إن للكون خالقا عليما بكل شيء ، خلق كل شيء بقدر ، و القمر قدره منازل حتى عاد كالعرجون القديم
و كذا خلق الإنس من طين فهيأه و نفخ فيه الروح فصاروا بشرا ينتشرون و الجان قبلهم خلقهم من مارج من نار فصاروا إلى ما هم عليه
فجعلهما عالمين لكل منهما قوانينه و منها قوانين مشتركة بين العالمين
فأما الإنس فهم قبائل و شعوب ، منهم الصالح و الطالح و أغلب ما يسود بينهم في زمننا هو السلام ... و إن كان بينهم بعض الحروب و ربما من تلك الحروب ما كان المتسبب به جنيًّا غير إنسيّ ....
و أما عالم الجان فمما يُروى عنهم أنهم كانوا من قَبلُ في الأرض فأفسدوا و طغوا و علا بعضهم فوق بعض فعوقبوا و طُردوا من الأراضي إلى البحار و الصحاري و الجبال و الغابات و ما أوقفهم ذلك عن طغيانهم
و بعد عهود من الزمان و مع رحمات الله فقد بعث رسلا من البشر يأمرون بالمعروف و ينهوْن عن المنكر و تأثر بهم عالم الجن كذلك ، فمنهم من آمن وهم الصالحون و منهم من طغى و تكبر و تجبر فكانوا هم الشياطين .
وإن العالميْن في تواصل بينهما ... حَبَّ من حَبَّ و كره من كره ... فكما يؤثِّر الشياطين بواسوسهم على البشر و كما أثَّر الرُّسُل على عالم الجن فإن التأثيرات بين العالمين لا مفرّ منها و من سلسلة التأثيرات ما هو غير مباشر أو ما هو مباشر بين إنسيٍّ و جنيٍّ و من تلك العلاقات بين العالمين ما هو مباح و ما هو محرم لشدة الطغيان و الأذى و الفساد الناجم عنه بدرجات متفاوتة
كما أنه على العالمين الخضوع للقوانين التي وضعها الخالق بينهم بقدر ، و من جملة تلك القوانين قانون الوقت أو الزمن ، و من أشكاله الثانية و الدقيقة و الساعة و اليوم و الشهر ، و تلك الأشكال لولا أن اختلافها يؤدي إلى اختلافٍ في عالميّ الانس و الجنّ لما ذكرتها و لكن باختلاف الوقت يختلف العالم ، فمما يُروى عن الشياطين أنها لا تقوى على الحراك طوال اليوم حتى غروب الشمس فتنتشر في كل مكان بسرعة و يقوى الهرج (القتل) بينها في ذلك الوقت و هذا مثال فحسب و سنتطرق لتعمقات في هذا الموضوع في الفصل الخاص به
و بما أننا ذكرنا الزمان فإن عقلنا الباطن يصل بينه و بين المكان فتأتي عبارة الزمان و المكان مصدقة لذلك .... فأما المكان فهو أيضا باختلافه يعطي نتائج على العالمين ، و يجب علينا حصره أنه في حدود الأرض الدنيا و السماء الدنيا على أقصى تقدير فلا طاقة لأي من العالمين على تجاوزهما إلاَّ من أذن له ربُّه بذلك
و الآن و بعد عرض بعض أوجه الأفكار و تقديم بسيط لما قد تحويه الرواية لنبدأ الرواية ، سنأخذها من جوانب عدة و سنقسمها إلى فصول متفاوتة . الفصول لن تحوي نفس الأفكار و قد ينفصل بعضها عن الآخر و قد يتصل بعضها بالآخر ...
و الجدير بالذكر كل مرة أنها تؤخد من باب الرواية و القصص ولا تؤخذ من باب الدليل فأي كلام فيها و إن كان يحتمل أن يكون صحيحا بنسبة ما إلا أنه ليس من باب الحجة التي نربطها بالواقع و إنما هو نقل لما تم سماعه بين البشر و تبادر على أذهانهم و سرى على ألسنتهم و طُبع في كُتبهم ....
أنت تقرأ
العوالم و الأراضين
Horrorهذه الرواية ستتكلم بمعلومات من فكر الكاتب يصف فيها عالم الانس و الجن بتأثير الزمان و المكان و قدرة الله على قمع الشياطين بالكواكب ... ما يحدث بعد غياب الشمس يوميا حتى اكتمال القمر ، قد تحتوي الرواية على خيال من الكاتب ممزوج ببعض الحقائق لذا لا تاخذ...