4 |إعتـذار

167 20 0
                                    

'عُمْـقُ حُبِّـكِ بِقَلْبِـي كَـالنَّجْـمَـةِ الْمُخْـتَبِئَـةِ خَلْـفَ الْغُيُـومِ'

كان الوقت مبكرًا حين غادرتُ منزلي بسيارة أجرة نحو محطة القطار، طول مسافة الطريق أسهدني التفكير في ردة فعلها عند رؤيتي بعد مرور كل هذه الأسابيع

توقفت سيارة الأجرة أمام محطة القطار، أعطيت السائق أجرته لأترجَّل ذاهبا نحو غرفة الإنتظار بعد أن مررت بمكتب الحجز حينها دوى صوت أحد المسؤولين يخبر المسافرين بالإسراع في ركوب القطار نظرًا لأنه على وشك الإنطلاق لدى غادرت مضجعي نحوه

"أنا قادم حبيبة قلبي"

هذا ما همست به عندما اتخذت مكاني على القطار المتوجه نحو المكان الذي تقطن به والدتي

بدء القطار في شق طريقه حينما وضعت رأسي على زجاج النافذة أتأمل شروق الشمس من خلف الجبال بينما ظلمة الفجر تندثر بين خيوطها لتجعل المروج الخضراء أكثر وضوحا

قفزت إلى ذاكرتي تلك اللحظة عندما ركبت هذا القطار لأول مرة مغادرا منزلي لألتحق بالجامعة إنه نفس المنظر حينها كنت متوترا و خائفا من ما ينتظرني

ابتسمت لهذه الذكرى ليلفت انتباهي شاب يصغرني بقليل رفقت امرأة طاعنة في السن كان كل فترة يلتفت إليها ليرى إن احتاجت أي شيء فتبين لي أنها والدته

أحببت المنظر الدافئ أمامي و كم أن الشاب يعتني بوالدته على أكمل وجه، تذكرت عندما صرخت بوجه والدتي ذلك اليوم و كيف عاملتها بوقاحة هي و زوجها، شعرت بالندم لما أقدمت على فعله و عزمت على إصلاح علاقتي بعائلتي مهما كلفني الأمر

إنقضت ساعات خلال مسافة الطريق، غادرت القطار لتداعب خصلاتي نسمات الهواء الباردة فسرت بخطواتي حتى بلغت منزلنا، مشيت بخطواتي أناظر حديقة أمي الصغيرة المليئة بالأزهار بشتى أنواعها لأتوقف أمام عتبة الباب ترددت لطرقه فماذا لو قامت بردعي ماذا لو لم تعد تحبني، رميت بهذه الأفكار السيئة خارجا لأطرق الباب

- طرقة -

- طرقتان -

- ثلاث -

لا شيء إنتظرت و لا شيء، أخفضت رأسي أكتم مياه عيوني المالحة فيبدو أنه لم يعد مرحبا بي هنا كنت على وشك الإستسلام كنت سأنكث وعدي لنفسي بأن أصلح الأمر

ثم فتح باب المنزل رفعت رأسي أبحلق بالواقف أمامي و قد كان زوجها ابتسم حالما لمحني

أردف حينها بكلمات تخبأ بين طياتها الكثير بدا كما لو أنه كان واثقا من عودتي حتى لو مرت الأسابيع

The Untold Story| √Where stories live. Discover now