المشهد التاني.

91 10 1
                                    

ـ بس أنتِ منافقة يا نور.
ـ أنا! أنا يا عهد منافقة؟
وبحِدة أكتر قالت:
ـ أيوا، لما تسمعي مني وتقوليلي عندك حق، واعرف إنك سمعتي منها وقولتلها أن أنا اللي وحشة يبقى منافقة يا نور.
أتلخبط، حاولت ألملم شعري من احراجي وقولت:
ـ ده... ده حقيقي، بس... بس أنا بسمع من كل طرف فيكم وبكون متلخبطة، كل واحد بيحكي من وجهة نظره! طبيعي أتلخبط.
ـ مش مبرر! مش مبرر أبدًا.

هي ‌ليه بتعاملني كده؟ ليه مصممة تطلعني وحشة؟ طبيعي كل واحد بيحكي المشكلة من وجهة نظره، وطبيعي لما اسمع من وجهة نظرك هقول أن الطرف التاني هو اللي غلطان، اصل... أصل محدش هيطلع نفسه غلطان! وحقيقي أنا بكون وسط نارين! مش عارفه المفروض أكون في صف مين! الاتنين صحابي، والأتنين بيحكولي من وجهة نظرهم هما، وبالنسبالي مش هعرف احكم غير لما يتواجهه هما الأتنين! كده أنا منافقة؟!

ـ يووه يعني أنا أعمل أيه؟
خبطت على وشّها بنفاذ صبر وقالت:
ـ يا نور ركزي شوية، كلام الناس كتير، ممكن افهم أنتِ عايزة أيه؟ ملكيش دعوة بكلام حد!
بصيت في عيونها، أفتكرت حلمي وأفتكرت الشركة اللي وافقت تساهم معايا في المشروع، ابتسمت وقولت لها:
ـ عايزة أمشي في حلمي بقى يا دنيا، مكنتش متخيلة أبدًا أن شركة زي دي هتوافق تدخل معايا كشريك بسهولة كده!
ثانية بالظبط وأفتكرت الناس! أفتكرت كلامهم كله؛ عشان كده كملت وقولت بقلق وتوتر:
ـ بس أكتر من حد خوفني! ناس كتير قالتلي أجري! المفروض أعمل أيه يا دنيا؟ أسمع كلام الناس وأمشي من سكات؟ ولا أرمي كلامهم وراه ضهري وأكمل في طريقي؟
سكتت... سكتت وبعدها أتنهدت وقالت:
ـ مش عارفه! خايفة أقولك سيبك من كلامهم يطلع كلامهم صح وتغرقي! وخايفة أقولك أمشي وراهم تخسري حلمك!

وبعد حيرة وتردد خسرت حلمي! خسرت حلمي وقعدت حاطة أيدي على خدّي مستنيه أي فرصة جديدة... مع... مع أن الفرصة كانت في أيدي وأنا اللي ضيعتها!

ـ يا بنتي مش كويس، الناس كلها بتعيّب فيه!
ضيّقت عيوني وقولت بندفاع:
ـ بس أنا مشوفتش منه حاجة وحشة يا ماما! ولا حتى أنتِ!
وبتردد قالت:
ـ بس كلام الناس.. أنا مش عارفه بقى!
خدت نفس بالراحة عشان أهدّي نفسي، طبطبت على أيديها وقولت:
ـ أنا مش همشي وراه الناس المرة دي يا ماما، خليني أمشي بدماغي وبعقلي!

ولأول مرة مستسلمش لكلام الناس! شخص محترم وابن ناس متقدملي، ولما سألنه عليه شوية قالوا كويس، وشوية قالوا لا ده فيه وفيه! مكناش فاهمين مين الصح! لكن أنا عقلي بيقولي أن هو كويس، هو شخص يستاهل أديّله فرصة، وفعلًا أتدله فرصة! وكانت أعظم فرصة على الإطلاق.

ـ ألحق يا يوسف.
ـ في إيه؟
بصيت على... على البوست اللي ظهر قدامي في التايم لاين، مكنتش مستوعبة اللي مكتوب، قرأته تاني وتالت وبعدين قولت:
ـ البنت اللي كانت بتحذرني من الشركة اللي كنت هتعاقد معاها.
ـ مالها؟
ـ أتعقدت معاها! بعد ما قالتلي أمشي ووو لقتها أتعقدت معاهم!
ابتسم نص ابتسامة ولقيته بيقول:
ـ ده يعلمك يا نور أنك مترميش ودنك لحد تاني.

حقيقي مكنتش مستوعبة! وفي لحظة لقيت كل اللي حصل فيا بسبب كلام الناس بيتعاد قصادي، كلامهم بيتردد في ودني!

ـ بلاش الشركة دي، دي نصابة وهتنصب عليكِ.
وفاجأة الشخص اللي قالي كده راح لحضن الشركة النصابة!

ـ لا لا خليكِ بكرا تلاقي فرصة احسن، أنتِ مستعجله ليه؟
ومجتش فرصة أحلى، وخسرت حلمي وفضلت أنا في مكاني!

ـ بس أنتِ منافقة، عيب اللي بتعمليه ده!
وبسبب كلامهم أقتنعت أني منافقة وبقيت بخاف أتكلم!

ـ ده واحد مش كويس، بخيل وأهله مش كويسين.
ولأول مرة ممشيش وراهم، واللي أكتشتفته أن هو أكتر واحد أيده مخرومه زي ما بيقولوا في الكون! وأهله أكتر ناس طيبين على الأرض! عرفت أنه حبني من أول مرة شافني فيها، ولو يطول يجبلي الدنيا كلها تحت رجلي هيعمل كده!

وفي لحظة إدراك أكتشفت أني لما سديت ودني من كلام الناس كسبت! كسبت رجل وقلب حبيته وحبيني، وعرفت برضه أني لما فتحت ودني ليهم خسرت حاجات كتير، حاجات متتعدّش؛ لكنها بتتعوض! أكيد ربنا هيعوضني.

ـ جايبلك خبر هايل.
كان يوسف جاي بيجري وهو طاير من الفرحة، ضحكت على حماسه وسألته:
ـ خير يا حبيبي؟
ـ في شركة كبيرة أوي اسمها wr كلمتني وعايزة تتعاقد معاكِ.
مكنتش مصدقة اللي سمعته! تنّحت لخمس ثواني وبعدها وقفت بكل حماس وأنا بسقف بأيدي زي الأطفال وبقول:
ـ بجد يا ويوسف؟
ـ بجد يا عيون يوسف.

وهنا بس أفتكرت أن ربنا فعلًا بيعوض، بيعوضنا عن أي حاجة وحشة وكل حاجة ضاعت مننها، وفي يوم وليلة لقيت نفسي بحكي لكل الناس على عظمة أعمال الله لعباده! عظمته الغير متناهية أبدًا!

"لا تُسلم أذنك وتفكيرك لثرثرة الأناس حولك؛ فهم يريدون أن تعود للخلف، يتلذذون في وقوفك في مكانك كما أنت، والقلّة القليلة هي التي تُريد لك الخير بحق! عليك أنت تنتبه جيدًا يا عزيز"

#تمت
#عشوائيات_ااواقع
#نورا_سعد
لو المشهد عجبك هستنى رأيك في باقي القصص اللي على الأكونت او اللي في الجروب، ومتنساش الفولو عشان اي جديد ينزل يوصلك♥

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 10, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

عشوائيات الواقع. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن