الفصل 25 : الحل ببقائك ثملًا

468 32 67
                                    





سبعة عشر ... عام ...

وأنا عالقة هُنا ، بذكريات مزيفة ، ذكريات لا تعود لي ،كلما إقتربت منهم إبتعدوا عني صارخين أنني لستُ جين .. حتى سيباستيان ظل يعاملني بطريقة تختلف عن التي كانت موجودة في الذكريات خاصتها

هم كانوا يعلمون .. لكن .. لم يخبروني بالحقيقة ، وظللت أعيش وحيدة بأرجاء ذلك القصر الملكي ، منبوذة حتى من الذي ظننته رفيقي ، هذا ليس عدلًا ... ليس عدلًا مطلقًا ، حتى بعدما إنكشفت الحقيقة هي الآن مع رفيقها تحظى بحياة هانئة وأصدقاؤها حولها بينما أنا مخبئة بهذا الجناح بمنزل القطيع حتى لا يتم كشفي وتحصل فضيحه لممملكتهم أن هنالك نظيرة بشرية للونا !!

ما الفائدة حتى وإن عدت .. جسدي هرم ، لم أستمتع بأيام زواجي من كلود ، هي التي إستمتعت وربت وخرجت وقبّلت وعانقت وضحكت !!! وبكل هدوء تعود لهنا وتعاود الإستمتاع مع رفيقها ، جسدها كشابة مراهقة وفوقها لديها إبن يفوقها طولًا .. أين العدل ؟ ..ماذا فعلتُ أنا لأضطر لتحمل كل هذا ؟ .. ماذا كان خطأي فقط ؟ .. ما الخطأ الذي إقترفته ليضيع سنين حياتي التي من المفترض أن تعوضني عن سنيني السابقة .. من دراسة وألم وفقد وميتم ..

ليس عدلًا ..ليس عدلًا ..

ليس من العدل أن أعيش طوال حياتي بهذا البؤس وهي تعيش طوال حياتها بهذه السعادة ...

كلتانا جين .. لكن .. لماذا أبدو وكأنني الشيطان وهي الملاك ؟ ... ما الفرق بيننا لتستحق هي أن تأخذ كل لحظاتي السعيدة التي كنت سأعيشها وتعود هنا وتعيش حياتها السعيدة وكأن شيء لم يكن ؟


كنت أقبع مع نفسي أحاورها في حزن، وحيرة لينتابني حينها صمت عميق، وشرود وذهول غريبين ... كم أتمنّى أن أبكي لعلّي أجد في البكاء بعض الرّاحة ، لكن .. أي راحة بهذه الحال ؟ أية راحة بهذه الوحدة ؟ .. لا أريد شيئًا .. فقط 

فقط لطفًا أخبروني ما ذنبي ...


شرعت حينها دموعها لتسيل ولم تلبث لتمطر غيمة الكآبة بداخلها حتى طُرق الباب قاطعًا كل شيء ، لم تمسح هذه الأخيرة دموعها ، فلا يفرق وجدوها حزينة أم سعيدة .. الأمر لن يفرق ولن يغير هذا شيء من هذا الواقع 

دخلت عليها بيلا بصينية الفطور التي كانت قد حضرتها سابقًا لها لكنها فور أن رأتها بذلك الحال وضعت الصينية على المنضدة ثم إقتربت تجلس على السرير قربها بهدوء دون أن تقول كلمة ، حتى الغرباء حائرون من حالها ، إن سألتها كيف حالكِ سيكون سؤالا وقحًا .. واقعًا بحال جين البشرية الآن ، أي سؤال لها .. سيكون وقحًا .. 


إبتسمت بيلا لها لتردف بهدوء : حضّرت الفطور ، لطفًا كُليه هذه المرة ، أنتِ لم تتناولي شيء منذ أيام 

لعبة الغميضه مع مستذئب part 2 { متوقفة حاليًا }حيث تعيش القصص. اكتشف الآن