وقف و هو على شفا خطوة واحدة من الجنون يود جذب خصلات شعره من شدة الغيظ لكن هيبته تمنعه و صرخ في الطبيب مردداً:
_ بابا مين حضرتك أنا مش ابوها و لا أعرفها أنا بس خبطها بالعربية و هي إلي غلطانه كمان على فكرة، لكن شهامة مني هتكفل بعلاجها غير كده مش مسؤليتي .نظر الطبيب للفتاة الرقيقة و التي تتشبث بثياب ذلك الضابط فرد عليه بغضب :
_ بس هي بتقول إنك باباها .جن جنون رضوان و هدر عالياً و هو يزيح يدها عن بذلته العسكرية :
_ بابا مين دي شكلها أنسة مش اقل من 19 و لا 20 سنة ، خلفتها أمتى دي و أنا عندي عشر سنين مثلاً ؟ و أنا لو أبوها هنكر ليه ؟نظر الطبيب لتلك الجميلة الممدة على فراش المشفى وسألها :
_ قوليلي يا حبيبتي هو باباكي و لا جوزك ؟فرد رضوان صارخاً بجنون :
_ أنا و لا باباها و لا جوزها و لا حتى أعرفها و مش عايز اتعصب عليكوا أكتر من كده بدل ما اقفل لكم المخروبة دي .انزعج الطبيب بشدة و ردد بحسم :
_ أنت بتهددني ؟ فاكر النجوم الي على كتفك دي هتحميك ؟ البنت دي أي أن كانت حالتها بتقول إنك باباها فهي مسؤليتك .نظر له رضوان بجنون لا يعرف كيف يتصرف خصوصاً مع تلك الشقراء التي تنظر له ببراءه و إحتياج و ذلك الطبيب المعتوه .