في إحدي ضواحي مدينة القاهرة تقطن أسرة لا أعلم إن كان الحب يتودد بداخل المنزل أم لا!
مع أول دخول للشمس الساطعة من الشرفة أصبح كل شئ وكأنة جديد.
أسرة مكونة من أربع أشخاص أب و أم وأبن وابنة.
«ريحانة»
أمي أين حذائي!؟
«هديل»
تركتة لك أمام الباب، حسناً حان وقت الذهاب ي جميلتي فلدي بعض الحصص في البداية من الصباح.«ريحانة»
ماذا يحدث ان تأخرت قليلاً فأنت معلمة مميزة دائماً والجميع يحبونك.«هديل»
لا مزيد من الثرترة أرجوكي، وحقاً سأكون وقد كنت معلمة جيدة إن لم أذهب إلي عملي باكراً، وأنجز عملي بكل مهارة فهكذا يكون الانسان الحريص في عملة، وأتمني أن تكوني مثلما تحبين ي ريحانتي الجميلة وأنت تحرصي علي عدم إضاعة وقتك.أخذت بيدي إبنتي وذهبنا إلي المدرسة التي أعمل بها وإبنتي تدرس بها، تركت كل ما عانيت به الليلة السابقة من اصفار إبني علي تودده إلينا بالحزن والمتاعب.
بني في العقد الثاني من عمرة، بني الجميل «مؤمن» وضعت كل أسس التربية فيه ثم فقدها مؤخراً عندما حاول التطاول علي أبيه وعليّ، حزنت كثيراً لأجل ما فعل ولكنة سيظل إبني حتي أن كتبت لة ف صغرة كثيراً فقد جاء بعد شوق بالغ.
«الليلة السابقة»
«مؤمن»
أبي أمي، إن لم تسمحوا لي فسأترك كل ما تبقي هنا وأذهب دون إعلماكم بشئ.
«إبراهيم»
مؤمن لماذا تفعل ذلك، لماذا تركض وراء تلك، من أجل ماذا؟
فتاة؟
فتاة لا تعرف عن الدين شيئاء، أخدت شهادة من جامعة أوربية ثم أتت هنا لتكون واسطة لبيع المخدرات لأبيها؟
أنت مدرك لذلك؟
انت «مؤمن»
ذو العقائد والدين كلام الله ورسولة؟
هل تريد مالاً، لا تعجبك مهنة الطب ي بني، لا تعجبك المشفي التي نعمل بها؟
قدوة أختك! انت! اذهب.
«مؤمن»
ما بها تلك الفتاة؟
من عائلة ثرية.
«إبراهيم»
كل ما يهمك الثراء يا إبن إبراهيم؟
إن ذهبت فلن يبقي لك بيت هنا.«مؤمن»
أمي، سأذهب.بكيت في أمسية تلك الليلة حتي زادت حرقتي ومرارة أيامي، ما حلّ بابني لماذا حدث ذلك؟
ذهبت إلي عملي وجدت المعلمات صديقات جالسين يتناقشون.
ألقيت السلام، والتفت إلي عملي.
«ميمونة»
في الصباح الباكر ذهبت إلي العمل مع زوج خالتي وابن خالتي، كنت قد فهمت جميع امور العمل وعن الطعام ابتعدت عنة وتركتة لزوج خالتي.
كنت أسكب اكواب الشاي وسقطت بعض من قطرات الماء علي يدي حتي كتمت ما صدر من صوتي شعوراً بالألم، فزوج خالتي أردت تخطي إغضابة..
ذهبت لأحمل الأطباق ويدي تؤلمني وحين وضعت الشاي علي الطاولة، ظننت اني وضعته ولكن وقع.
بادلني زوج خالتي نظرة مرعبة وفهمت من نظرتة أذهبي إلا أن أركض إليك لأوسعك جميع أنواع الألام.
ذهبت إلي المطبخ وسط نظرات الجميع بحسرة وبالأخص نظرة إبن خالتي الغاضبة «كانة يقول أين كانت تلك اللعينة»
«بهار»
أين وضعت الخاتم، أين حصل، ياربي لا أتذكر!!
أم أن تلك الميمونة قد سرقتة!!
أقسم سأوسعك ضرباً أيتها الغبية!ركضت بهار بكل غضبها إلي الأسفل متجهة بكل ما لديها من غضب إلي ميمونة.
«إسحاق»
«لممرضة»
سيد إسحاق، لماذا لا تقول أنك تعاني من القلب!
هل سبق لك أن خضعت لعملية جراحية؟
«إسحاق» بوجل؟
ماذا، قلب!حقاً، ما كنت أعلم أنِ لدي مرض ف القلب!
الممرضة»
سيد اسحاق أين عائلتك!
وكيف يتركوك هنا!«اسحاق»
ليس لدي عائلة بلي، لدي ابنتي ميمونة فقط.
«الممرضة»
ستكون بخير، وستعود إلي إبنتك، حان وقت الدواء.
«ميمونة»
كنت أبكي في زاوية ف أحد زوايا المطبخ حتي دلف إلي إبن خالتي ف حيرة انا من نظرته..
«إلياس»
تركتك تبكين كثيراً، انهضي وأعدي الشاي.«ميمونة»
كم أعد كوب شاي؟«إلياس»
لي فقط.نظرت إلية بوجل ثم أعدت كوب الشاي وقدمت لة مع علبة السكر والملعقة.
نظر إلي ثم وضع ٣ملاعق من السكر وقال«أشربة هكذا دائماً»
ثم رشف، رشفة وأعادة إلي موضعة وقال
«أتردين حقاً تعلم الكتابة»وقبل أن اجيب دلفت خالتي وصفعتي كفاً كالعاصفة إنشقت شفتاي وهرولت الدماء إليها مبهتة، لا أعلم من شفتاي أم من أنفي أم أسناني التي سقط سناً بجانبي.
كنت أحتضن الأرض وأبكي فقط في شرود تام حتي بادلني إبن خالتي يده لأنهض ولكن فقدت وعي.!
«إسحاق» ببكاء
ابنتي الجميلة أكتب لك تلك الرسالة لا اعرف في أي يوم ساموت ولا أعرف حقاً أنك تسلمت الرسالة السابقة ام ماذا!
«كوني بخير أعرف جيداً ان إلياس سيكون رحيماً بك هو فقط، كوني حذرة دائماً في أي شئ تخطين إلية»..
ارتفع صوت جهاز مؤشرات الحياة وأغمض عينية بأسي.
«هديل»
أخرجت من شنطة عملي رسائل كنت أكتبها سابقاً إلي الحنون الجميل بني «مؤمن»
أعلم جيداً أنة تغير ولكنة لا يزال مؤمني ♥..
«حينَ أنجب ولدٌ سأدعه يعيش كريماً، سيختار بيت الله بيته الثاني، سأعانقة بلطف بالغ، سأمشط شعره بحب، سأهندم مظهره، سأفخر بأنه إبني، سأسمية أحب الأسماء، سأمنن عليه بكل رحيم، سيكون أعظم ابن، سيسمي «مؤمن»، سيقطن بقلبي بعد أبيه، سأدلله برفق ليرفق ب.بني «مؤمن» سأختار لك أباً رائعاً كهدية أولي لك ي عمري.
بكيت بحرقة عندما تذكرت كل كلمة كتبتها سابقاً..
أنت تقرأ
خلف الواقع
Adventureخلف الواقع. خلف الواقع كلمة تحمل الكثير بل والأكثر، لا أعرف ألماً أم فرحاً. ولكني أظنة ألماً، لطالما حسبت أن الالام لا تتجد ولا تعاود المجئ ولكنها أفضل من يأتي في غير موعدة، أظنها كأقتراب واديان، تنهيدة طويلة تحمل الكثير (ألما، شوقاً، صمتاً، خيال...