.

"عَيد مُولد سَعيد يا مينهو"

استَغربَ اولاً لِينتَبه الى اسمَهِ المَنقوش عَلى الكَعكة وابتَسم ثانِياً لِه.

شَعرَهُ ذَو اللَون الذَهَبي كانَ يَشع بِشَكلاً جاذِب جَعل مِن مِنه يَشعُر بالغِيرة ... قَليلاً.

لِيَستَفسر عَن إسمَهُ مستَعيِناً بِنَظراتِهِ والَتي استَطاع فِهمِها الآخِر.

"سّام، إسمي دِيفيد سّام"

"يُصِيبَني شُعور الغِيرة يا سّام، رُغم وَضعَكَ"

وَضَحكَ الآخر بِهدوءٍ قاضِماً بَعضاً مِن الكَعك.

"يَجب عَليَ الذَهاب، اراكَ لاحِقاً"

لِيومأ أشقَر الشَعر.

_________________________________________

بارتات قصيرة!

330 كلمة

CAKE | HH ✔حيث تعيش القصص. اكتشف الآن