بدون عنوان لا فائده للعناوين فما يسعدنا أو يحزننا هو المحتوي وليس العنوان

226 9 8
                                    

                                    سأظل مبتسما

الطفله الحالمه : شهد عبد الرازق أحمد حمدي

الإهداء
لكل من انتظر كلمات تهون عن أحزانه وصبر كثيرا
لكل من تلطم بالحياة مواجها لها بابتسامه دون خجل من اقداره أو اي يأس .

اهداء
الشخصان اللذان هونا عليا حياتي واعطياني الدعم حتي الآن ، الشخصان اللذان علماني معني العفو حتي أصبح عرق من عروقي ...ابواي .

الخلاصه :
بعد عفار في الحياة والازمنه تأكدت أن الحرب الابديه هي الحرب بين النفسين الجزء الملائكى والشيطاني العراك بين طاعة الله وطاعة النفس توالدت العادات بيننا وأيضا حب الله
وربما ينتصر ما لا نتمناه فلا تدع الجزء المظلم بداخلك ينجح بتملكك فحينها ستكون عبدا له ولن تستطيع التفكك من قيوده ابدا
فحاول أن تعلم أن أهم شئ في الحياه هو رضا الله وأن تظل مبتسما

                   الفصل الأول والأخير ..

الإسكندريه ٧ /٢ / ٢٠١٩ الساعه الخامسه
"للأسف يا آنسه الورم طلع خبيث "
كانت هذه الكلمات سهما قطع شرايينها حتي وصل داخل صدرها فلم تتوقع أن تكون هذه نهايتها بعد علاج طويل لم تتوقع ابدا أن يخبئ لها القدر مفاجأة كهذه أنها اول مره تكره فيها خبايا القدر لطالما كانت تحب مفاجآته بحلوها ومرها 
قالت بعدم تصديق محاوله نفي ما سمعته :
"ماذا قلت ؟"
قال الطبيب لها ببرود وعدم مبالاه لما هي فيه  :
" لقد فعلنا ما علينا ولكن لا يمكننا التحكم بالاقدار "
دخلت هذه الكلمات كسيف أراد تحطيم الباقي من روحها
لكنها لم تنهر ولم تنزل قطرات دموعها  فقد علمتها امها عزت النفس علمتها عدم الإستسلام والترحيب بالقدر مهما كانت تتذكر كلمات امها آسفةََ  لها لعدم تحقيق وصيتها ، تذكرت تلك الكلمات التي ظلت تعلو في أذنها كأنها تسمعها الآن  :
" لا تستسلمي للحياه فهي ليست لصالحك دوما "
فقالت الطفله ببراءه :
" لماذا اهي غاضبة مني ام أنها لا تحبني "
قالت امها بضحكة بسيطه علي كلامها :
" لا يا حبيبتي انها تفعل ذالك لأنها تحبك "
قالت الفتاه بغضب طفولي :
" وهل هي هكذا تحبني عندما تؤذيني فهي تحبني ياللعجب "
قالت امها " غدا ستعلمين ما اقول "
قالت الفتاه بعند ومشاغبة لطيفه " غدا بأي ساعه "
ما زالت نور تتذكر ضحكتها مع امها ووصيتها لها ولكن قاطع شرودها الطبيب البارد بدون حتي النظر إليها قال وهو يفتش في أوراقه  " يمكن لك المغادرة الآن فهناك حالات أخري تنتظر بالخارج "
خرجت نور  ، ولم تنفصل عيناها عن الأرض فكيف لها أن تقابل الحياة بعينيها كيف لها أن ترجع لتفاؤلها وحبها للحياه ظلت تبحر في محيط أفكارها  حتي استضمت بسد منيع أرغمها علي رفع أعينها فإذا بها تقابل أعين هذا اليوسفي لم يكن مثل باقي الأبطال فقد. كان ذو أعين بنيه وبشره خمريه لكن رغم أنه لم يكن شديد الجمال الا أنها رأت في أعينه أمان وهذا ما كانت تفتقده ،
  كان ينتظرها بطلها بقلق واضح ، قال لها " ها الدكتور قال ايه "
في الحقيقه كان يعلم الاجابه من أعينها فهو يعلم الام ترمز هذه الأعين العسليه الميته بنظرات اليأس اللذي لم يعتد عليها  بل كان يعلم أنها لن تجيبه  ولكن رغم ذلك سألها ليخفف عنها ولو قليل لطالما كان هو الشخص اللذي تلجأ له وقت أحزانها كان يعلم كل شئ بمجرد النظر إلي ارتباك خطواتها وتعلق نظرها بالأرض وإرتعاش أصابعها
قال بلهجه فكاهيه محاولا التخفيف ولو قليل " يلا هاعزمك النهارده علي عصير قصب  بس انتي اللي هاتعزمي علي الغدا  ونروح نزور البحر يمكن تحكي لحبيبك همومك  "
نظرت له نظرة امتنان لطالما احسنت اختيار رفيقها دوما أحسنت إختيار من يطبطب عليها ويحتضنها بنظراته الدفيئه أحسنت إختيار من يقرأ أفكارها ويعلم ما تريد دون أن ترهق نفسها في الطلب فقد كانت تعلم أنها بحاجه للقاء صديقها الاول والاخير حتي تشكوا له هم الحياة وتعيد له مرارا وتكرارا عن قصصها مع امها وأبيها وعن عشقها ليوسف منذ الصغر ، لطالما كانت تحكي عن حبه لها وشهامته رغم صغر سنه كانت تتفاجأ بجدعنته ورجولته رغم أنه كان طفل إبن ٨ أعوام دائما تتذكر وقوعها في بحر عيناه السوداء وبشرته القمحيه وشعره الأسود كان ضهره دائما يكفي ليظللها ويحميها وأيضا حين تحجبت عهد علي نفسه أنه لن يمسها فرأت فيه الرجولة علي أصلها كان يحترم حجابها فمنذ تحجبت لم يمس يديها قط لكن لم يقل حبه لها  حقا يستحق ان تري فيه بسمة امها وحنين ابيها بعد وفاتهما ، قالت يائسه لفكرته
" هيا لنذهب "
كانت نورا طوال الطريق شارده في كلمات هذا الطبيب هل حقا ستغادر الحياه ان لم تسلم نفسها لأكبر قاتل في الحياه ( الكيماوي ) هل ستترك الم العلاج حتي يصل إلي تقطع احشائها ، نظر إليها يوسف بحزن وشفقه وهو يعلم التساؤلات في داخلها ود لو لم تستسلم يعلم أنها قد مات من العلاج ولكن أسيظل واقفا أمامها دون حركه أو دعم ، قد كان معتادا أن يكون هو أباها وامها وصديقها  قد كان يتألم لألمها مرتين ،
فقام بتشغيل الراديو محاولا التهوين عنها منتظر حتي تأتي الست في وقتها المناسب لتطرب أذن هذه الطفله اليائسه ، لطالما لم تستطع الصمود أمام صوت الست أم كلثوم تدفقت الكلمات ممزوجه بصوت ألمها حتي يطغي صوت ام كلثوم
(( أمل حياتي ....يا حب غالي ....ماينتهيش يا احلي غنوه ..غنوه سمعها قلبي ولا تتنسيش ....خد عمري كله بس النهارده بس النهارده بس النهارده خليني اعيش خليني اعيش))
وها هي ذا فتاتنا الجميله تندمج في حب صوت الست رتلت بصوتها العزب الجاري في القلوب الذي كان ينتظره يوسف.. واندمج صوتها مع صوت الست
"خليني جنبك خليييني في حضن قلبك ...خليني خليني جنبك خليني في حضن قلبك ....خليييني وسبني احلم سبني وسبني احلم سبني ياريت زمان ياريت زمانِ يا ريت زمانِ مايصحنيش مايصحنيش مايصحنيييييش يا ريت يا ريت مايصحنيش "
هلهل يوسف بلطافه " اللَّهْ اللَّهْ ايه الحلاوه دي "
ضحكت نورا ضحكات كفيله أن تنسي يوسف ألم الحياة كلها  وقالت له ببعض الشكر  " يازين ما اخترت يا سيدي "
ضحكا سويا حتي رأت طرف من عشيقها لقد رأت امها وأبيها وحبها وصديقها وبئر أسرارها هللت ليوسف " وقف ..وقف "
قال لها " انتي اتهبلتي اوقف ازاي "
قلت بتعصب " وقف بسرعه "
لم يكن لهذا اليوسفي خيار الا ان يقف نظر لها وهو يعلم الجنون الذي سيحدث حينما يقف ، ها هي ذا طفلته الصغيره تقفز من السياره وتجري ويجري ورائها يوسف بسرور يملأ قلبه فمنذ أن كانت هذه الطفله صغيره لم يقل حبها للبحر كيف يقل وهي جزء منه كان يعلم أن هذا هو المكان الذي ستسيل فيه دموعها وتفرغ حزنها الذي كاد يملأ الكون بأسره

سأظل مبتسما حيث تعيش القصص. اكتشف الآن