الفصل الاول

41 4 0
                                    

داخل احدي مركز من مراكز الاستشارات الزوجيه ، بتحديد داخل احدي الغرف تجلس السيده الدكتوره /بسمه اسماعيل صاحبه المركز  علي مكتبها وهي تنطر الي الاطار الموضوع علي مكتبها ويحمل صوره لها وهي تتوسط طفليها ، ارجعت راسها الي الخلف وتحدث نفسها ، كيف كان حالها منذ خمس سنوات ؟  فابتسامة بسخريه علي حالها ، فلو احد اخبرها انها سوف تصبح دكتوره ولها حياه عمليه ، لكنت  اتهمته بالجنون فكان اقصي طموحها تربيها اولادها  ، اخيرا فاقت من شرودها واخذت نفسا عميقا وارتدت نظارتها الطبيه وضربت الجرس ، بعد قليل كانت طرقات علي بابها ، فتح الباب وظهرت سكرتاريتها : اوامري يادكتوره
ابتسمت لها : عندنا كام حاله النهارده يادينا
دينا بعمليه : خمس حالات
بسمه وهي تفتح حاسوبها الشخصي : تمام دخلي اول حاله
خرجت دينا وبعد ثواني كانت تتقدم الحاله ، رفعت بسمه وجها وهي تتطلع لهذه السيده التي يبدو علي ملامحها الحزن الشديد ، اتفضلي استريحي
جلست امامها  وبدات  تفرك في يديها نتيجه لتوتر ، تحركت بسمه من علي مكتبها وجلست في الكرسي المقابل لها : انا عايزاكي تنسي انك بتتكلم مع حد كانك واقفه ادوام مراه حاول تخرجي كل اللي جواكي
اخيرا تحدثت : انا فعلا محتاجه اتكلم وافضفض عشان اعرف انا صح ولا غلط وافهم
منحتها ابتسامه : وانا سمعاكي اتكلمي
انا اسمه مي متزوجه من حوالي ٨ سنوات وعندي ٣٣ سنه وبشتغل وام لولد وبنت
بسمه : اهلا يامي اسم جميل
مي : انا مش عارفه ابداء منين
بسمه : مش مهم البدايه المهم النهايه اتكلمي زي ما انت عايزه انا سمعاكي
مي : احنا اصلنا من الارياف  بس والدي اتنقل القاهره عشان شغله واحنا كمان اضطرنا اننا ننقل معه الكلام ده كان من سنين واتربنا وعشان في المدينه لكن طبعانا طباع الارياف وطبعا عارفين ان البنت في الارياف ده بتتجوز بدري لكن برغم كل العرسان اللي اتقدموا ليه والدي كان بيرفض بحجه التعليم وده طبعا وماكنش عاجب امي وكانت دائما تقول جملتها  الشهيره مش عندها بس. عند كل الامهات من كتر خطبها بارت
اكملت بضحكه حزينه  بس مكنش بيفرق معايا ، لحد ماتخرجت واشتغلت بعدها حاسيت اني كبرت ، وطبعا اللي زود الاحساس ده عندي اهلنا لم كانوا يزورنا او نزورهم اشرف بنات اصغر مني متجوزه ومخلفه كمان 
كنت بزعل من كلامهم عشان انا كنت لسه مخلصه جامعه ؛ المهم وصلت ٢٤ سنه وماما كانت هتتجنن لدرجه بقت تلف بيه علي مشايخ
قطعت حديثها بسمه/ انت مكنش عنك اخوات
مي / لاطبعا احنا اربعه بنتين وولدين بس انا ا اكبر من اختي
بسمه / تمام كملي
مي / في يوم انتقلت واحده معانا جديده  اتكلمنا واتصاحبنا وعزمتني علي خطوبتها ورحت هناك
كانت خطوبه بسيطه في البيت ، لفت انتبه شاب كان حلو  وكمان كان بيبوص عليا ، فجاه قرب مني ولسه هيكلمني اخويا جه عشان ياخذني ، مش عارف ليه ساعتها شوفت في عينه نظره حزينه ، لقت نفسي فجاه بعلي صوته وبقول لاخوي حد يتاخر علي اخته كده ، في نفس اللحظه بصيت في عين الشاب ده لقيت نظره عينه فيها فرحه ، خرجت وانا مبسوطه
عدي كذا اسبوع علي خطوبه البنت ده ، وانا كل يوم عندي امل انها هتفتح معايا موضوع الشاب ده لكن للاسف املي خاب
ونسيت الموضوع خالص لحد مافي يوم اصرت اننا نخرج بعد الشغل نشتري حاجات ، وافقت وخرجنا وفضلنا نلف علي المحلات ، وفي الاخر قالت تعالي نعقد في حته نشرب حاجه ، دخلنا كافيه وقعدنا بس لاحظت انها كل شويه تبص في الساعه ، سالتها انتي مستانيه حد ، وقبل ماترد كان هو داخل الكافيه مع خطبها ، حسيت ساعتها ان وشي كل احمر وسخنت وبصت ناحيتها ، ممكن افهم في ايه ، كانوا في لحظه ده وصلوا لترابزتنا ، اتفاجات بيها وهي بتقول ان كل ده تاخير ، بصت ناحيتها ، لقيته بيبص عليه بيقول انا اسف ، بدون مقدمات لقتها اخدت خطبها وقاعدوا علي ترابيزه تانيه ، لسه هقوم سمعت صوته
فلاش باك
انت خايف مني.
مي / انا مش خايفه بس مينفعش اقعد مع حد غريب كده
ابتسم / انا اسمي علي شغال محامي
مي بابتسامه / اهلا
علي / كده يبقي لتعرفنا
رفعت وجه ، اكمل حديثه : بصراحه كده انا مليش في لف ودوران انا شوفتك يوم الخطوبه وعجبتيني لم سالت عنك عرفت انا صاحبه امل وانا ابقي ابن خالتها فاتفقت معاها عشان اعرف اتكلم معاكي ، عشان اتقدم ليكي
فتحت فهمها ببلاهه : ازاي
ابتسم واكمل حديثه : يعني اروح البيت واجيب جاتوه ونبل الشربات
كان يتحدث ووجه يزداد احمرار ،
علي : رايك ايه
مي بخجل : في ايه
علي ؛: في الشربات
اخدت تفرك في يديها تبحث عن اي كلام لكنها وجدتها نفسها ، فقدت النطق اخدت كوب الماء وشربته دفعه واحده ، قامت واقف لكي تمشي ، لكنها وجدت يديه قبضت علي يديها ، فنظرت اه نظره جعلته يترك يديها ، ويتاسف ان فعله معاها
وذهبت باتجاه صديقتها ، وتحدثت اخيرا : امل انا ماشيه
امل : في ايه
مي : عايزه امشي
ولم تعطي فرصه لاحد لتحدث معها وغادرت المكان باكمله
باك
كانت تحكي وعيونها تترقرق بيها الدموع
بسمه وهي تعطي لها منديل / خلاص كفايه كده
مي : لا بس انا نفسي اتكلم محتاجه افضفض عايزه اعرف انا وصلت لحالتي ده ازاي انا  تعبانه ومحتاجه افهم
بسمه : ممكن تهدي كل اللي انت عايزه تعرفه هتعرفه بس من غير ضغط علي اعصابك انا هنا عشان اساعدك من غير مضغط عليكي
اكتفت بايماءات راسها ، بسمه / او قادره تكملي احكي وفضفضه
مي : صدقني يادكتوره انا حب جوزي اوي بس في حاجه جواه  مش فاهمه  ، انا ساعات بحسه بغرابه وانا معه وان هو غريب عشان هو بعيد اوي عني وعن ولاده تتصوري انا من يومين بس اتفاجات ببنتي بتقولي انها مش عايزه لم تكبر تتجوز ، لم سالتها ليه كان ردها غريب دي طفله ٨ سنين قالتلي ياماما عشان انا شايفه اني بابا بعيد عننا وانتي قريبه مننا احنا فرحان لكن كان نفسنا بابا هو كمان  يكون قريب يحضر تمرينا يشوفنا واحنا بتفوز ويودينا المدرسه يشاركنا حياتنا
للاسف مي فتحت جراح لسه بينذف رغم كل السنين ده ، رجعت ببسمه لذكره غيرت حياتها نفس  معني الكلام بس في فرق ده ، عيونها هامت بيهم الدموع فهي ايضا سمعت كلام ابنتها وغيرت مجري حياتها ، رسمت مستقبل اخر ، حاولت ان تسترجع ثباتها وتركز علي الحاله التي امامها
اخيرا تحدثت بسمه : كملي
مي : انا هكمل عشان نفسي ارتاح انا حاولت اتكلم معه لكن للاسف مفهمتش حاسه كاني بكلم شخص تاني  حتي امي لم فضفت معها لقتها مستغربه كلامي ، ساكته بس كنت حاسه اني بموت بالبطي ، اكملت بصوت مهزوز من البكاء هوانا لم اطلب من جوزي ان ياخذني في حضنه ويطبطب عليه وبكي وفضفض وحكي كل حاجه ابقي ست نكديه ، لم اقوله شاركني تفاصيل حياتي وخرجني قولي انا عايزه اقعد معاكي ابقي ست فاضيه ، انا بشتغل طول الاسبوع بباقي نفسي يوم الاجازه اقضي في بيتنا نتغداء نتفرج علي فيلم تسهر نتكلم اعمل حياه جو اسره ، لكن للاسف اللي بيحصل عكس كده نصحي نفطر بسرعه وبعدنا نروح لوالدته نتغداء ويصلي مع اخواته وبعدها نتعشئ عند امي ونروح هلكانه وهو كمان والولاد وكل واحد يدخل اوضته وينام ونرجع نكرار تاني اللفه انا تعبانه عايزه ياخذني وفي حضنه احس بيه ، جاوبيني عندي حق ولا لأ
كان تستمع اليها وهي تسترجع ذكريات الماضي ، تري نفسها في عيون هذه السيده لكن هناك فارق ، فهل زوجها بحبها ام يحب نفسه اكثر ، سوف تكتشف ذلك من خلال باقي كلامها
ابتعلت مي ريقها لكي : انا تعبانه اوي محتاجه نفسي احس بحبه وبخوفوا عليا
ربت بسمه علي يدها : حقك وحق كل زوجه تحس بحب جوزها ليها ، سحبت نفس عميق واكملت ايه رايك نكمل كلامنا المره الجايه
ابتسمت بسمه صغيره فهي ارهقت من الكلام وليس لديها طاقه لتكمل ، فقامت واقفه وخرجت لكن بقلب هدأ  وعلي وعد بلقاء اخر
اراحت بسمه ظهرا الي الخلف وعادت بذاكرتها الي الوراء فلاش باك
يامجدي اسمعني بس انا من حقي اقول راي
ابتسم هو : راي ياحبيبتي انتي اخرك تعملنا صينيه مكرونه بشاميل وكيكه ، لكن شغل وتخطيط حياه لا 
خرج وترك لها الغرفه :  لتجلس بقلب مقسوم الي نصفين ، نصف يريد الصفح عنه  واخري يريد ان يقسو لها تثور لكرامتها
فحبها له جعلها ضعيفه ومهزوز ه ، اخيرا نصف قلبها كسب وغلبها حبها علي كرامتها جففت دموعها وخرجت لتكمل حياتها لكن بقلب مقسوم
باك
عادت من ذكرها الي صوت دينا هي تخبرها بجود الحاله اخري
حاولت ان توضع الماضي في دولاب من الذكريات لها ياتي اليوم التي تتخلص فيها من هذا الدولاب الذي يحتوي علي قلبها المنشطر
بسمه : دخليها علي طول
تقدمت سيده اوائل الخمسينات
بسمه بابتسامه : اتفضلي
جلست تلك السيده ووجها يبدو عليه معالم الحزن ويظهر عليها من خلال تقسمات وجها
بسمه : اتكلمي سمعاكي
يعني لو اتكلمت هرتاح
نهضت بسمه من مكانها وجلست امامها : جربي يمكن
انا اسمي وجيده عندي ٥٢  سنه ارمل من ٢٥ ينه وبشتغل في ——— وعندي ولدين هم حياتي كلها
ساد الصمت بينهم لتقطعه بسمه : وبعدين كملي
وجيده : وحدتي صعبه اوي
بسمه بدهشه : وحده مش انتي لسه بتقولي عندك ولدين  هم لم تقدر علي تكمله جملتها لعدم قدرتها علي اذيت مشاعرها انا اسفه لو يعني
فهمت وجيده : لا ربنا يبارك في عمرهم عايشين بس انا لوحدي كاني لا خلفت ولا تعبت ولا شقيت فجاه اتسربوا وتسريبوا من حياتي
ابتسمت بسمه : اكيد اتجوزوا
فجاه نهضت وجيده وخرجت دون ان تتحدث بكلمه واحده
ظلت بسمه مكانها تنظر في اثر هذه السيده بدهشه غريبه
فاقت بسمه من دهشتها علي رنه تليفونها ، نظرت الي الشاشه فابتسامة وفتحت الخط لكن لحظه وعلت علي وجها ملامح الذعر والخوف كان الدماء هربت من وج

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jan 25, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

حياتناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن