#الفصل_الثاني
اللهم أنت الملك لا إله إلا أنت ربي، وأنا عبدك لمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله بيديك، والشر ليس إليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك.
صلِ على النبي 3مرات
لا حول ولا قوة إلا بالله 3مراتبعدما مدّ الليل ستاره واصبحت السماء صفحةّ مظلمة مرصعة بالنجوم المحفورة بترتيب إلاهي عظيم، انتشر عبق غامض لتلك الليلة الليلاء، صمت يقول أن هناك شيء على بُعد خطوات سيحدث ويغير كل شيء!.
هكذا شعرت "سمر" وهي تختبأ في غرفة أخرى، بعيدة حتى عن تلك الغرفة الملاصقة لشرفته، وتدثرت بأغطية خفيفة على فراش وثير، وكأن عينيه تلاحقنها وتخترق المسافات والجدران، وابتسمت وكان في ابتسامتها شعورًا يحمل مختلف الخواطر وشوارد الذهن والفكر.
السعادة والحزن، الترقب والتغافل، الحنين ورغبة التجاهل، وأخيرًا العودة والرحيل.
كان يأرجحها ظهوره القوي بمختلف المشاعر، ولكن شعورًا واحد طفا عن ذويه، مد ذراعه عاليًا ليتحدث أولًا داخل نفسها الحائرة المنكسرة، فرض قوته بداخلها رغمًا عن تهربها منه وصم آذانها عنه، وهو الدفء والسكينة...!نعم .. تلك الإبتسامة على ثغرها الآن وهي تختبأ كالطفلة المذنبة أسفل الأغطية تُعني أنها آمنة مستقرة النبض.
والغريب أنها قطعت شوطا طويل وأياما وليال وأزمات موجعة حتى وصلت لذلك المرادف.
ووصلت بعد رحلةً طويلة للوجهة الصحيحة، ولكن مع مشقة الطريق خدش قلبها بقسوة واصبح قلب يخاف من الحب!، ومن التجديف مجددًا ومواجهة الغرق.
وهنا تذكرت الطبيبة النفسية" مروة" الذي عرفها عليها دكتور " وجيه" عندما لاحظ حالتها النفسية بعد طلاقها وتصميمها عن تقديم استقالتها بالمشفى.
وقررت الاتصال بها، فالأخيرة قد أوصتها بالإتصال بأي وقت ترغبه، فنهضت "سمر" للبحث عن هاتفها حتى وجدته، ثم أجرت الإتصال بلا تردد ... لتجيب مروة بعد دقائق:
_ كنت منتظرة اتصالك يا سمر، أخبارك إيه ..؟تنفست سمر بعمق، وكأنها ترتب الكلمات أولًا قبل النطق بها، فشعرت مروة بخبرتها أن هناك حديث طويل سيبدأ الآن، وحالة جديدة ستدخل ضمن قائمة لا بأس بها من مرضاها النفسيين، وأن كان الأدق أنهم ليسوا مرضى، بل ضحاياهم ..!، وضحايا الظروف والأوضاع الحياتية المؤلمة.
فقالت سمر بارتباك شديد:
_ أنا بخير، كنت عايزة اتكلم معاكي شوية.ابتسمت مروة بلطف وقالت عبر الهاتف:
_ سمعاكي، ومش هقاطعك كتير...كأنك بتكلمي نفسك أو بتكتبي مذكراتك ...!
أنت تقرأ
سيد القصر الجنوبي (الجزء الثاني من رواية قلبي وعيناكِ والأيام)
Romanceهي تختبئ في مغاور ظلمتها النفسية، فأخذت الطريق إلى المجهول، إلى أين لا تعرف، ولكنها تريد أن تبتعد إلى ابعد ما تستطيع عن كل ما تركته خلفها من ماض، وذكريات الأمس التي تراودها بصفعات موجعة، من جميع الحكايات التي لم تكن بطلتها الرابحة في النهاية أو حتى...