انه يوم تخرجي اليوم الذي أقف فيه في المنصة لأحمل تلك الشهادة التي درست خمس سنين متتالية لأحصل عليها
في يوم كهذا من المفترض أن اشعر بالفخر بنفسي
من المفترض أن أكون سعيدا لكوني أنهيت الطريق الطويل و الشاق الذي سلكته طوال تلك السنين
من المفترض أن أكون مع أصدقائي و عائلتي للالتقاط صور تذكارية لحفل تخرجي
من المفترض أن أضحك أن أحس بالشعور الذي يحس به جميع من حولي من المفترض أن أكون شخصا عاديا
من المفترض أن أكون مع أشخاص أحبهم أثق بهم أشاركهم سعادتي و فرحتي بهذا اليوم
من الفترض أن يحدث كل هذا لكنه لم يحدث شئ من ذلك أنا الان وحيد في يوم تخرجي
وحيد وسط زملائي في الصف وحيد وسط المجتمع وحيد لدرجة أنني لم أعد أحس بمن حولي
لم أعد أحس بشيء
أنا الان أبتسم أضحك و أتصرف كشخص طبيعي للابقى كذلك أمام الجميع للانني لا أريد أن اظهر كشخص كئيب مثير للشفقة للانني لم أعد أحتمل شفقة أحد في هذا العالم
الشركة التي كنت اعمل بها عرضت علي عقد عمل ووافقت بدون تردد ليس للانني أحب العمل هناك بل للانني لا أملك مزيدا من الطاقة لأبحث عن عمل أفضل
لا أملك الطاقة لفعل أي شيء لذا أحاول على الاقل أن اقوم باللأساسيات في حياتي اي أن أستيقظ صباحا أغسل وجهي أتناول الفطور و أذهب للعمل
أريد أن أعيش هذه الحياة الرتيبة الى أن أموت
أريد أن أبقى طبيعيا في نظرة المجتمع
هذا كل شيئ
شاب في بداية العشرينيات كانت هذه هي حياتي
أجل لقد فقدت شغفي في الحياة منذ زمن
و كأن لا شيء في هذا العالم أصبح يشعرني بالشغف للاستيقظ صباحا من أجله
لا أدري منذ متى حدث هذا و كيف لكنه حدث و حسب
بعد تخرجي تركت الشقة الموجودة في الحي الجامعي الذي كنت أعيش فيه و بدأت في البحث عن شقة قرب مكان عملي لكي أوفر علي عناء التنقل بالحافلة كل صباح
كل الشقق التي بحث عنها قرب مكان عملي وجدتها غالية الثمن لذا لم يكن لدي خيار الا البحث عن شقة مشتركة مع زميل سكن
لا احب الاختلاط مع الناس لكن لم يكن لدي خيار أخر علي أن أوفر المال للاشتري سيارتي الخاصة و المال الكافي لمستلزماتي الاخرى
بعد بحث طويل وقع اختياري على شقة جميلة وجدتها الاقرب لمكان عملي كما وجدت ثمن الايجار مناسبا لوضعي الحالي يبدو أن مالك الشقة يبحث عن زميل سكن لذا اتصلت به وحددت معه موعد اللقاء
جمعت كل أغراض غرفتي الحالية و تخلصت من البعض كان يوم متعبا بالبحث و التنظيف اسلقيت على سريري و غفوت سريعا بمجرد اغلاق عيني
اخدت يوم عطلة من العمل هذا الصباح للالتقي بمالك الشقة و أجمع اغراضي كان يوما عاديا كباقي الايام استقيظت صباحا و تناولت فطوري ثم توجهت الى الشقة الجديدة
عندما وصلت أمام باب المنزل اتصلت بمالك الشقة و انتظرت قليلا الى أن فتح لي الباب
كان شابا يبدو عليه في بداية الثلاثينيات من عمره ذو شعر أسود منسدل على حاجبيه يمتلك عينان حادتان و بشرة صافية
استغرقت في النظر الى عينيه التي بدت لي في البداية بلون رمادي فاتح الى أن تغير لونها الى ازرق سماوي ما ان سطعت أشعة الشمس التي كانت مخفية وراء السحاب
لا ادري كم من الوقت استغرقت بالنظر الى عينيه الى أن افاقني صوته الرجولي الهادئ
أهلا هل أنت المستأجر الجديد؟
أجل هذا أنا اسمي ارين سعدت بلقائك
اسمي ليفاي و أنا كذلك فلتتفضل بالدخول
أجل شكرا لك
لم أكن أدري في تلك اللحظة أن هذا اللقاء سيكون بداية صفحة جديدة في حياتي
... حياتي التي تخليت عن شغف عيشها من زمن
أنت تقرأ
عندما تدرك معنى الحياة
Lãng mạn...تبدأ حياتك محاولًا فهم كل شيء وتنهيها محاولًا النجاة من كل ما فهمت