Untitled Story Part

80 3 0
                                    

استيقظت على يديه الحنونتين التي تداعبا شعري ..ابتسمت ابتسامه اثقلها تعب ليل طويل
الاب:صباح الخير بابنتي الصغيرة المدلله
انا:صباح النور بأبي الحنون
الاب:هيا لقد حان اليوم الموعود ..الا تريدين ان تري والدك وهو يتألق عاليا بين النجوم! !
انا:بالطبع يا نور عيوني فأنا من املك سواك في كل الدنيا
الاب:اذن هيا اليوم ستتغير كل حياتنا..منزلنا وعملي وكل شيئ..طبع قبلة صغيرة على خدي وذهب خارج الغرفة
خنقتني عالعبرة وعدت لابكي من جديد...اين انت يا امي تعالي فأبي بحاجتك ..من سيشاركه فرحته!! فلقد تحقق الحلم الذي لطالما عملتما جاهدين معا لتحقيقه
حضرت حقيبة صغيرة وضعت بها بعض الملابس السوداء..فأنا لم أخلع السواد منذ وفاة امي قبل 4 سنوات..توفيت ودفنت معها الكثير من الاسئلة التي لم ولن أجد لها أجوبة..
خرجنا انا وابي معا من المنزل تاركين خلفنا كنز من الاسرار ومن الذكريات التي تحمل رحيق وعبق امي الراحله التي لطالما ما علمتني أن ألجأ الى اهل البيت عليهم السلام في كل شي..في حزني وفي فرحي وفي كل اوقاتي فهم الوسيلة الى الله وبحبهم وبقربهم نفوز بالدنيا والاخره..فكل حياة مرتبطة بأهل البيت هي حياة مباركة

وصلنا الى منزلنا الجديد..فهو عباره عن فيلا صغيره من طابقين وامامه حديقة صغيره
دخلت لغرفتي رتبتها ورتبت ملابسي وحاجياتي ودخلت الى الحمام اخذت حمام دافئ وخرجت مسرعة لانه حان موعد اذان الظهر..وعشقي ان اقف على شرفتي لاشاهد المسجد واسمع الاذان...تهافت الكثير من الشباب والعجائز وحتى الاطفال لاتمام الصلاة ..بعد انتهاء الاذان عدت الى داخل غرفتي صليت وقمت ببعض المستحبات ودعيت الله ان يحفظ والدي ويوفقه في عمله الجديد وأن يرزقني زيارة الحسين والشهادة في سبيله وبعدها جهزت نفسي وذهبنا لاحتفال تنصيب والدي مديرا في شركة نفطية ....ااه يا امي ليتك الان هنا وممسكه بيد والدي ..بالطبع هو الان يناجيك من اعماق قلبه ويتمنى لو انك بحنبه ولكنه بالتأكيد يعلم انك تراقبينه من السماء وتدعين له
انتهى الحفل وعدنا مرهقين الى المنزل..دخلت غرفتي واستلقيت على السرير وشغلت الهاتف على ندبية يسجلني لباسم الكربلائي..واذ بي اسمع صوت احد يدق على الباب..جريت مسرعه حتى لا يصحى ابي من نومه فهو حقا تعب اليوم كثيرا ويحتاج للراحه..فتحت الباب بقوة وقلت اششششش...وهنا كانت الصدمة...اصبح لوني احمر وتمنيت لو ان الارض تنشق وتبلعني..لقد كان شاب في العشرينات من عمره طويل القامه اسمر ذو عينين عسليتين ويحمل صينية لا ادري ماذا يوجد عليها فأنا لم أعد ادرك اي شيئ يدور حولي..
الشاب وبصوت منخفض:السلامه عليكم
انا:اهلا وعليكم السلام
الشاب:اسفه لم اتعمد ازعاجكم ولكن امي طلبت مني ان اوصل لكم هذه الصينية لانكم بالتأكيد مازلتما بدون غذاء
اخفضت رأسي خجلا حاولت أن اخذت منه الصينية لكنني لم استطع حملها بسبب وزنها مازاد من خجلي وارتباكي..عندها طلب مني أن أفسح له المجال كي يدخلها بنفسه للمطبخ..سرت امامه لكي ادله على الطريق وتبعني ولكنني من داخلي كنت اشعر بالارتباك والتوتر والاحراج..وضع الصينية على الطاولة..شكرته..وبعدها رحل دون ان يضيف اي كلمه
كان موجود بالصينية عدة اطباق ..دولمه برياني دجاج وبعض انواع الحلويات كان المنظر اكثر من شهي
لكني ركض مسرعه لارى الى اي منزل سيدخل هذا الشاب وبالفعل رأيته انه يسكن في المنزل المحايز للمسجد اي مباشرة امام منزلي..اكلت ونمت بعدها استيقظت قبل الاذان فخرجت الى شرفة غرفتي استمع لهذا النداء السماوي الرائع الذي يبعث في النفس الطمأنينة والأمان والراحة النفسية..رأيته يخرج من منزله ويتوجه للمسجد ابتسمت لا اراديا وبعدها دخلت لأقوم بعبادتي ودعائي الخاص بويارة الحسين والاستشهاد في سبيله..
انتهى اليوم الاول وحل يوم جديد..استيقظت باكرا حضرت كوب عصير ليمون طبيعي وخرجت الى شرفتي أتأمل شروق الشمس واستمع الى ندبية يسجلني وماهي الا دقائق حتى شعرت بباب الشرفة المقابلة لشرفتي يفتح..نظرت لأرى من...وهنا كانت الصدمة..انه نفس الشاب..ايعقل ان غرفته مقابله لغرفتي..انتبه لوجودي فابتسم لي..تذكرت الموقف الذي وضعت به نفسي امس فارتبكت..عندها لم اجد مكان افر اليه من خيبتي الا ان ادخل الى غرفتي...مر اسبوع كامل كنت كل يوم عباره عن نسخه من اليوم الذي قبله..كنت كل يوم اراه 3 مرات ..مره عند الشروق ومره عند اذان الظهر ومره عند اذان المغرب..انها اوقات مميزه بالنسبة لي لكنني وفي كل مره احس بالاحراج والارتباك

احببنا بعضنا فارتقيناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن