صدفة

2.8K 158 13
                                    

علي بابا
أسما السيد
النوفيلا خفيفة لايت اتمني تنال اعجابكم. قراءة ممتعة مقدمًا.
الفصل الأول:
ـ اوعا كده خليني ادخل يا أخ.
ـ اتفضلي، ما هو يوم مش باينله ملامح.
ـ بتقول حاجه يا أخ.
ـ اخ؟!
ـ اه .اخ.اومال أخت.
ـ ها…!
ـ يا عم إوعى شكلك نايتي، ومش وش قطر ببدلتك العجيبه دي.
بصيت لبدلتي الماركة واللي دافع فيها مبلغ وقدرة ومقدرتش انطق بحرف، وعلى رغم من صدمتي بأسلوبها وطريقتها والموقف نفسه اللي بتحط فيه لأول مرة إلا أن هي كان عندها حق للأسف دي كانت أول مره رجلي تخطي فيها عتبة محطة مصر واتهور وافكر اركب القطر. بعد ما عطلت عربيتي قدام المحطة بالظبط وانا راجع من معاينة شغل وللأسف مضطر انفذ رغبة والدتي بالسفر للبلد بأسرع وقت وإلا قام ابويا عليا الحد.
بعد الموقف دا اللي حصل من شويه قررت أتراجع وأخرج ويا دار ما دخلك شر لكن قبل ما رجلي تعتب برا المحطة كانت والدتي بترن اتنَهدت وخلاص كانت طاقتي خلصت من المعافرة في الكلام معاها.
رديت:
_ نعم ياامي
_ علي اوعا تكون مش هتروح تخلصني من المشكله دي وزي ما فهمتك ها قوله ماما مع بابا في شغل برا البلد.
سكت وأنا مش عارف والدتي جايبه القسوة علي أهلها دي منين! رغم احترامي ليها ولوالدي إلا اني دايما حاسس انها متحاملة على عيلتها، و عمري ما حسيتها مشتاقة ليهم ابدا، عمري ما سمعتها بتحكي عنهم حتى لو جدي طلبها بتختصر بالكلام، ولو اضطرت تروح عمرها ما بتبات ليلة ولا تفكر تاخدنا كنت الاول ببقي نفسي اروح معاها بس هي دائما ردها الرفض وبحدة. كبرت وكل مره كانت بترفض من غير إبداء أسباب لحد ما اتعودت ودا كان سبب كافي اني انسي عيلة والدتي تمامًا جايه دلوقتي وتقولي روح البلد غريبه والله.
_ يا أمي أنا عربيتي عطلت وانا للاسف مضطر ارجع واسافر في اي يوم تاني لأن حتي طيارة الأقصر فات ميعاد رحلتها بكره بقي تنحل من عند ربنا.
_ لا يا علي عشان خاطري جدك مصمم وبيقول لازم تجيني، وانت عارف انا في باريس ومش هعرف أرجع دلوقتي علشان خاطر أمك لو انا غاليه عندك .
استفزاز عاطفي كالعادة بعد ما فتحت في البكاء وسمعت صوت ابويا بيزعق ويقولي ازاي مسمعش كلامها، اتخنقت ورديت بغيظ:
_ حتي لو رحت أنا أصلا عمري ما شفته ولا اعرف حتى شكلهم ولا عنوان بيتهم هوصل ازاي انا يا امي زائد ان حضرتك وبابا كالعادة برحلة وانا الشغل كله فوق راسي لوحدي!
رد ابويا كالعادة ببرود:
_ مهاب ابن عمك هيساعدك بس انت متحبكهاش بقي اتصرف وانا هخلي امك تبعتلك العنوان بالتفصيل عشان توصل بالسلامه يا حبيب ابوك.
_ حبيب ابوك!
_ اه وامك كمان، احنا ملناش غيرك يا علي.
قفلت واضطريت أسفا ارجع المحطة، وانا بقول لنفسي اهي مغامره وخلاص اهو منها ارتاح من معافرة الشغل وأشوف بلد جديدة.
دخلت وانا حاسس ان الناس بتبصلي كأني شاذ عنهم، أو فيا شيء غلط خلوني شكيت في نفسي لحد ما فطنت أن دا  طبعا بسبب لبسي للبدله الكلاسيك الغاليه اللي اضطريت انزل بيها معاينة لشغل المستشفى اللي مسؤول عن تجهيزها وتصميمها قرب محطة مصر .
دخلت المحطة، وانا زي التايه أو تقدروا تقولوا هنا كان في حياة تانية غير اللي بشوفها من ورا شباك العربيه. انا عمري ما خطر ببالي أجي هنا، ولا كنت افكر في خيالي اني انزل البلد اللي اكتشفت النهاردة انها الأقصر أصلا بقي حد يكرة يعيش فيها دي اكيد في حاجه غلط. ومنكرش أن دا كان صدمة تانية ليا. وقفت على شباك التذاكر عشان اخد القطر من هنا للأقصر، واتصدمت وفرحت  لما عرفت ان في قطر للنوم، وانا بصراحة كنت هلكان ونفسي أغمض عنيا، وحسيت أن الامر في مغامرة وانا بحب المغامرات جدًا فليه لا بقي !
_______
الحياة بتجري وانا بجرى وراها لا بتريحني ولا بتريح حد نهائي وخصوصا انا بالذات معرفش دا حظي المغفلِج ولا شيء تاني بس يلا اهي حظوظ وخلاص،  ومع اني هطق من عمايل اهلي وخصوصا أمي وجدي اللي كل شويه يجيبوني علي ملا وشي كده وخصوصا اني عند امتحانات إلا إني قلقت فعلا. المره دي زي كل مره يعني بقلق عادي جدا متركزوش انا اصلا هبلة وطيبه ومش بتاع معافرة.
وعلى رغم اني عندي امتحانات الا اني فَضلت اروح البلد اهو ارتاح حبه، واجيب ام الهم اللي قاعده معايا جبرًا وظلما ام مهدي هانم صديقة الرغي بتاعتي ولو تقولولي تحب ايه بعد ابوكي وامك وجدك اقولك ام مهدي رغايه بطريقة تغسلني من جوه وعليها كمية اخبار تود في داهيه بس عيبها بقي انها مبتسترش اه والله زي ما بقولكم كده وللاسف هي طفشت مني بعد ما اتخانقنا من اسبوع وللاسف كل خوفي انها تفتن عليا بس مين دا انا كنت اكلها بسناني اكل ماشي يا ام الهم.
حطيت شنطي بعد ما بلطجت كالعادة على حس عم محمد صديق جدي كومسري القطر ولسه مخلصتس لقيت حد ورايا.
_ من فضلك دا مكاني؟
_ نعم مكان مين يا حاج انت ابعد يا عم الله لا يسيئك؟
رجعت ابص في التذكرة عشان اتاكد انه نفس المكان اللي مكتوب في التذكرة، واتاكدت انه هو فعلت معرفتش اعمل ايه بصراحة، واتصرف ازاي. أنا اول مرة اتحط في الموقف ده، وكمان شكلها خلاص ارتاحت في الكابينة، وبتحط شنطتها.
كنت لسه هتكلم تاني لكنها كانت مديانى ضهرها ففكرت انزل، واسيب القطر كله وانسى الامر بحاله ولما ترجع أمي بقي تبقي تروح هي زي كل مره واستكمل انا كلام ابويا اللي زي السم. بس فجأه لقيت القطر اتحرك وانتهى الأمر. اتنهدت بقلة حيلة، وخلعت جاكت البدله وانا زهقان جدًا وحطيته في شنطة كتفي يمكن يكون هو سبب نحسي انهارده ولا حاجه. انا عارف ان اليوم اللي بشوف فيه ايناس  بنت عمي بيبقي يوم نحس مش عارف عايزين يجوز هالي ازاي دي؟ بت فقر بضحكتها اللي تجيب الضغط دي.
شوفت الكمسري شاورتله، ولقيته جاي ناحيتي بس فكرت هقوله ايه وازاي هو دا مكان البنت ومش ذوق مني اني اقومها، وهي لوحدها والقطر من ورا شكله على بعضه مزحوم كأنه يوم الحشر.
كنت هتراجع فعلا لحد ما جه كومسري القطر، وقالي:
ـ ايوه يا استاذ في حاجه ليه مدخلتش كابينتك؟
كنت حاجز لوكس زي ما بيقولوا درجة اولي عشان ارتاح بس من غير كلام لمح الكومسري البنت اللي اول ما اديرت عرفتها علطول دي نفس البنت اللي خبط فيها وانا داخل المحطة بصراحة افتكرت الكلام ودمي غلي بس قولت يا على اعقل دي مهما كانت بنت. اتنهدت وقولت هو  يوم مش فايت انا عارف.
لكن فجأه انتبهت للكومسري اللي قال:
ـ هو انتي يا ابرار يا بنتي!
ـ ايوه انا يا عم محمد اخبارك ايه؟
ـ الحمد لله.
الراجل اتلخبط، وانا سكت اشوف نهاية الموقف ايه:
ـ طيب ، طيب يا استاذ انا هشوف الكباين التانيه لو فيها بنت تبدل معاك، وتروح مع أي راجل منهم.
قامت وقفت جنب الكمسري وسألته:
ـ هو في ايه يا عم محمد؟
غمزلها الراجل  بطريقه غريبه، وسابنا ورجع بعد شويه وشه ما يتفسر. انا كنت وقفت جنب الشباك اللي  في الكابينه ابص في تليفوني اللي مبطلش مكالمات بس انتبهت علي همس الراجل اللي كان وصلي:
ـ يا ابرار يا بنتي لمي الدور دا شكله ابن ناس غير الشباب اللي في الكباين التانيه شكلهم شمامين.
ـ يووه بقي يعني مفيش ولا ست.
_ مفيش والنعمة.
_ يا عمي محمد بقي.
ضربت برجلها الارض زي الاطفال وفجأة ضربها عم محمد علي رأسها بخفه:
ـ طول عمرك مدوخانا فيها ايه يعني لو تقطعي تذاكر زي الخلق من بدري هي بلطجة. لو حد عرف عمايلك دي هتقطعي عيشي والنعمه.
ضحكت وقالتله:
ـ والله مليش دعوه وهقول لجدي انك ضربتني.
عرفت انها في كابيتني بالقوه بس سكت بمزاجي وانا اسف علي الحال اللي وصلنالع بجد بقي حتي في القطر فيه وسائط ومحسوبيه لكِ الله يا مصر. دخلت وبدل ما كنت محتاج أرتاح بقيت محتاج لحاجه تانيه انها تفصل بس لدقيقه  من الكلام اللي متقطعش مع صاحبتها من اول ما ركبنا لحد ما قفلت تقريبا مضطره عشان ترد على حد تاني وفجاه صرخت:
ـ اقسمت بالله ما يحصل يا امي والله انزل اول محطه هو انتي جايباني عشان  كده يعني مش عشان جدي تعبان وعاوز يشوفني انتي بتشتغليني ياامه.
سكتت شويه وبعدين عينيها لمعت بالشر:
_ طب خلاص سدي بقي علي اللي هعمله فيه والله لاخليه من غير دماغ مهران الزفت ده احنا هنعيل بقي.
ـ أبرار!
_ بلا ابرار بلا زفت بقي يا امه وانا اللي كنت فكراكي عاوزاني عشان تصالحيني علي ام مهران.
_ متجيبليش سيرتها
_ اماااا اوعي تقولي انها فتنت عليا.
_ ابرااار اخرسي
صوت امها كان وصلي من التليفون، وهي قفلت وبعدها قفلت خالص وانا الحمدلله ارتحت:
ـ ال عزام ال اوف يا تري عملتي ايه يا ام مهران ما أنا عارفاكي مبتستريش على حد ابدا.

علي باباحيث تعيش القصص. اكتشف الآن