اقتباس

81 5 9
                                    

اشار لهم خالد بالدلوف بهدوء ,ثم دلف هو خلفهم وبداخله قد تضايق من ملابس الفتيات ,لينادي علي والدته وما ان اتت حتي سلمت عليهم بحنان ومحبه ,ثم جلسا سويا ليرتاحوا من عناء السفر…

شعرت اسما ان ابن عمها ذاك غير عاديا ,فهو شخصيته قويه وربما يفرض سيطرته عليهن ,اما الصغيره كان تنظر اليه بانبهار واعجاب بشخصيته وهيبته التي تراها لاول مره في رجل...

كانت "ثريا" تنظر للفتاتين باعجاب واضح، فقد كان يتمتعن بجمال خلاب، وخاصه الصغيره، لترفع يدها بتلقائيه وتملس علي شعر "آيه" الاملس ثم سألتها بفضول:
_اسمك ايه يا حبيبتي؟

نظرت لها "آيه" بانتباه ثم ردت برقه:
_آيه..

ابتسمت الام بحنان، لتسأل اسما هي الاخري عن اسمها فتجيبها الاخري ببرود:
_أسما..

كان "خالد" ينظر لهن بجمود وبداخله ثوره عارمه عن سلوك تلك الفتيات، فكيف لعمه ان يسمح لهن بذلك الوضع...

تحمحم قليلا ليجذب انظارهم، وكان اول من انتبه له هو آيه، التي رفعت عينيها اليه مسرعه، لتتقابل اعينهم في تناغم سري بينهم ولكن تلك الخالد ابعد عينيه مسرعا ثم استغفر بسره، لائما حاله علي تلك النظره، اما آيه فشعرت بالخجل والغيظ معا فكيف له ان يبعد عينيه عنها، ماذا دهاه هذا...

مسح خالد علي جبينه ليسأل الفتاتين بجديه:
_عمي قالي ان واحده خلصت دراستها وحابه تشتغل، والتانيه لسه بتدرس مش كده..

تضايقت أسما من اسلوبه وانه لم ينطق حتي اسمهم، لترد عليه بغيظ:
_لينا اسماء علي فكره احنا..

هزتآيه رأسها بالايجاب وكأنها توافقها علي حديثها، ليتجاهل خالد حديثها عمدا، فهي تتعامل كالطفله وهو ليس لديه وقت، ليكمل بنفس نبرته:
_عمي طبعا حكالي الوضع، وانا شايف ان في خطر علي حياتكم، علشان كدا مفيش شغل ليكي..

اشار لاسما لتحاول التحدث، ليكمل بأمر غير قابل النقاش لآيه:
_اما بالنسبه لحضرتك، فدراستك هتكون في البيت والامتحانات ربنا يسهلها هبقي اشوف حل...

انتفضت اسما من مكانها بغضب، لتهتف بغضب شديد:
_يعني اي الكلام ده، ازاي مفيش شغل
لو حضرتك مش هتقدر تحمينا بتوافق بابي علي كلامه ليه، ولا هو كلام بس..

حدجها خالد بنظره شرسه، تنم علي غضبه الشديد، بينما التزمت آيه الصمت فهي خائفه وبشده من رده فعله، اما والدته فقد اتسعت عينيها علي اخرهما فهي تعرفه ابنها جيدا لا يحب ان يرفع احد صوته عليه ..

تقدم خالد بضع خطوات من الفتاتين بخطوات حازمة ,لتتراجع اسما خطوتين للوراء بخوف ,يبدو انه ليس بالخصم السهل ,لتصرخ برعب عندما قبض خالد علي معصمها بقوه ,ثم هتف بجديه شديده:
_لو صوتك علي تاني بالطريقة دي ,هخرسك خالص ومش هتعرفي تنطقي بعدها ,فاهمه ..

ابت أسما ان تخضع له ,فهي ليست معتادا علي تلك المعامله القاسيه ,ليري هو ذلك تمردها ,ليجذبها اكثر ,فتصرخ هي متألمه ,لتقول بصوت باكي :
_فاهمة ,سيب ايدي وجعتني ..

ادمعت عينا آيه وهي تري شقيقتها تعنف منه ,وقد ترك هذا اثرا في نفسها ,وهي تهتف لنفسها انها لن تغضبه حتي لا يعنفها ,بينما اكمل خالد بنفس النبره :
_زي ما قولت مفيش شغل مؤقتا لحد ما نشوف ايه النظام اللي هتمشوا عليه ..

انزلت أسما نظراتها للاسفل حتي لا يري دموعها ,اما هو فقد نظر فجأه لآيه بحده يقيمها بعينيه ,لتخشي الاخري منه وتقبض علي اناملها برعب ,ليكمل لها بتحذير :
_وانتِ اللبس ده ما ينفعش هنا ,اياكي اشوفك تتصرفي تصرف ما يعجبنيش فاهماا..
قاطعته آيه بلهفه وخوف :
_حسنا ,سأكون عند حسن ظنك ..

قطب خالد جبينه عندما تحدثت ,اما والدته فتبسمت خفيه علي طريقه كلامها  ,بينما لم يبالي خالد بها ,ليردف لوالدته تلك المره بأدب :
_من فضلك يا أمي عرفيهم اوضتهم ,لحد ما اجهز الاوضه التانيه ..

نظرت آيه برعب الي أسما فهي تخشي النوم بمفردها ,لتوكزها بزراعها بخفه لتتحدث معه ,لترفض أسما الحديث معه بعدما عنفها ,اما خالد فشاهدها ليسألها بجديه :
_عاوزه تقولي حاجه ..

توترت آيه من صوته الرجولي الخشن ,لترد عليه بارتباك :
_لا يوجد شئ ..

تأفف منها بسره ,فهو يكره الفتيات الصغيره المدلله ,ويبدو هذه منهم ليرد عليها بجمود :
_طب يلا ادخلوا اوضتكم ..

دلفت الفتاتان الي غرفتهما الذي اعدتهما ثريا لهم وما ان دلفوا حتي امسكت آيه بكف شقيقتها ثم اردفت بنبرة باكية:
_اسما انا مش عايز يقعد في غرفة لوحده

تأففت أسما بضيق على طفولتها، فهي لا تفكر الان سوي في ذلك الذي يدعي خااد الذي اذلها اليوم وجعلها تخاف منه، نظرت الي آيه مجددا التي نزلت دموعها بكثره، لتجذبها اليها ثماردفت بحنان:
_ما تخافيش انتي مش هتروحي في حتة بعيد عني.

مسحت آيه دموعها على الفور ثم ابتسمت لتسألها بسعادة:
_حقا يا أسما.

أومأت برأسها موافقه، لترتبك آيه عندما تذكرته، لتردف بخوف:
_لكن هذا خالد.. اا..

قاطعتها أسما بضيق عندما ذكرت اسمه لترد عليها بحده:
_يتفلق احنا هنعمل اللي عايزينه، تمام؟

ردت عليها آيه برقه:
   _ok ولكن ماذا يعني يتفلق؟

تأففت أسما بانزعاج، لتردف و هي تدفعها على المرحاض:
_بس يا آيه يا حبيبتي، ادخلي غيري هدومك لحسن انا هموت نوم..

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Feb 25, 2023 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

لا أريد عشقك حيث تعيش القصص. اكتشف الآن