1

4K 138 9
                                    

العشرين من أيار
روسيا، موسكو

2020


وقفت أعلى الدرج ، حدقت بمن ينتظرونها بالأسفل لتدحرج مقلتيها بملل حين لاحظت لشقيقها بين الحضور.

علت أصوات التصفيق مع نزولها الدرج جاعلة من أعين الجميع تتطلع لسيدة الحفل.

من سيستطيع إبعاد مقلتيه عنها بحضورها تجعل من ذاتها محور كون كل واحد منهم.

نزلت الدرج لتسير بخطى متأنية ناحية الكرسي القابع أمام البيانو ، وضعت أناملها لتبدأ بعزف مقطوعتها..

إندمج کل حاضر في تلک القاعة مع تلک الالحان التي تنسجها..

رفعت أناملها عن البيانو دليلا على إنتهائها لتمتلىء القاعة بأصوات التصفيق

إستقامت لتوجه نظراتها ناحية أخيها التوأم مشيرتا له بالاقتراب، ليتقدم أحد الحضور ناحيتها صارخا

'زياتا'

عقدت حاجبيها لتحدق ناحيته فيردف' أنتي لستي بعازفة جيدة حتى، فقط تتباهين بشهرتک و مالک ثم مالك هذا لن يشتري لكي السعادة '

عم الصمت بارجاء القاعة لتقهقه زياتا مجيبة بعدما أشارت ناحيته بسببابتها' أنت تحدثني أنا، أتعلم يمكنني شرائک أنت و سعادتک لكنکما لستما بالشيء الثمين لأنفق ثروتي به'

مرت من أمامه و تلک الابتسامة سرعان ما تلاشت و ظهرت أخرى ساخرة محلها.

هل سنقيم هنا ؟ لدي موعد مع إيلينا وجهت حديثها لشقيقها لتكمل سيرها ناحية الخارج تحت تحديق الجميع

و كأنني قمت بتعليقها بسقف القاعة مانعا اياها من الرحيل، أوه أظنها فكرة جيدة سأعتمدها لاحقا' أجاب فلاديمير محدثا نفسه ليهم باللحاق بها.

رمقت متجرا ذا طابع كلاسيكي لتأمر السائق بالوقوف، فيترجل من مقعده متقدما ناحية ليفتح باب السيارة لها

إنها مرسيدس بنز.. يا رجل إن ثرائها ليس بمزحة' أردف أحد المارة محدثا لصديقه

-فل تحضر حقيبتي و إتصل بإيلينا لتحضر هنا
أومىء مارك ليسحب الهاتف لإجراء المكالمة بينما هي أكملت سيرها ناحية المتجر لتذلف للداخل

مدت أناملها ناحية حقيبة ذات ملمس حريري.

رخيصة

أفلتت الحقيبة بعدم إهتمام لترمق أحد فروع غوتشي فأخذت بخطاها نحوه.

حذاء بكعب متوسط, gucci horsebit، غال، نوعي، يستحق أموالي

-تبذرين الاموال في أحذية العجائز' أردف فلاديمير الذي ظهر من العدم رفقة مساعدته ومجموعة من الخدم

-هل كان من الضروري اللحاق بي

- تتحدثين و كأنكي لن تنتقي كل ما بالمتجر تحدث بسخرية مشيرا لهم بحمل الحذاء

تجاهلت سخريته ثم أشارت ناحية المساعدين الذين أحضرهم شقيقها ملقية اوامرها

"احزم بقية تشكيلات هذا الأسبوع و متجر ديور المجاور يفترض أن يحضروا لي بضعة فساتين اليوم، أحضرها هي الأخرى"

هز العمال رؤوسهم بفهم و تحركوا لينفذوا كلام السيدة الصغيرة، هم يقومون بأعمال قذرة من أجل السيد فلاديمير في العادة، لكنهم يحملون حقائب الآنسة زياتا بطاعة كذلك

"تخططين لشراء كل هذا بدوني؟"

تحدثت إيلينا بعد وصولها، من ثيابها تعلم أنها لا تهتم حقا بهذه الأزياء، لكن وريثة مافيا ال ستيدا لا تمانع المشاركة بشيء لا تحبه من أجل صديقتها

ألقت نظرة ساخرة على فلاديمير و قالت"زعيم ال كامورا يعمل مرافقا في أوقات فراغه؟"

تجاهل فلاديمير كلامها الساخر فقد اعتاد عليه و لكن لسانه لا يستطيع حقا التحكم به "مضطر، شقيقتي محاطة بمجانين طوال الوقت"

أخذت إيلينا بضع ثواني لتفهم إهانته تلك، أشارت له بيدها و نظرت لزياتا

"هل يقصد أنني مجنونة؟"

"أجل" هزت زياتا رأسها مؤكدة و سارت خارج المحل تاركة شقيقها و صديقتها يتشاجران ثانية، إنه شجار من طرف واحد إن صح القول، إيلينا تثير ضجة و فلاديمير يستمع لها بصبر

______________

أخذ نفسا عميقا ليزفر الهواء، المتجمع برأتيه " لقد أحسست بغيابها بدءا من الان إنه أشبه بأن تستيقظ دون أسنان بفمک و لا تود الركض إلى المرآة لتتأکد من ذلک " أردف فلاديمير محدثا نفسه

حدقت به كسينيا بصمت فبالرغم من كونه دائم الشجار مع شقيقته إلا انه ليس مستعدا للقادم

كسينيا، " أحضري لي کل ما يخصه، وأعلميني بموعد زيارة والدي لإيطاليا "

أومئت لتنحني له و تسحب مقبض الباب سامحة له بالولوج لداخل السيارة

" غيرو هذه الملائات لم يرقني منظرها لقد أضفت على غرفتي منظرا باهتا " أردفت تلک التي وصلت حديثا للمنزل

" الجميع يتحدث حول ما إفتعلته بحفلک الموسيقي وجهت إيلينا حديثها لها و هي تتصفح الهاتف "

" تعلمين أن ثروتي ليست بالشيء الهين، فالناس سيحبطونک بكل حال لذا لما لا أحبطهم أولا"

قهقهة خرجت من ثغر إيلينا لتردف مجددا "أين فلاديمير ظننت أنه سبقنا للمنزل"

"لست والدته "

رمقتها بنظرة محبطة لتتمتم بين نفسها " ردودها دائما تعاکس ما هي عليه من الخارج"


Signorina Viziata حيث تعيش القصص. اكتشف الآن