بارت 44

346 25 63
                                        

الساعة 8:00 صباحًا، مكتب القيادة – أشهم يدخل، يرتدي بدلة رسمية أنيقة، يحمل ملفات عديدة. وجهه مشدود، خطواته حاسمة. الموظفون يقفون فور دخوله.

أشهم (بصوت منخفض لكنه حاد):
اجتماع الكادر الإداري يبدأ الآن. خمس دقائق فقط، واللي يتأخر، لا يدخل.

(يدخل مكتبه، يغلق الباب. بعد دقائق، يدخل الجميع، بعضهم يهمس، بعضهم مرتبك. أشهم يجلس على رأس الطاولة وينظر في الوجوه بلا ابتسامة.)

أشهم:
الاجتماع سيبدأ فورًا. أي شخص غير مستعد، يستطيع المغادرة الآن.

(يصمت الجميع.)

أشهم (بنبرة حادة):
الأداء خلال الأسبوعين الماضيين أقل من المقبول. التقارير متأخرة، الاجتماعات فوضوية، والمشاريع تتباطأ. والآن؟ أنا الرئيس التنفيذي لهذا القسم، ولن أقبل بأي تهاون بعد الآن.

موظف قديم (يحاول تبرير):
سيدي، بعض التأخير سببه مشاكل تقنية، والضغط على الفريق...

أشهم (يقاطعه بنبرة صارمة):
الضغط ليس عذر. نحن في موقع حساس، ولسنا في حضانة أطفال. من لا يتحمّل الضغط لا يستحق هذا الكرسي. هل فهمتني، مصطفى؟

مصطفى (بصوت منخفض):
فهمت، سيدي.

أشهم:
كل رئيس وحدة سيقدم لي تقريرًا يوميًا بنهاية الدوام، منسق، دقيق، وموقّع. أي تقرير فيه نقص... راح يُعاد ثلاث مرات. فهمتوا؟

كل الفريق بصوت موحّد:
نعم، سيدي.

أشهم (ينظر إلى أحد الموظفين):
أنت، سامر. مشروع "كود 47"، إلى أين وصل؟

سامر (يتلعثم):
للحقيقة... احنا بعدنا ننتظر موافقة الإدارة العليا...

أشهم (يضرب الطاولة بيده):
موافقة إيش؟ عندك بريد رسمي يثبت إنكم طلبتوا الموافقة؟

سامر (مرتبك):
لا، سيدي، كان المفروض نرسل الطلب البارحة...

أشهم (بنبرة باردة ولكن قاطعة):
أوقف المشروع. تحويل إداري لفريق "كود 47" خلال ساعة. وتكتب لي تقريراً بخط اليد عن السبب في هذا التباطؤ، وتشرح لي وين الخطأ ومن المسؤول.

(يسود صمت ثقيل.)

أشهم (يكمل):
اللي يحب المناصب ويتفاخر بالبدلة والكرت، لازم يكون قد الكرسي. وما أحد منكم محصّن من التقييم أو العقوبة.

موظفة (بتوتر):
سيدي، هل في خطة واضحة للمرحلة القادمة؟ المشاريع متكدسة والوقت ضيق...

أشهم (بهدوء خادع):
الخطة أنا وضعتها بنفسي. راح تستلموها مكتوبة الآن من السكرتارية. وأي شخص عنده سؤال، يقرأها أولًا، ويفكر مرتين قبل ما يسأل.

(ثم ينظر للجميع بنظرة حاسمة.)

أشهم:
اللي يشتغل معي لازم يعرف: هذا المكان ليس للتسلية. كلنا نخدم منظومة. وأي تأخير، أي فوضى، راح توقف حياتكم المهنية عندي. واضح؟

وراء الضوء الرمادي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن