سَفينة هارڤ

(1)

يقرأ ڪِتاب المذكرات الخاصة بوالده الذي غرقت سَفينته بعد 20 رِحلة خاضها في مِهنته ڪبحار ڪانت مغامرات بسيطة بالنسبة لنا! 

فبنظره إنه شجاع وبطل خاض تجارب عديدة في البحر وڪيف أنقذ الركاب من الغرق في إحدى المرات 

عِندما كانت السفينة ستغرق لامحالة لكنه إستطاع ان يتدارك الوضع وإنجاء الركاب من الغرق والموت

ليغلق ڪتاب المذكرات 

(هو ڪان دفتر صغير للمذكرات لكن هارڤ طبعه وجعل له عنوان «مغامرات والدي») 

غلق كتاب المذكرات للمرة الرابعة عشر 

هو الان يبلغ من عمره تسعة عشر 

ڪان يقرأه مرة كل بداية سنة 

منذ آن كان يبلغ خمسة أعوام ڪانت مرته الاولى بقراءته

ليتجه لسريره ويرمي نفسه عليه ويضع كلتا يديه تحت رأسه وهو ينظر إلى سقف الغرفة بإلهام لما سيفعله عندما يكون بحار ڪوالده 

ومع ان والده مات غرقاً لكنه لم يكره يوماً البحر وألسفن

بل على العكس

لكنه على عكس والدته التي تعارض أن يكون بحار مثل والده الذي مات غرقاً كان سيجن جنونها لمعرفتها برغبة ابنها الذي كان يود آن يكون بحاراً

وأصبحت مع خلاف معه بعد محاولاته بإقناعها ليبقى بغرفته اغلب الوقت او خارج المنزل يذهب إلى البحر ويجلس لتأمله بينما هي تذهب عند والدتها أغلب الوقت او تطبخ او تنام 

لتنطرق الباب فجأة وهو سارح في خياله ليقفز ثم يهدأ

تفضلي

لتقول وهي لم تفتح الباب العشاء جاهز

حسناً أمي لينهض من سريره ويتجه للأسفل ليأكل 

كان يحب ان يساعدها في أعمال المنزل وان لايجعلها تتعب وأن يقضي أغلب الوقت معها لكن بمجرد رغبة بسيطة اصبح خلاف بينهما دام لعامين

عامين كاملين وهما على هذه الحالة 

لا تغير رأيها في التحدث معه إلا اذا غير رغبته بالابحار وإكمال مسيرة والده

ليجلس على الكرسي وهو يبتسم لوالدته 

شكراً لكِ واضح بأنه لذيذ 

امم العفو

ليبدأ بالبسملة في بداية طعامه كونه إعتنق ألإسلام عندما قرأ عن ألنبي محمد وآل بيته الاطهار لكنه يسكن ببلد اغلبيته يعتنق الديانة المسيحية حتى والدته

هي لم تعارض ابدا بان يعتنق الإسلام بل كانت معه عكس عائلة والده التي حاولت جاهداً ان يرجع إلى المسيحية 

وأخبروه بأنه لن يكون مثل والده لأن والده كان مسيحي 

لكنه ومع حبه وإقتداؤه بوالده الذي كان قدوته بالحياة 

ألا إنه أخبرهم بأنه سيكون أفضل وسيبارك له النبي في حياته وأنه راضيٍ عن ماسيحدث معه مادامه إختبارا له من الله تعالى من ما جعلهم يكفو نفسهم عنه واولادهم لكي لايقتنعو بما يقول 

لكن والدته كانت تعوضه عن اختلافه مع الاغلبية هنا فقط بسبب ديانته وكان يلقبهم بالعنصريين 

وحاول ان يجعل والدته ايضاً  مسلمة فهو يعرف عاقبة الجاهلين عن ماهو به 

لكن بسبب الخلاف لم يستطيع ان يتواصل معها بأي شكل من الاشكال 

لانه كان يؤمن بانه قدرا من الله ليميت والده وانه سيموت كما مكتوب له

لكن مع من يتحدث! 

ليكمل طعامه ويشكر والدته ثانية ويصعد إلى غرفته مرة اخرى 

وهو يحمل معه حزناً بسبب مايحدث معه لكنه يشكر الله فعلى اية حال هو احسن من الكثيرون وانها عقبة وستعدي وسيصبح الامر افضل 

ليذهب ويأخذ ڪتاب القرآن ويقرء سورة الكهف 

(إنا جعلنا ماعلى ألارض زينةً لهم لنبلوهم أيهم أحسن عملا)

بعد إكماله من القراءة وضع القرآن على مكتبه وإتجه للإستحمام 

بعد نصف ساعة 

خرج هارڤ وهو يمشط شعره ثم جلس على سريره يتصفح الهاتف 

كانت لغة هارڤ العربية الفصحى جيدة لكن لانه في بلاد اجنبية كانت طريقة نطقه بها صوت دال على إنه ليس عربياً 

ليفتح رسالة من صديقه جون 

يخبره بأن يخرج معه لأنه بحاجة له 

ليرد عليه بأنه سيخرج معه 

وحددا ألمكان 

ذهب هارڤ وإرتدى ملابسه للخروج وأخذ معه هاتفه ومحفظته نزل الى الاسفل ورأى والدته تشاهد التلفاز 

أخبرها بأنه سيخرج وهل تحتاج شيء ما 

لتخبره ببرود دون النظر له بلا

ليخرج ذاهباً لصديقه

السلام عليكم 

اهلا كيف حالك هارڤ

بخير وانت؟  

بخير لكنني اريد ان اخذ رأيك في شيء ما

حسناً 

انظر انا اريد التقدم لإبنة عمي لكنني لااعرف عندما رأيت كيف انت مسلم وطبيعتك واصرارك على بقائك مسلم أريد أن ادخل الى الاسلام ايضا

إنه قرارا جيد

لكن انا لااعرفه كثيرا 

لابأس سأعلمك انا 

كان هارڤ فرحاً بما سمعه من صديقه 

حدثه عن اشياء اساسية 

واخبره بأن يقول 

أشهد أن لاإله إلى الله واشهد ان محمداً رسول الله واشهد ان علي ولي الله

ليردد الشهادة 

هاهو هارڤ عائدا لمنزله والسعادة تملئ قلبه بأن صديقه لم يعارضه بل اصبح مثله 

وهذا جيد 

ليدخل ولم يرى والدته عرف بانها نائمة ليصعد لغرفته وغير ملابسه إلى اخرى مريحة وانسدح على سريره لينام 

The end